iMadrassa

مطالعة موجهة انتظار قصة قصيرة ابو العيد دودو

انـتِـظـار قـصّـة صـغـيـرة أبـو الـعـيـد دودو
تعريف بالكاتب :

الدكتور أبو العيد دودو من مواليد 1934 م بِقرية تامنجر، بلدية العنصر ولاية جيجل. عمل أستاذا بجامعة الجزائر، ثم مديرا لِمعهد اللغة العربية وآدابها، وهو يتقن عدة لُغات مِنها الألمانية و الفرنسية و الإنجليزية ، وبعض لُغات أوروبا الشرقية ، اشتهر بِكتابة القصة، والترجمة من الألمانية إلى العربية ، من مؤلفاته : صور سلوكية، دار الثلاثة، الطريق الفضي، بُحيرة الزيتون، توفي عام 2004 م .

تقديم النص :

هذه القصّة "انتظار" مأخوذة من مجموعته القصصية  " بُحيرة الزيتون " التي أصدرها عام 1967 م. بطا القصة  فتاة جزائرية عاشت أحداث الثورة بكل ما حملته من مآسٍ وخوف ورُعب، لكنّها عرفت كيف تُدافع عن نفسٍها وعن بلدها. كل هذا يورده الكاتب في أسلوب بسيط يطفح بالمشاعر الوطنية .

النص :

 

     أدارت أمنة زر المصباح و جلست في فراشها و لفها الظلام من كل جانب و أخذت تفكر و تنتظر أخاها وهي تعيش معه وحده مدة أسبوع فقد سافر أبوها إلى العاصمة لأمور تجارية فذلك ما أخبرها به ولم يرجع بعد من سفرته.

و تفاقم خوفها و اضطرابها فالساعة تدق معلنة الحادية عشرة ومع ذلك فأخوها مصطفي لا يزال خارج البيت لأسباب لأعلم لها بها وأنى لها أن تعلم .

إن هذه أول مرة يتأخر فيها فلم يتعود إن يتركها وحدها منذ غاب أبوه فكان يعود كل يوم مع غروب و يجلس قبالتها يروي لها أشياء مما تعلم في المدرسة و تحكي له هي الأخرى ما تعرفه من خرفات كانت قد سمعتها في القرية .

لم تستطيع النوم ومن ثم كانت تترك الفراش ومن ثم تعود إليه تشعل الضوء ثم تطفئه ترى ماذا حدث له ؟ ماذا الم به في هذا اليوم الماطر ؟ يالها من هذا القلق انه يكاد يقتلها .

استلقت على ظهرها و أغمضت عينها و حاولت أن تقع نفسها  بأنه ربما يكون قد ذهب إلى بعض أصدقائه في الحارة المجاورة فحاولوا بينه  وبين العودة إليها في الوقت المعتاد.

فقد سبق له أن فعل ذلك   قبل أن يسافر أبوه أغمضت عينيها علها تنام و تنسى خوفها وقلقها لكنها سرعان ما تركت فراشها من جديد و قامت تدور في الغرفة و هي تجهد نفسها من أجل أن تجد .

 لتأخره سببا معقولا ... أرهقها الصمت فازدادت دقات قلبها سرعة و قوة حين تشبثت برأسها فكرة رهيبة وهي انه ربما يكون أخوها قد قتل أو اعتقل أو حدث له مكروه فالوطن يعيش في ظروف ثورية ....قبل سنتين ماتت أمها قضى عليها السل فهل يعاقبها القدر مرة أخرى بان تفقد أخا ليس لها سواه؟ ولما كانت مسترسلة في مثل هذه الأفكار سمعت انفجارا هائلا ارتاعت له الأول وهلة ثم فكرت أن أخاها قد سمع بدوره هذا الانفجار الهائل ولذلك سوف يبقي عند أصدقاءه ولن يخرج إلى الشارع .

شعرت بالاطمئنان بعد هذا و لكنها ما عتمت أن سمعت طلقات أخرى و اصواتا في مكان غير بعيد فمدت يدها وأشعلت الضوء و نهضت و ظلت لحظة واقفة جامدة الأطراف ميتة الحواس ثم انتشلها من جمودها ارتطام شيء بالباب فذهبت إليه مسرعة و فتحته وإذا بها أخاها مكروما أمام الباب فاقد الوعي تقريبا .

أدخلته إلى الغرفة وهو يتدلى بين يديها كانت الدماء تسيل من صدره و يده قابضة على مسدس فارتاعت لما شاهدته و أخذت تسمح عنه الدماء و نزعت ثيابه فرأت الدم ينزف من جنبه أيضا فاستبدت  بها حيرة كبيرة وقامت تركض هنا باحثة  عن الخرق فالدم يسيل بغزارة وهي لا يستطيع وفقه .

كان مصطفي قد ألقى قنبلة في خمارة  ليلية حصل عليها عنوة من أحد مؤيدي الحركة فقد أخذها دون أن يسمح له بذلك و أخفاها و أطلقوا عليه النار فأصابوه إصابتين قبل أن يدخل الدار فتحمل حتى بلغ الباب فخانته قواه وسقط أمامه .

أخذ مصطفى يتحدث بكلمات متقطعة ، بعد أن تمكنت أخته من سد الجرح و غسل الدم ووضعه على المطرح دون أن تنقطع عن البكاء ... لقد نجحنا ... انتصرنا ...لا تبكي يا أختاه ..بل افرحي ...البناية تحطمت ...قتلت الحشرات ..الغد لنا ..الصباح .

وتحاول آمنة أن تصرخ .. أن تستغيث ...فيمنعها بإشارة من يده .. و تنقطع عن البكاء انه يبتسم للألم ..ربما لا تبتسم هي للحياة ؟ إذا كان الموت نداء خالد فانه للحياة أيضا نداءها الخالد .

و تناولت المسدس و قبلته بين يديها فنظر مصطفي إليها في فتور وقال وهو يشير إلى المسدس :

- هنا يا أختاه ...في طلقته ...هذا يجتمع نداء ...الموت بنداء الحياة و أغمض عينيه وسقط رأسه على فخذيها ..فقد عاوده الإغماء أو هو الموت فهزته :

-أخي  حبيبي مصطفي .... ماذا دهاك ...أتتركني ؟

وهنا سمعت دقا على الباب انحنيت فوق أخيها و قبلته في جبينه ثم اتجهت تفتح الباب و يداها تتلمسان موقع الزناد ....

المجموعة القصصية "بحيرة الزيتون "

 

 

I أكتشف معطيات النص

ما الموضوع الذي يطرحه الكاتب في هذه القصة  ؟ ومِم استمده ؟

الموضوع الذي يطرحه الكاتب في هذه القصة هو الدفاع عن سِيادة البِلاد و الثورة على الاستعمار، وقد استمده من الواقع المُعاش

حدّد الكاتب الحدث منذ بِداية القصة ، فيمَ يتمثل هذا الحدث ؟

يتمثل الحدث في : الانتظار

 

 ما الشخصية الرئيسية في هذه القِصة ؟ كيف قدمها الكاتب ؟

هي آمنة ذات شخصية بسيطة غير مثقفة صامدة، مسؤولةالشخصية الرئيسية في هذه القصة  : 

ما الشخصية الثانوية ؟ ما العمل الذي أقدمت عليه ؟

الشخصية الثانوية  هي  مُصطفى، الذي قام بِتفجير قنبلة في خمارة ليْلِيّة

ما الشعور الذي تكِنّه للمُحتل الأجنبي؟

 الشعور الذي تُكِنُّه للمُحتل الأجنبي هو الكُره؛ وذلك أنّه يعتبِرُهم "حشرات"

في أي فترة من تاريخ الجزائر وقعت أحداث هذه القصة ؟

وقعت أحداث هذه القِصة  إبان  الاستِعمار الفرنسي

 لخص أحداث هذه القصة ؟

"انتظار" قِصّة قصيرة لأبي العيد دودو مأخوذة من مجموعته القصصِية  "بُحيرة الزيتون"، بطلتُها فتاةٌ جزائرية عاشت أحداث الثورة بِكُل ما حملتهُ مِن مآسٍ وخوف، حيثُ كانت تنتظِرُ أخاها في إحدى اللّيالي ساعاتٍ طِوال، وكُلّها قلق واضطِراب وخوف  وإذ بِها تسمعُ انفِجاراً هائلاً، تلتهُ طلقاتٌ ناريّة وارتطام بالباب، ولمّا فتحته وجدت أخاها مُصطفى غارِقاً في دِمائه بعدما قام بتفجير قُنبُلة بإحدى المخمرات، ومن ثم أجبرت هي الأخرى على الدفاع عن نفسها وبلدها .

II أناقش المعطيات

حدد أنواع الفن القصصي؟

تتمثل أنواع الفن القصصي في :

  • المثل، الأسطورة، المقامة، النّادرة  وهي أشكال قديمة.
  • الأقصوصة، القِصة ، الرّواية، المسرحية  وهي أشكال حديثة

 ما العناصر الرئيسية  للعمل القصصي؟

* الحادثة: هي مجموع الوقائع الجزئية ترتبط فيما بينهما

* السرد: الأحداث التي تخضع لها الشخصيات يعرضها الكاتب بلغته وأسلوبه.

* الحبكة: وهو الشيخ الفني الذي تقوم عليه أحداث القصة وإنها التصيم العام المعقول لأحداث القصة.

* الشخصية: " القصة معرض لأشخاص يتفاعلون مع احداثها "

* الزمان والمكان: لكل قصة بيئة زمانية ومكانية

إلى أي نوع من الفن القصصي  تنتسب هذه القِصة ؟

تنتسب هذه القصة إلى فن الأقصوصة؛ وذلك لِصِغر حجمِها.

III أستثمر المعطيات

تأمل قول مصطفى: "إذا كان للموت نِداء خالد، فإنّ للحياة أيضا نِداءها الخالد". اُذكر ما تحفظ في سِياق هذا المعنى من مأثور الشعر والنثر ؟

  • قال المُتنبي في هذا السياق  وإذا لم يكُن مِن الموت بُد  فمِن العجز أن تموت جبانا

حدّد معاني الكلمات الآتية مُستعينا بالقاموس  ألم، ارتاعت، انتشل، ارتطام ؟

  1. ألِم ألماً: وجع
  2. آلمهُ إيلاماً: أوجعه فهو مُؤلم وأليم. تألم توجّع
  3.  ارتاعت: ارتاع: فزِعَ مِن الفعل راع روْعاً فزِع
  4. أراعهُ: أفزعهُ. روّعهُ أراعهُ
  5.  انتشلَ: مِن الفعل (نشَلَ) نشَلَ الشّيء
  6. نشْلاً: أسْرعَ نزْعهُ
  7. انتشَل الشّيءَ: نَشَلهُ
  8.  ارتطام: مِن الفعل (ارتطم) ازدحم وتراكم
  9. ارتطم فيه: وقع وارتبك

صغ مصادر الأفعال  ازداد، تمكن، أخفى، تحامل، عاود؟

مصدر ازداد  =  ازدِياد

مصدر تمكن =  تمكنا

مصدر أخفى =  إخْفاءً

مصدر تحاملَ =  تحامُلاً

مصدر عاود = المعاودة

حدد نمط التعبير الآتي مع التعليل ؟

" أدخلته الغرفة، وهو يتدلى بين يديها، كانت الدماءُ تسيلُ من صدره، ويده قابِضة على مُسدس، فارتاعت لمّا شاهدته، وأخذت تمسح عنه الدماء..."

النمط: سردي

وذلك أنّه وظف الشخصيات (هو، هي)، بالإضافة إلى تسلسُل الأحداث (يتدلى بين يديها، الدّماء تسيل، يده قابِضة،..)، الأفعال المُضارعة (ارتاعت، أخذت تمسح)

في التعبير السابق جُملتان تدُلان على الحال، وجُملة تدُل على الشّروع، دُل عليها؟

  1. الجُملتان الدالتان على الحال هُما
  •  وهو يتدلى بين يديها
  •  تسيلُ مِن صدره

2  . جُملة تدل على الشّروع

  • أخذت تمسح عنه الدّماء

 

ما النمط الغالب وما الأنماط الخادمة ؟
النمط الغالب سردي أما الأنماط الخادمة الوصفي و الحواري 

قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.



قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.