بين أنواع الكنايات الآتية ، و عين لازم كل من معنى :
مدح أعرابي خطيبا فقال : كان بليل الريق قليل الحركات
قيل في مدح المطّلب :
أصبح في قيدك السماحة و المجد |
و فضل الصلاح و الحسن |
يقول العرب : فلان رحب الذراع
يقول العرب : نقي الثوب
يقول العرب : طاهر الإزار
يقول العرب : سليم دواعي الصدر
قال البحتري : و هو يصف قتله ذئبًا :
فأتبعتها أخرى فأضللت نصلها | بحيث يكون اللب و الرعب و الحقد |
كناية عن صفة لأنه يلزم من كونه بليل الريق عند الخطابة بثباتة و اطمئنانه و يلزم من قلة حركاته ، فصاحته .
لأنه لا يحتاج إلى الحركات التي يلجأ إليها الخطيب عندما تقصر عباراته عن تأدية المعاني التي يريدها .
كناية عن نسبة ، لأنه أراد أن ينسب إلى ممدوحة السماحة و المجد و ما بعدهما فأدعى أنها قيده و أسره و طوع أمره ، و يلزم من ذلك .
الأولى رحابة الذراع كناية عن صفة الكرم ،
لأن طول الذراع يستلزم طول الجسم ، و طول الجسم يستلزم الشجاعة عادة ، و الكرم و الشجاعة صنوان .
نقاء الثوب كناية عن صفة العفة و الطهارة ، لأن العناية بطهارة الثوب تستلزم عادة الحرص على طهارة النفس .
طهارة الإزار كناية عن صفة العفة فقد بينا علة الكناية في المثال السابق .
فهي كناية عن صفة كرم النفس .
لأنه يلزم من أن أنواع الوجدان التي تجيش في قلب ظاهرة أن يكون الشخص طيب النفس بعيدا عن الشر .
بحيث يكون اللب و الرعب و الحقد أي في المكان الذي تكون به هذه الصفات و هذا كناية عن موصوف هو القلب .
لأن القلب موضع هذه الصفات .