النص:
يروى أن رجلا من الفرس كان يسوء آخر من العرب، فتمكن العربي منه، والفارسي وحده والعربي وسط فئة من قومه، كل واحد منهم أشار عليه برأي، فمنهم من قال: نضربه حتى يموت، ومنهم من قال : نجلده وهكذا، ولكن رجلا بقي صامتا لم ينطق بكلمة، فقال له العربي: ما رأيك فيه؟ قال: الرأي عندي العفو عنه، لأنّ من جازى اللئيم بلؤمه كان مثله، والعفو عند المقدرة خير من التشفي، فقال العربي : ذلك هو الصواب ثم قال للفارسيّ : إنما أنت مذنب، ولقد عفوت عنك. فشكر له الفارسي كرم أخلاقه، وندم واتخذه أعز الأصدقاء.
البناء الفكريّ : (5)
- اقترح عنوانا مناسبا للنّصّ.
- من هم أطراف التخاصم في النّصّ؟ و ما الفرق بينهما؟
- بم أشار القوم على العربيّ؟
- ما الرّأيّ الذي أخذ به؟
- هات من النّصّ أضداد الكلمات التّاليّة:يُحسن- الكريم –أذلّ.
- بم أحسّ الفارسيّ في آخر المطاف؟
البناء اللّغويّ : ( 5)
- أعرب ما تحته خطّ في النّصّ.
- استخرج من النّصّ مبتدأ تقدّم على الخبر وجوبا مبيّنا السّبب.
البناء الفنّيّ : (2)
- حدّد نمط النّصّ.
- استخرج من النّصّ أسلوبا إنشائيّا و بيّن نوعه.
الوضعيّة الإدماجيّة : (8)
تحدّث – بضعة أسطر – عن خلق العفو وآثاره في حياة الفرد و المجتمع.
- العنوان : العفو.
- تخاصم فارسيّ – و كان وحده – مع عربيّ كان وسط قومه.
- أشار عليه أحدهم بضربه حتى الموت، و آخر بجلده، بينما أشار عليه الثالث بالعفو عنه.
- أخذ بالرّأيّ الثالث.
- أضداد الكلمات :
يُحسن # يسيء
الكريم # اللئيم
أذلّ # أعزّ.
- أحسّ الفارسيّ بالنّدم و اتّخذ العربيّ أعزّ أصدقائه.
- الإعراب :
العفو : مبتدأ مرفوع و علامة رفعه الضّمّة الظاهرة على آخره.
إنّما : كافة مكفوفة لا محلّ لها من الإعراب.
- "إنّما أنت مذنب".
أنت : مبتدأ تقدّم وجوبا لأنّه محصور في الخبر بإنّما.
- نمط النّصّ سرديّ.
- الأسلوب الإنشائيّ : "ما رأيك فيه ؟ " و هو استفهام.
العَفْوُ هو التجاوز عن الذنب وترك العقاب عليه وهو الصفح و الصَّفُوحُ الكريم،و الحياة لا تخلو مِن منغِّصات ومُشاحَنات تَنتهي إلى الخُصومة و الكراهية، لذا أمرنا الله -عز وجل- بتطبيق مبدأ العفو ، اقتداءً بالرّسول -صلى الله عليه وسلم- إذ وصفه ربُّه بأنه "بالمؤمنين رؤوف رحيم".
و لنا من مواقفه أروع الأمثال في العفو والصفْح والتسامُح.
و للعفو آثار طيبة وعظيمة على العبد في الدنيا ،فالمتسامح يشعر دوما براحة النفس وطمأنينة القلب وهدوء البال وسلامة الأعصاب ، وفي الآخرة ينال الثواب العظيم والرفعة والجنة .
أما على مستوى المجتمع، فتتآلف القلوب وتتماسك الصفوف ويطهر المجتمع من أمراض الغل والحقد والحسد وتقلّ الجرائم كالسرقة والقتل.. فيعمّ الاستقرار و تنتشر المحبّة بين الأفراد.