هـــل تــكمــن الـــحــريـــة فــي شعــور الانـــســـان بـــهـــا أم فـــي سيـــطرتـه على الـواقـع؟
الـطريقة: جــدلــيــة
- المقدمة: طـرح المشكلة
إن السؤال الذي بين أيدينا يطرح إشكالية الحرية بين التصور الكلاسيكي والتصور المعاصر. وجوهره هو، هل الحرية مجرد حالة شعورية أم هي ممارسة فعلية نتحكم بواسطتها في الواقع؟
- التحليل: محـاولة حل الـمشكلة
يذهب أصحاب التصور الكلاسيكي إلى أن الحرية مجرد حالة شعورية. ويمثل هذا الموقف كل من المعتزلة وديكارت وبرغسون.
الانسان يتمتع بحرية الإرادة، فهو يختار الأفعال حسب ظروفه وأحواله وهذا ما تؤكده التجربة النفسية لأن الفرد يشعر بحريته واستقلاله عن كل العوائق الخارجية. وفي هذا الصدد يقول المعتزلة:" إن الانسان يحس من نفسه وقوع الفعل على حسب الدواعي والصوارف، فإذا أراد الحركة تحرك وإذا أراد السكون سكن ومن أنكر ذلك جحد الضرورة، فلولا صلاحية القدرة لإيجاد المراد لما أحس في نفسه ذلك.
أما برغسون فيذهب إلى أن الحرية هي احدى مسلمات الشعور وندركها بالحدس.
ويذهب ديكارت إلى أنها خاصية من خصائص الذات الشاعرة.
* نـقـد: إن الشعور بالحرية ليس دليل على وجودها، فقد يكون وهميًّا لأنه ذاتي ومتغير ولا يطمئن إلى أحكامه فقد يضلننا.
في حين يذهب أنصار التصور المعاصر إلى أن الحرية عمل وممارسة على أرض الواقع ويمثل هذا الموقف ماركس.
فالإنسان مبدئيا يخضع لحتميات مختلفة -طبيعية – بيولوجية – نفسية – واجتماعية – قد استطاع بفضل العلم أن يدركها ويدرك القوانين المتحكمة فيها وبفضل استغلاله لهذه القوانين تمكن من التحرر من مختلف الحتميات.
وبهذا فإن حريته تتزايد بتزايد معارفه العلمية.
* نـقـد: إن تطبيقات العلم في هذا العصر وإن حررت الانسان من جهة فإنها قيّدته من جهة أخرى فبعدما كانت حياته تابعة للطبيعة أصبحت تابعة للآلة.
الحرية الحقيقية تكمن في الوعي المقرون بالعمل الذي يستهدف التحرر من مختلف القيود. فالشعور بالحرية هو مجرد دافع بينما التحرر مرهون بمدى قدرة الانسان على تجاوز الحتميات.
- الخاتمة: حـل المشكلة
ما دامت حرية الانسان تكمن في شعوره بها والذي يجسده بعد هذا في الواقع نقول إنها حالة شعورية وعمل للتحرر في آن واحد.
قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى
لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.
