النّص :
« كانت الخصومة بين الأدباء دائما نعمة على الأدب و إن كان نقمة أحيانا على الأدباء أنفسهم ، فالخصومة - أوّل الأمر - في كثير من الأحيان ( هي التي تنتج الأديب ) و تهيّج مشاعره ، و تطلق لسانه .
إنّ الخصومة هي التي أورثتنا بابا كبيرا من أبواب الأدب هو باب الهجاء ، فلولا الخصومة ما كانت لنا نقائض جرير و الفرزدق و نقائض جرير و الأخطل ، و لا كانت أهاجي بشار و أبي نواس و ابن الرومي و غيرهم من الهجائيين .....
إن الروايات الكثيرة في الأدب العربيّ وضعت لنقد كاتب و الهزء به و بآرائه ، و التي وضعت لنقد فكرة و السخرية بها و بواضعيها و مؤيديها ، كل هذه ما كانت تكون لولا الخصومة الأدبيّة و كلّها ثروة كبيرة من ثروة الأدب لا غنى عنها ، و لا حياة له بدونها .
و بعد هذا كلّه فما النقد ؟ أليس هو خصومة شريفة و غير شريفة أحيانا ؟ إن كان النقد في قليل من أوقاته مدحا و تقريضا فهو في كثير من أحيانه عيب و تجريح . و ليس يشك شاك في نعمة النّقد على الأدب ، فهو الّذي بخصومته يهاجم الأدباء في شدّة و عنف فيبيّن أغاليطهم ، و يوضّح ضعفهم ، و يظهر عيوبهم ، فإذا هم حذرون يجيدون خوف النّقد ، و يحاولون أن يتبرأوا من العيوب خوف النّقد ، و ينشدون الكمال خوف النّقد ، فإذا خرج نتاجهم كاملا أو قريبا من الكمال ( فالفضل في ذلك للنّقد ) .
و في كلّ عصر تنشأ خصومة حادّة عنيفة بين رجال الأدب من أنصار القديم و أنصار الجديد يتجادلون و يتسابّون ، و جدالهم و سبابهم أدب ، و ينقسم النّاس إلى معسكرين : أنصار المجدّدين و أنصار المحافظين و يحمل كلّ فريق أقلامهم فيجيدون و يمتعون ، فيكسب الأدب من هذه المعارك مكسبا مزودجا ، مكسبا من ناحية ما يقال في هذه المعارك من هجاء و تعنيف و سبٍّ و خصام ، و مكسبا من ناحية ما يكسبه المجدّدون - غالبا - من توجيه الأدب و جهة جديدة ، و إدخال عناصر فيه جديدة .
و لولا ذلك لظل هيكل الأدب كيهكل الأهرام تمرّ عليها الدّهور و الأعوام و هي في شكلها و مادتها ، و لكان أدبنا اليوم هو الأدب الجاهلي ، و لكان أدب الغرب اليوم هو أدب القرون الوسطى ، فلولا ثورة المجدّدين و الخصومة بين الأدباء لما تقدّم الأدب خطوة ، و لظلّ على حالته كما تركه الأوّلون ... هذا في إجمال نعمة الخصومة على الأدب » .
من كتاب فيض الخاطر ج 3 - أحمد أمين - بتصرّف
- ما القضية التي شغلت بال الكاتب في النّص ؟
- لِمَ اعتبر الكاتب الخصومة بين الأدباء نعمة ؟ هل توافقه على ذلك ؟ علّل .
- فيم تمثلت ثمرة الخصومة في الأدب العربيّ القديم ؟ وضح على ذلك بأمثلة من النّص .
- ما فضل النقد على الأدب حسب رأي الكاتب ؟
- أدّت الخصومة بين الأدباء إلى انقسامهم إلى معسكرين حدّدهما ، ما طبيعة الصّراع بينهما ؟ و ما فائدة هذا الصّراع على الأدب ؟
- لخّص مضمون النّص بأسلوبك الخاص .
-
القضية التي شغلت بال الكاتب في النّص هي : فضل النقد على الأدب و علاقة الخصومة بالنقد .
-
اعتبر الكاتب الخصومة بين الأدباء نعمة لكونها تهيّج مشاعره الأديب و تطلق لسانه كما أنها وسيلة هامة من وسائل تطور الأدب ثم يبدي المترشح رأيه إيجابا أو سلبا مع التعليل .
- تمثلت ثمرة الخصومة في الأدب العربي القديم في ظهور فن الهجاء ثم شعر النقائض كالذي كان بين جرير و الفرزدق كما نجده في أهاجي بشار و أبي نواس و ابن الرّومي .
- فضل النقد على الأدب حسب رأي الكاتب يكمن في :
- أنه يبيّن أغاليط الأدباء .
- و يوضح ضعفهم و عيوبهم .
- مما يدفعهم إلى تجويد أدبهم و السعي إلى تحقيق الكمال أو الاقتراب منه .
- أدت الخصومة بين الأدباء إلى انقسامهم إلى معسكرين هما :
- أنصار القديم ( أي المقلدون أو المحفظون ) .
- أنصار الجديد ( أي المجددون ) .
- و طبيعة الصراع بينهما أنه صراع أدبي فني فكل فريق يسعى إلى مناقشة الآخر في الإجادة و الإمتاع .
و تتمثل فائدة هذا الصراع في رقي الأدب و تجديده مبني و معنى ، إضافة إلى توجه الأدباء وجهة جديدة .
-
تلخيص مضمون النّص ( يراعي في إجابة المترشح الفهم الصحيح للمضمون + تقنية التلخيص + سلامة اللغة ) .
- أعرب ما تحته سطر في النّص .
- بين المحل الإعرابي للجملتين المحصورتين بين قوسين .
- حدّد في العبارة التالية المسند و المسند إليه مبيّنا الوظيفة الإعرابيّة لكلّ منهما : « فيكسب الأدب من هذه المعارك مكسبا مزدوجا » .
- استخرج من العبارة التالية : " و يحمل كلّ فريق أقلامهم فيجيدون و يمتعون " صورة بيانية ، أذكر نوعها ثم اشرحها مبرزا قيمتها البلاغية .
-
الإعراب :
لولا : حرف امتناع لوجود يتضمن معنى الشرط مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
الخصومة : مبتدأ مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .
إذا : حرف فجائي مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
-
تبيان المحل الإعرابي للجملتين بين قوسين :
( هي التي تنتج الأديب ) جملة اسمية في محل رفع خبر للمبتدأ ( الخصومة ).
( فالفضل في ذلك للنقد ) جملة جواب الشرط غير الجازم لا محل لها من الإعراب .
- المسند و المسند إليه و الوظيفة الإعرابية لكل منهما في الجملة التالية :
" فيكسب الأدب من هذه المعارك مكسبا مزدوجا " .
- المسند : هو " يكسب " و هو فعل مضارع مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .
- المسند إليه : هو " الأدب " و هو فاعل مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .
-
الصورة البيانية :
الكناية في قوله : " و يحمل كل فريق أقلامهم فيجيدون و يمتعون " .
-
و هي كناية عن صفة تتمثل في غزارة الإنتاج الأدبي و الإبداع فيه . و ذلك لإبراز فضل النقد على الأدب دائما .
النّص من فن المقال .
- عرّفه .
- أذكر أبرز أعلامه .
- أهم خصائصه .
- تعريف المقال : المقال قطعة نثرية محدودة الطول تكتب أساسا لتنشر على صفحات جريدة أو مجلة و تتناول جانبا من جوانب موضوع ما بطريقة تجمع الإقناع و الإمتاع .
- أبرز أعلامه : و من أبرز أعلامه الدكتور طه حسين و الأستاذ عباس محمود العقاد و الأستاذ أحمد أمين و مصطفى صادق الرافعي و الشيخ محمد البشير الإبراهيمي ...
- أهم خصائصه : و من أهم خصائصه ما يلي :
- السهولة و الوضوح .
- التركيز و الإيجاز .
- وحدة الموضوع .
- الهيكل أو التصميم ( المقدمة - العرض - الخاتمة ...الخ ) .