iMadrassa
مقالة فلسفية حول الظاهرة الحية 2

هـــل يــمـكــن تـــفسيـر الـظـاهـــرة الحيــة تـفسيـرا حـتميا ؟

الطـريـقـة: جدلية

  • الـمقدمة: طــــرح الــمشكلــــة

 تتميز المادة الحية عن الجامدة بخصائصها الحيوية وهي التغذي، النمو والتكاثر، وعليه فإن كل أعضاء الجسم تقوم بوظيفة محددة. فهل هذه الأعضاء مرتبطة في وظائفها بأسبابها أم بغايتها؟ بمعنى آخر هل هي تقوم بوظيفتها بطريقة آلية مثل الظواهر الجامدة؟

 

  • التحليل: محاولة حـل المشكلة

- يرى أنصار النزعة الحتمية وعلى رأسهم كلود برنارد أن الظاهرة الحية لا تختلف عن الظاهرة الجامدة ومنه وجب تفسيرها تفسيرا فيزيائيا، كيميائيا أي حتميا.

- فالمادة الحية تتكون من نفس العناصر التي تتكون منها المادة الجامدة، فالأكسجين مثلا يدخل بنسبة 70في تكوينها والهيدروجين بنسبة 10% والكاربون بنسبة 18% وباقي العناصر تدخل بنسب أقل. وعليه فإن عملية الهضم مثلا ليست إلا تفاعلا كيميائيا، فالجهاز الهضمي يقوم بتحويل المواد الغذائية إلى عناصر أولية عن طريق عمل آلي يساهم فيه عمل الغدة اللعابية والأضراس واللسان والمعدة...الخ وكذلك عملية التنفس.

- رغم النجاحات التي حققها المذهب الآلي فقد لاحظ العلماء أن هناك بعض الظواهر تفرض علينا الاستعانة بالتفسير الغائي مثل المشكلة المتصلة بالوراثة "اكتساب الحشرات خصائص جديدة (مناعة)" ضد المواد الكيميائية.

- في حين يرى أنصار النزعة الغائية: ارسطو قديما وبرغسون حديثا، أنه لا يمكن اعتبار الظاهرة الحية آلية عمياء بل كل ظاهرة إنما هي موجودة من أجل تحقيق غاية. بمعنى أن الكائن الحي بشكله الخارجي وبأعضائه إنما وجد من أجل أداء وظيفة محددة.

- والغائية نوعان: غائية خارجية وغائية داخلية.

تتمثل الغائية الخارجية في الأشكال التي توجد عليها الكائنات، فاختلاف أجسامها وأشكالها يعود إلى الوظائف التي تقوم بها. فجسم الطير انسيابي من اجل غاية الطيران، والحبار (حيوان بحري من الرخويات). يحتوي جسمه على مادة حبرية سوداء، يستخدمها عند شعوره بالخطر والقنفذ كذلك.... الخ.

وغائية داخلية، تتمثل في وظيفة كل عضو، فالعين خلقت من أجل وظيفة الإبصار والكبد لتخزين مادة السكر والكليتان لتصفية الدم ومجموع الوظائف تهدف إلى توازن الجسم وتكيفه مع البيئة من أجل البقاء واستمرار الحياة.

نــقـد:

لكن البحث في الغائية قد يصرف عن البحث العلمي إلى البحث الفلسفي الميتافيزيقي وهذا من شأنه أن يؤثر على البيولوجيا سلبا عوض أن يساهم في تقدمها.

 

  • التركـيب:

إن تعقيد المادة الحية يجعلنا نتصور أنها تقوم بوظيفتها من أجل غاية معينة لكن حصر عملها هذا في الغائية يبعدنا عن التفسير العلمي، كما أن الآلية فيها ليست عمياء مثل المادة الجامدة لأنها تختلف عنها في طبيعتها. وعليه تقول إن البيولوجيا تعتمد على المنهج العلمي القائم على مبدأ الحتمية دون التخلي عن الطبيعة الغائية للمادة الحية. و في هذا يقول بسكالPascal :"إن الكائن الحي آلة حية من صنع الله، ترتبط أفعالها ارتباطا حتميا ، فكل وظيفة حية تتطلب وظيفة حية أخرى التي تنتهي إلى غاية ما تتمثل في توازن الجسم الحي".

 

  • الخـاتـمة: حــــل المشكـــلة

من خلال ما توصل إليه العلم من اكتشاف وظائف الأعضاء، نستنتج أن الظاهرة الحية وإن كانت تقوم بوظيفتها من أجل غاية فإن هذه الوظيفة تتم بطريقة حتمية آلية. ومنه نقول إن تفسير الظاهرة الحية يعتمد على الآلية والغائية معا.


قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.



قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.



قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.