iMadrassa
مقالة فلسفية : إبطال أطروحة

أبطل الاطروحة القائلة: ان العادة وليدة التكرار

الطريقة: استقصاء بالرفع

  • المقدمة:

إذا كان الانسان على غرار الحيوان، يولد بمجموعة من الاستقدامات الطبيعية، فان هذه الاستعدادات لا تكفيه في عملية التكيف مع مطالب الحياة اليومية والاجتماعية، لذا كان مضطر ان يتعلم سلوكيات جديدة نفي هذا الغرض وبعد رسوخها تصبح عادات. تعرف العادة بانها استعداد دائم يكتسبه الكائن الحي او هي القدرة على أداء فعل ما بصورة الية يذهب بعض العلماء الى ان العادة ترتبط بشروط عدة، بعضها يرتبط بالموضوع وبعضها يرتبط بالذات الا ان علم النفس التقليدي يربطها بالتكرار. فماهي الحجج التي تبطل هذه الاطروحة وكيف يمكن رفعها.

 

  • التحليل:

ان الممارسة المتكررة تثبت وترسخ السلوك في الذهن والجسم وهذا ما ذهب اليه علم النفس التقليدي والنظرية الالية (ارسطو) ثم تأتي النزعة الارتباطية وتؤكد هذا، حيث ترى ان اكتساب العادة انما هو يكون بتكرار حركات وربط بعضها ببعض حيث تصبح حركات الفعل منسجمة ومترابطة فالتجربة التي اجراها بافلوف على الكلب تثبت ان الكلب تعلم الاستجابة وتعود عليها بعد تكرار الاقتران بين التنبه الاصطناعي والمنبه الطبيعي كذا التجربة التي قام بها ثورندايل حين وضع قطة داخل قفص، يفتح من الداخل عن طريق الضغط على رافقة. فقد اكتسبت القطة بعد عدة محاولات مهارة فتح القفص مباشرة عند وضعها داخله. كما تفسر النظرية كذلك تعلم بعض المهارات او الخبرات كالضرب على الالة الراقنة والعزف على البيانو

لكن علم النفس المعاصر يرفض ربط العادة بالتكرار بل يربطها بمجموعة من الشروط، بعضها مرتبط بالذات المتعلمة وبعضها مرتبط بالموضوع المتعلم اذ يرى الجشطالت ان السلوك قد يرسخ من اول لحظة إذا توفرت فيه العوامل الموضوعية كالوضوح والتسلسل وعامل البروز البنيوي للصورة ويري اخرون ان السلوك مرتبط بالعوامل الذاتية من استعداد ونضج ورغبة وإرادة قوية والدافع الملح

وعليه نقول انه لو كان التكرار وحده كان لترسيخ السلوكيات والمهارات لكان الامر هين، لأننا سوف يركز على هذا ونجبر المتعلم على تكرار المحاولات حتى يرسخ السلوك. كما يمكننا ان نعلم الحيوان أي سلوك كان عن طريق جعله يكرر الحركات

لكن الواقع يثبت انه حتى لو اجبرنا الانسان على تكرار المحاولات دون رغبة منه و لا اهتمام ولا  إرادة، فإن كل المحاولات سوف تبوء بالفشل.

 

  • الخاتمة:

مما سبق نستنتج ان العادة مرتبطة بشروط أكثر تأثير من التكرار، منها الموضوعية ومنها الذاتية ما دور التكرار الا انه يعطي فرصا مناسبة لتنظيم حركات السلوك.

وعليه نقول ان الاطروحة القائلة أن العادة وليدة التكرار، أطروحة غير صحيحة وليس لها ما يبررها ولا يمكن الاخذ بها.


قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.



قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.



قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.