كان الخليفة المأمون مسافرا ، فمّر بطريق فيها عدد من الصبية ( يلعبون ) ، ففّر الغلمان من وجهه ،وتواروا إلاّ واحدا. فوقف المأمون، وقال للغلام : لم فّر رفاقك ولبثت وحدك ؟ فأجاب : لست مذنبا فأخشاك، فسأله المأمون: من أنت، وماذا تصنع وهؤلاء الصبيّة ؟ قال : أنا سعيد، ونحن ( نقرأ ) القرآن في الكتاب، قال المأمون للصبي : وماذا تقرؤون من القرآن ؟ فرّد الصبي : " إذا جاء نصر الله والفتح... " .
مضى الخليفة في سبيله، ولّما رجع، جعل طريقه قرية الغلام سعيد، وقال في نفسه: سألقاه، لعلّي أزداد معرفة بشأنه، فدخل الكّتاب يسأل عنه، وقال لشيخه : أريد سعيدا، قال الشيخ : ليس بين هذه الّصبية من يدعى سعيدا، لكن المأمون سرعان ما أشار إلى الغلام، فنهض ،فسأله المأمون : لم أخفيت عني اسمك؟ قال الصبي : إنّ اسمي عابس، فلم أعلمك إّياه صحيحا، لأنّي كرهت (أن تسمع ) به وأنت على سفر، وكنا نقرأ : " إذا زلزلت الأرض زلزالها.." ، فكرهت أن تتطيّر بالزلزلة. سُّر المأمون بحسن جواب الصبيّ، وكافأه مكافأة حسنة.
- اقترح عنوانا مناسبا للنّصّ.
- ها فرّ كلّ الصّبية لمّا رأوا المأمون ؟
- لماذا لبث مكانه ؟
- لماذا أخفى الصّبيّ اسمه على الخليفة و كذا السورة القرآنية التي كان يقرؤها ؟
- ابحث عن أضداد الكلمات التّاليّة : تحرّك - بريئا - تتفاءل .
- هات مرادف : سُرّ - أخشاك.
- العنوان المناسب : المأمون و الغلام .
- فرّ الصّبية إلّا واحدا.
- لبث مكانه لأنّه لم يذنب فيخاف عقاب الخليفة.
- أخفى الصّبيّ اسمه "عابس" على الخليفة و كذا السورة " الزلزلة " التي كان
يقرؤها حتّى لا يتطيّر الخليفة و هو مسافر.
- الأضداد :
- تحرّك : لبثت
- بريئا : مذنبا
- تتفاءل : تتطيّر.
- المرادفات :
- سُرّ : فرح
- أخشاك : أخافك
- كافأه : جزاه.
- أعرب ما تحته خطّ .
- ما محلّ الجمل الواقعة بين قوسين
- الإعراب :
مسافرا : خبر " كان " منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
أنا : ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ.
- محلّ الجمل :
( يلعبون ) جملة فعليّة في محلّ نصب حال.
( نقرأ ) جملة فعليّة في محلّ رفع خبر المبتدأ.
( أن تسمع ) جملة فعليّة مصدريّة في محلّ نصب مفعول به.
- استخرج من النّصّ أسلوبا إنشائيّا و بيّن نوعه.
- ما نمط النّصّ ؟
- الأسلوب الإنشائيّ : لم فّر رفاقك ولبثت وحدك ؟ و هو استفهام .
- نمط النّصّ : سرديّ .
" الخلق الحسن زينة صاحبه " تحدّث في فقرة وجيزة عن ضرورة التّحلي بالفضائل ، و أثر ذلك في الفرد و المجتمع .
يحثّنا ديننا الحنيف على التّحلي بالفضائل ، إذ قال النّبيّ - صلى الله عليه و سلّم - : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " و قال الشّاعر :
إنّما الأمم الأخلاق ما بقيت | إن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا |
الأخلاق أساس بناء شخصيّة الفرد ،فقيمة المرء بأخلاقه وسجاياه الحميدة كالكرم و الإيثار و الصدق و الأمانة التي تجعل الإنسان محترما ،محبوبا،ذا شأن، و هي سبب رقي المجتمعات، والمؤشِّر على استمرار أمَّة ما أو انهيارها، فبخلق التّعاون و التّراحم و التّكافل تتطوّر الأمم و تلتحق بالرّكب الحضاريّ .