النّص :
" يقتضي الإنصاف أن نقول إن النصف الأوّل من هذا القرن ، شهد ارتقاء مطردا ، ساعد على انقاد الملايين من الهلاك بالأوبئة ، و مد في أمد الحياة على الأرض ، و خفف الآلام ، و قهر الأمراض بالعقاقير الجديدة العجيبة ، و يسّر انتشار التربية و المعرفة ، و رفع مستوى العيش ، و خفض من مساوئ التكتل الصناعي ، و حسّن من أحوال العمّال ... و إنّ المرء ليقلب نظره في ما حوله ، فيرى كيف قاس الإنسان ، بعلمه كتل الأجرام و مساراتها في رحاب الكون ، و كيف نفذ إلى قلب الذرّة ....... و أخرج منه هلاكا ، و ضياء ، و شفاء ، و قوة محركة . و كيف.......... الطبيعة ، فصنع ما تصنعه و ما لا تصنعه ، فيعجب به و يزهى .
إن المشكلات التي تعانيها الإنسانية اليوم ، هي المشكلات التي لم تزل تعانيها منذ أن انشقت الحجب عن المعرفة الإنسانية ، و الضمير الإنساني ، في فجرهما الأوّل ، و إن تغيرت مظاهرها : كيف تضمن قسطا من السلام من دون جمود يتيح للعقول أن تتفتح و أن تزدهر ، و للهمم أن تتحفز ، و أن تعمل ؟ كيف نسيطر على القوى الراغبة التي فتقها العلم ، و جعلتها الصنّاعة في مثال اليدين ، فننتفع بها ، من دون أن يتعرض لنا خطر الهلاك ، في موجة من الضغط الكاسح ، أو لفحة من الإشعاع المميت ؟ كيف تحسن الانتفاع بموارد الأرض ، أجدى انتفاع من دون أن تدمر البيئة الطبيعية التي تزكو فيها الموارد ؟
إن تاريخ الإنسان على الأرض ، و التّجارب التي بلاها ، و الوسائل التي أتاحها العلم ، و الوفر الذي خلقته الصناعة و لزراعة الحديثتان ، أو في وسعهما أن تخلقاه و اليقظات الرّوحيّة في بعض عصور التاريخ ، إنّ ذلك خليق أن يمهد للإنسان السير إلى حل تلك المشكلات ، إذا عقل و مضى مستوحيا خير ما أودع في سرّه مستعينا بربّه .
كل حل مرتقب لمشكلات الحياة التي نعانيها في هذا العصر ، و لتوجيه مستقبلها على سطح الأرض ، ( إنّما هو رهن بتثقيف العقول ) و النّفوس في آن ، أي بالتعليم و التربية معا ... ( طلبنا التوفيق ) في جعل الحياة ، حياة الفرد ، و حياة الجماعة ، حياة أفضل و أكرم ، فعلينا بالمادة الإنسانية ، نعالجها ، أي علينا بتربية الرّجال و النّساء الذين ينشدون الحقيقة ، و يبرون بالوعد . و يفون للصّدق ، و يطيعون القانون و يؤثرون التعاون و يتنادون إلى الحق ، و يعدون في الحكم ، و يعترفون بالفضل .
و في تاريخنا ، لو استلهمناه ، أساس لهذا النهج ، ففي الأديان السمحة ، التي أشرقت على الدنيا من هذه الرفعة العريقة من الأرض . أركان هذه النظرة إلى الحياة ، و فيها قامت الحضارات كان العلم من أرسخ دعائمها ، فينبغي أن نستلهم منابتنا ، فهي في الطبيعة بين منابت الإنسانية ، و أن نستخرج منها الحوافز التي تمكننا من أن ننشئ المواطن الصالح الذي تندمج فيه قدرة العقل ، و فضيلة النفس " .
فؤاد صروف - بتصرف -
- ما الموضوع الذي يعالجه الكاتب في هذا النّص ؟ و ما الهدف منه ؟
- ما المشكلات التي تعانيها الإنسانية ؟ و ما هي أسبابها ؟ و ما الحلول التي اقترحها الكاتب لها ؟
- هل كان الكاتب موضوعيا في طرح أفكاره ؟ علّل .
- ضع عنوانا مناسبا للنّص .
- لخّص النّص محترما تقنية التّلخيص .
-
الموضوع الذي يعالجه الكاتب في هذا النّص : هو التطور العلمي الباهر الذي شمل مختلف نواحي الحياة و الخطر الذي يتهدد البشرية جراء بعض المشكلات التي نجمت عنه ، و سبل تفادي ذلك الخطر.
-
الهدف من الموضوع : توعية القارئ بما عرضه من أفكار حول الموضوع ليكون عنصرا فعالا في الوسط الذي يعيش فيه .
- المشكلات التي تعانيها الإنسانية كما وردت في إحدى فقرات النّص :
كيف نضمن قسطا من السلام في غير جمود فكري .
كيف نسيطر على القوى ......( المخترعات الفتاكة ) من دون التعرض لخطر الهلاك ترجع تلك الأسباب إلى ما أحرزته الإنسانية من تقدم و ازدهار في مناحي الحياة المختلفة نتيجة الاختراعات العلمية و التطور التكنولوجي الكبير ، فكان لهذه الاكتشافات فوائد و منافع من ناحية ، و مضار تهدد حياة الإنسان من ناحية ثانية إن لم نتعقل في استخدامها و استغلالها .
الحلول المقترحة :
- تثقيف العقول و النفوس معا بالتعليم و التربية .
- تربية الرجال النساء على جملة من الصفات الحميدة .
- إنشاء المواطن الصالح عقلا و روحا .
- نعم كان الكاتب موضوعيا في عرض أفكاره لـــ :
- تجرده من الذاتية ، أي ابتعاده عن العواطف و الانفعالات .
- تحكيمه العقل في ما يسوقه من أفكار .
- تعليله المنطقي المدعوم بالأمثلة الواقعية و التاريخية .
- تقريبه الحقائق إلى ذهن القارئ قصد إقناعه .
- عنوان النّص المناسب :
- العلم سلاح ذو حدين .
- خطر الاكتشاف العلمي .
- العلم و المشكلات الإنسانية .
- التلخيص و يراعى فيه :
- تقنية التلخيص .
- منهجية العرض .
- سلامة اللغة .
- بين دور التّكرار و الضمير في تحقيق الاتساق في تركيب فقرات النّص .
- بين معاني حروف الجر و العطف في قول الكاتب : " إنّ تاريخ الإنسان على الأرض ... أو في وسعهما أن تخلقاه " .
- عين النّمط السائد في هذا النّص ، و أذكر مؤشرين له مع التمثيل .
- أعرب ما تحته خط إعراب مفردات و ما بين قوسين إعراب جمل .
- أنواع الصورتين البيانيتين الآتيتين ، و ما وجه بلاغتهما :" و قهر الأمراض " ، " إن المرء ليقلّب نظره " ؟
- لقد أدى التكرار ، و الضمير وظيفة في تحقيق الاتساق في تراكيب النّص :
- التكرار : تأكيد المعنى و ترسيخه في الذهن : المشكلات ، تعانيها ، كيف ........
- ضمير المتكلم ( يقتضينا ، نقول ، نضمن ، نعانيها ، نستلهم ، ننشئ ....) ، ليجعل الجميع معنيا بهذه المشكلات التي تهدد حياتهم ، و بالتالي لم يخرج عن نسق النّص من حيث المضمون .
-
معاني حروف الجر و العطف :
معاني حروف الجر :
- على : الاستعلاء .
- في : الظرفية .
معاني حروف العطف :
- الواو : مطلق الجمع .
- أو : الشك .
-
النمط السائد في النّص هو النمط الوصفي و من مؤشراته توظيف المشتقات ( الكاسح ، المميت ، " اسم الفاعل " ) ، النعوت ( الراعية ، الصالح )، الإضافات ( إنقاذ الملايين ، رحاب الكون ) ، الصور البيانية ( قهر الأمراض ، استعارة ، بين منابت الإنسانية ، تشبيه بليغ ) ، الجمل الاسمية ( إن المشكلات .... هي المشكلات ، كل حل مرتقب .... إنما هو رهن ...) ، الأفعال الماضية و المضارعة الدالة على الحيوية و الحركة و الاستمرار ( ....، يسر ، نضمن ، نسيطر ....) .
- الإعراب :
- المفردات :
مستوحيا : حال منصوبة و علامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخرها .
الرقعة : بدل من اسم الإشارة مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة .
- الجمل :
إنّما هو رهن بتثقيف العقول : في محل رفع خبر المبتدأ ( كلّ ) .
طلبنا التوفيق : جملة فعلية في محل جر مضاف إليه .
- الصورتان البينيتان :
- قهر الأمراض : استعارة مكنية ، حيث شبه الأمراض بالعدو الذي يحارب فيقهر و يغلب ، فحذف المشبه به ( العدو ) و ذكر القرينة الدالة عليه ( قهر ) .
بلاغة الصورة : جسدت المعنى المجرد في صورة حسية فزادته وضوحا و تأكيدا .
- و إنّ المرء ليقلب نظره في ما حوله : كناية عن صفة و هي الدهشة و التعجب و الانبهار .
بلاغة الصورة : وضعت المعنى في صورة محسوسة مما جعله قريبا من الذهن .
النّص من فن المقال :
- عرّف بهذا الفنّ .
- أذكر أنواعه .
- أهم خصائصه الفنية مستعينا بهذا السند و بما درسته .
- التعريف بالمقال : المقال قطعة نثرية محدودة الطول تكتب لتنشر على صفحات جريدة أو مجلة و تتناول جانبا من جوانب موضوع ما بطريقة تجمع بين الإقناع و الإبداع و الإمتاع .
- أنواعه : تتعدد أنواع المقال تبعا للموضوعات التي يعالجها ، فإذا كانت في الأدب فهو مقال أدبي ، و إذا كانت في النقد فهو مقال نقدي ، و قد تكون في الفلسفة أن السياسة أو الاجتماع أو التاريخ ... الخ ..
- بعض خصائصه : وحدة الموضوع ، الإيجاز و التركيز ، الهيكلة و التصميم ، ( مقدمة ، عرض ، خاتمة )، و الوضوح في الأفكار و السهولة في اللغة .