iMadrassa
تحليل النص

النص:

يقول فرويد:

انه يذكر علينا من جميع الجهات الحق في قبول نشاط نفسي لا شعور و في استعمال هذا الفرض استعمالا علميا بإمكاننا ان نجيب على هذا بان فرض اللاشعور ضروري و مشروع و بان لدينا عدة حجج على وجود اللاشعور انه ضروري لان معطيات الشعور ناقصة جدا فكثيرا ما تصدر عن الانسان السليم او المريض على حد سواء أفعال نفسية يفترض تفسيرها افعالا أخرى لا تتمتع بشهادة الشعور و لا تقتصر هذه الأفعال على الهفوات و الاحلام لدى الانسان السليم و على كل ما يسمى بالأعراض النفسية و الظواهر الاندفاعية لدى المريض, بل تجربتنا اليومية الشخصية تواجهها بأفكار تأتينا دون ان نعرف مصدرها لا شك انها تدلنا على خصوصيات تبدو لنا غريبة تتعارض مع خواص الشعور التي نعرفها, فيحق لنا من هذا ان نجعل تغييرا على الاستنباط الذي طبقناه على الذات لأنه  لا يبرهن على وجود الشعور ثان فينا بل على وجود أفعال نفسية لا شعورية.

 

السـؤال: أكتــب مقالـة فلسفـــية تعالـــج فيـــها مضمـــون النــص. 

  • المقدمة:

ان الظاهرة الإنسانية ظاهرة معقدة وصعبة الفهم أكثر الظواهر الإنسانية تعقيدا هي الظاهرة النفسية هذا ما يفسر اختلاف علماء النفس حول طبيعتها فقد ظل علم النفس التقليدي يظن ان الشعور هو الوظيفة الوحيدة التي تمارسها النفس لكن دراسات لاحقة وضعت احتمالا وافتراضا اخر يتمثل في اللاشعور

-فما هو الأساس الذي يقوم عليه هذا الافتراض-وهل هو مشروع وله ما يبرره ؟

 

  • التحليل:

يرى فرويد ان هذا الافتراض ليس مشروع فقط بل ضروري وهو يقوم على أساس ان التسليم بالشعور وحده لا يفسر سلوك الانسان تفسيرا كاملا

-الحجج:

كثيرا ما تصدر عن الانسان السليم والمريض افعالا تفلت من زمام الشعور مثل الهفوات والاحلام

الظواهر والسلوكيات الاندفاعية لدى المريض تدل على ذلك

التجربة اليومية الشخصية تثبت ذلك، حيث تواجهنا بأفكار تفرض نفسها علينا دون ان نعرف مصدرها

كل هذه الحالات تفرض علينا تغيير الفكرة الأولى التي طبقت على الذات والتي تحصر الحياة النفسية في الشعور ولان الحالات المختلفة لا تدل على وجود شعور ثاني فينا لان الشعور واحد وهو كل لا يتجزأ فهي تدل على وجود اللاشعور

لقد اثبت فرويد عمليا من خلال تجاربه عن طريق التحليل النفسي ان هناك علاقة سببية و ضرورية بين حياتنا اللاشعورية و الاعراض العصبية، بعد ان استفاد من الدراسات التي قام بها كل من شاركوا و جاني و برنهايم و بروير في معالجة المصابين بالهستيريا عن طريق التنويم المغناطيسي كما اثبت ان حيل اللاشعورية (فلتات اللسان,النكت,الاحلام,التحويل,التعويض....الخ)

هي الدلالات النفسية لا شعورية

نقد وتقييم:

لقد بالغ فرويد في ارجاع كل الأغراض العصبية الى أسباب لا شعورية، فاذا كان اللاشعورية يفسر جانبا منها فانه لا يفسرها كلها

لان هناك اعراض ناتجة عن أسباب شعورية (شدة الوعي) او لأسباب فيزيولوجيا او صدمات

ان نظرية فريد لم تسلم من الانتقادات. ولها حول مضمون و محتوى اللاشعور حين أكد ان الليبدو هو محور اللاشعور في حين ارجعه تلامذته: أدى الى الشعور بالنقص و الى حب السيطرة ثانيها ان فرض اللاشعور مجرد اجتهاد و هو اقرب الى الافتراض الفلسي منه الى الافتراض العلمي و لا يمكن ان يرتقي الى مستوى القانون العلمي لعدم إمكانية التحقق منه. و اكثر الفلاسفة انتقادا له الطبيب العقلي (ستيكل) حيث يقول: لا اؤمن بالاشعور,لقد امنت به في مرحلتي الأولى و لكنني بعد تجاربي التي دامت 30سنة وجدت ان كل الأفكار المكتوبة انما هي تحت الشعور و ان المرضى يخافون دائما رؤية الحقيقة, كما رفض الفيلسوف الوجودي (سارتر) تماما هذه الفكرة معتبرا ان السلوك الإنساني يجري في الشعور

 

  • الخاتمة:

رغم كل الانتقادات التي وجهت لهذه النظرية، لا يمكن ان ننكر انها خطوة في علم النفس حيث أدت الى اكتشافات هامة حول النفس البشرية، كما تمكنت من معالجة كثير من الاختلالات السلوكية وهذا لا يمكن انكاره على الصعيد


قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.



قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.



قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.