قال البشير الإبراهيمي :
أتمثّله متساميا إلى معالي الحياة ، عربيد الشّباب في طلبها ، طاغيا عن القيود العائقة دونها ، جامحا عن الأعنّة الكابحة في ميدانها ، متّقد العزمات ، تكاد تحتدم جوانبه من ذكاء القلب ، و شهامة الفؤاد و نشاط الجوارح .
أتمثّله مقداما على العظائم في غير تهوّر ، محجاما عن الصّغائر في غير جبن ، مقّدرا موقع الرّجل قبل الخطو ، جاعلا أول الفكر آخر العمل.
أتمثّله واسع الوجود ، لا تقف أمامه الحدود ، يرى كل عربيّ أخا له أخوّة الدّم ، و كل مسلم أخا له أخوة الدّين ، و كل بشر أخا له أخوة البشريّة ، ثم يعطي لكل أخوّة حقّها فضلا و عدلا .
أتمثّله حلف عمل لا حليف بطالة ، و حلس معمل لا حلس مقهى ، و بطل أعمال لا ماضغ أقوال ، و مرتاد حقيقة لا رائد خيال .
أتمثّله مقبلا على العلم و المعرفة و النّفع إقبال النحل على الأزهار والثّمار لتصنع الشّهد و الشّمع ، مقبلا على الارتزاق إقبال النّمل تجدّ لتجد وتدّخر لتفتخر ، ولا تبالي مادامت دائبة ، ( أن ترجع ) مرّة منجحة ، و مرّة خائبة .
أحبّ منه ما ( يحبّ ) القائل :
أحبّ الفتى ينفي الفواحش سمعُه               ****              كأنّ بـه عـن كـلّ فاحـشـة وقـرا
وأهوى منه ما يهوى المتنبي :
وأهـوى من الفـتيان كــل سـمـيدع              ****              أريب كصـدر السّـمهـري المقـوّم
خطت تحته العيس الفلاة وخالطت               ****              به الخيل كبات الخميس العرمرم
يا شباب الجزائر هكذا كونوا ..أو لا تكونوا .
إثراء الرّصيد اللّغويّ :
- عربيد : مدمن الخمر .
 - جامحا : متمردا .
 - الأعنّة : لجام الفرس .
 - حلس : غطاء ظهر الدّابة يوضع تحت السّرج .
 - سميدع أريب : شجاع بصير بالأمور .
 - السمهري : السيف .
 - العيس : الإبل .
 - الفلاة : الصّحراء .
 - كبات الخميس العرمرم : جماعات الجيش العظيم .
 - وقر : صمم .
 - دائبة : مستمرّة .
 
- ما هي القضية التي أثارت اهتمام الكاتب في النّصّ و ما طبيعتها ؟
 - إلام دعا الكاتب الشّباب الجزائري ؟
 - ما هي الصّفات التي يستنكرها الكاتب في الشّباب ؟
 - في أي نوع من أنواع النّثر تصنّف النص ؟ هات خصائصه .
 - حدد النمط الغالب على النص و اذكر بعض مؤشّراته مع التّمثيل .
 
- القضيّة التي أثارت اهتمام الكاتب اجتماعية تتمثّل في دور الشّباب في النّهوض بالأمّة .
 
- دعا الكاتب الشّباب الجزائري إلى الطّموح و تجاوز العقبات و الإقدام دون جبن و التفكير قبل العمل و نبذ العصبيّة بكلّ أشكالها ، كما دعاه إلى العمل الدّؤوب و طلب العلم .
 
- الصّفات التي يستنكرها الكاتب في الشّباب هي الكسل و الخوف و التّردد و الاستسلام للفشل .
 
- النص : مقالة اجتماعية .
 
و من خصائصها :
- الوحدة الموضوعيّة .
 - الوضوح .
 - المنهجيّة .
 
- النمط الغالب : وصفي .
 
و من مؤشّراته :
- الأحوال ( متساميا ، عربيد ، طاغيا ) .
 - الإضافات ( من ذكاء القلب ، في غير جبن ، إقبال النّمل ) .
 - التّعبير المجازي ( حلس معمل ، جامحا عن الأعنّة... ) .
 
- أعرب ما تحته خطّ إعراب مفردات و ما بين قوسين إعراب جمل .
 - استخرج من النّص صيغة منتهى الجموع ثمّ اذكر وزنه و حرف عطف يفيد الترتيب و التّراخي .
 - .هات من النّصّ تشبيها تمثيليّا .
 - هات من النّصّ محسّنين بديعيّين مختلفين و بيّن نوعهما .
 - قال الإمام علي ـ كرم الله وجهه : " النّاس إن لم يكونوا إخواننا في الدّين ، فهم نظراؤنا في الخلق" . ابحث عن نظير هذا المعنى في النّصّ .
 
- الإعراب :
 
- متساميا : حال منصوبة و علامة نصبها الفتحة الظّاهرة على آخره .
 - وقـرا : اسم " كأنّ " مؤخر منصوب و علامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره .
 - ( أن ترجع ) : مصدر مؤوّل في محلّ نصب مفعول به .
 - ( يحبّ ) : جملة صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب .
 
- 
	
صيغة منتهى الجموع وزنه العظائم الفعائل حرف عطف يفيد الترتيب و التّراخي : ثمّ .
 
- التشبيه التمثيليّ : " مقبلا على الارتزاق إقبال النّمل تجدّ لتجد و تدّخر لتفتخر" .
 
- المحسّنان البديعيّان :
 
- السّجع : " و بطل أعمال لا ماضغ أقوال ، و مرتاد حقيقة لا رائد خيال " .
 - المقابلة : " مقداما على العظائم في غير تهوّر ≠ محجاما عن الصّغائر في غير جبن " .
 
- عن نظير قول الإمام عليّ - كرم الله و جهه - قول الكاتب : يرى كل عربيّ أخا له أخوّة الدّم ، و كل مسلم أخا له أخوة الدّين ، و كل بشر أخا له أخوة البشريّة " .
 
- يعدّ أسلوب الشيخ البشير الإبراهيمي امتدادا لمدرسة ، سمّها موضّحا خصائصها .
 
- ينتمي الشيخ البشير الإبراهيمي إلى مدرسة الصّنعة الّلفظيّة التي تهتمّ بالفكرة و الأسلوب و من خصائصها :
 
- التأنق في الأسلوب بلاغة و معجما .
 - إعتماد الإقتباس والتضمين كثرة لتشبعه بالثقافة العربية و الإسلامية .
 - الإكثار من الصور البيانية و المحسنات البديعية .
 - إنتقاء الألفاظ من القاموس اللغوي القديم .
 - الميل إلى استعمال التوكيد.
 - جزالة الأسلوب و قدرته على التعبير الجميل.
 - الألفاظ موحية منتقاة ملائمة لمعانيها .
 
          
            
 
        


        