iMadrassa
الموضوع الثاني

 

النّص :

« نجومٌ متألقةٌ في ليل الجزائر الحالك، منها الكبيرة ومنها الصّغيرة، ولكلّ واحدة حظّها من اللألاء  والإشراق، وقسطُها من الإضاءة لجانب من جوانب هذا الوطن الذي (طال في الجهل ليلُه)، و أقام بالأميّة ويلُهُ .

حياة الأمم في هذا العصر بالمدارس،ما في هذا شكٌ، إلاّ في قلوب ( رانَ عليها الجهلُ )،و غان عليها الفساد ونفوسٌ ختم عليها الضّلال، وضرب على مشاعرها المسخ، وطال عليها الأمَدُ في الرّقّ، فصدئت منها البصائر، وعُميت الأبصار،فتغيّر نظرها في الحياة ووسائلها، فرضيت بالدّون، ولاذت بالسّكون.

الحياة بالعلم، والمدرسةُ منبع العلم، ومَشرَع العرفان، وطريق الهداية إلى الحياة الشريفة، فمن طلب هذا النّوع من الحياة من غير طريق العلم زلَّ، ومن الْتمس الهدايةَ إليه من غيرها ضلّ، وحياة الأمم التي نراها ونعاشرها شاهد صدق على ذلك .

تبني الأمم أوّل ما تبني من القصور، وتُشيّد ما تًشيّد من المصانع، وتنسّق ما تُنسّق من الحدائق، وتحُفُّ ذلك كلّه بالسُّور المنيع، فإذا ذلك كلّه مدينة ضخمة جميلة، ولكنّها بغير المدرسة عِقد بلا واسطة، أو جسم بلا قلب.

و الأمم إنّ  ما تتفاضلُ و تتعالى بالبناء للخْير و المنفعة و الجَمال و القوّةِ ، و ما عدا هذه الأربعة فهو فضولٌ عابثٌ ، لا يدخلُ في قصدِ العقلاء. و قد بنى أسلافنا لكل أولئك مجتمعةً و مفترقةً ، بنوا المساجدَ مظهرًا للخير ، و شادوا المدارس مظهرًا للمنفعة ، و اعلوا الحصون مظهرًا للقوّةِ ، و سمكوا القصور مظهرًا للجمال ، فضمّوا أطراف الفَخْرِ ، و جمعوا حواشي المجدِ ، و حازُوا آفاق الكمال ، و قادوا الحياة بزمام ، و أنشأوا بذلك كلّه للحضارة الإنسانية الشاملة نموذجًا من المدينة الفاضلة التي تخيلها حكماء اليونان ، و لم يحقّقها ساسةُ يونان ، و إنّما حققها من ساد بالعدلِ ، و قاد بالعقلِ ، و أولئك آبائي !! » .

محمد البشير الإبراهيمي " عيون البصائر "

 

أولاً - البناء الفكري ( 10 ن )

 

  1. وضح العلاقة بين المدارس و النّجوم من خلال النّص .
  2. ما العلم الذي يتحدث عنه الكاتب و يدعو إليه ؟ 
  3. للكاتب موقف من التفاضل بين الأمم وضّحه ـ و بين موقفك منه .
  4. تتجلى في النّص مظاهر الاتساق . وضّحها .
  5. لخص مضمون النّص .

 

أولاً - البناء الفكري

 

  1. العلاقة بين المدارس و النجوم علاقة مشابهة ، إذا تشبه المدارس النجوم في كونها تنير درب المتعلمين إلى بر الأمان ، و إلى المستقبل الأمن مثلما تهدي النجوم المسافر ليلا للوصول إلى مقصده .

 

  1. العلم الذي تحدث عنه الكاتب و دعا إليه هو العلم الذي يبني الأمم ، و يهدي إلى جادة الصواب ، سواء أكان علما دينيا أم ماديا تجريبيا .

 

  1. بنى الكاتب موقفه من التفاضل على أربع قواعد هي : الخير ، المنفعة ، الجمال ، القوة ، فجعل المسجد مظهرا للخير ، و المدرسة للمنفعة و الحصون للقوة ، و القصور للجمال ، و ما عدا ذلك فهو عبث .

 

  1. تتجلى مظاهر الاتساق في العرض المنطقي للأفكار ، و ذلك من خلال التعميم ثم التفصيل ، للوصول إلى النتيجة أخيرا حيث بدأ بتشبيه المدرسة بالنجوم ، ثم فصل دورها في بناء المجتمع ، و عقد مفاضلة بين الأمم ليخلص إلى إقرار ما حققته من مدنية و حضارة في تاريخنا المجيد .

 

  1. تلخيص مضمون النّص ، و يراعي فيه :

  • - دلالة المضمون .
  • - صحة اللغة و سلامة التعبير .

 

  •  
ثانيا - البناء اللّغويّ ( 06 ن )

 

  1. أعرب إعرابا تفصيليّا ما تحته خطّ ، و ما بين قوسين إعراب جمل .
  2. عين المسند و المسند إليه فيما يلي : ( عَميت الأبصارُ ) ، ( المدرسةُ منبعُ العلم )
  3. في العبارة التالية صورة بيانيّة ، حدّدهما ثم اشرحهما ، و بيّن أثرها في المعنى : ( قادوا الحياة بزِمَام ) .
  4. ما القرائن التي حققت الانسجام في الفقرة الأخيرة ؟ 

 

 

ثانيا - البناء اللّغويّ

 

  1. الإعراب :
  •  مفردات :

- تبنى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل  مجتمعة : حال منصوبة و علامة نصبها الفتحة الظاهرة .

  • الجمل :

( طال في الجهل ليله ) : ملة فعلية ، صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب .

( ران عليها الجهل ) : جملة فعلية ، في محل جر نعت لــ : ( قلوبِ ) .

 

  1.  المسند و المسند إليه :

    المسند المسند إليه
    عميت الأبصار
    منبع المدرسة

 

  1. الصور البيانية في :

 ( قادوا الحياة بزمام ) : هي استعارة مكنية ، حيث شبه الحياة بدابة لها زمام تنقاد به و حذف المشبه به ، و ترك شيئا من لوازمه ( قادوا ) على سبيل الاستعارة المكنية .

  • أثرها : تجسيد المعنى ، و توضيحه .

 

  1. القرائن التي حققت الانسجام في الفقرة الأخيرة هي :
  • حروف العطف و هي كثيرة تفيد مطلق الجمع بين المتعاطفين .    
  • حروف الجر ، و الضمائر و بخاصة ضمير جمع الغائبين و التكرار.........

 

ثالثا - التقويم النقدي ( 4 ن )

 

  1. هل ترى الكاتب محايدًا في هذا الموضوع ؟ علّل .
  2.  ما المدرسة التي ينتمي إليها الكاتب من خلال النّص ؟  أذكر خصائصها  .

 

 

ثالثا - التقويم النقدي

 

  1. على الرغم من انتماء الكاتب إلى الحضارة العربية الإسلامية ، و افتخاره بالمدرسة التي ينتمي إليها و إشادته بعمل الآباء و الأجداد  ، إلاّ أن طرحه اتسم بالحياد ، فهو لا يقحم نفسه في الحديث ، ملتزما الموضوعية التي تتجلى في :- ابتعاده عن الغلو ، التعليل المنطقي للأحكام التي أقرها ، و الاستشهاد بحوادث التاريخ .

 

  1.  ينتمي الكاتب إلى مدرسة الصنعة اللفظية و من خصائصها :

  • استخدام المحسنات كالجناس ( ران ، غان ) .
  • ( البصائر ، الأبصار ) ، و الصور البيانية من استعارات و كنايات .
  • استخدام اللغة العربية الراقية الجزلة القوية ، مثل : الحالك ، اللألاء .........الخ .
  • استخدام الترادف : " اللألاء ، الإشراق ، ران ، غان " " منبع العلم ، و مشروع العرفان " " زل ، ضل " . 

 


قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.



قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.



قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.