iMadrassa
الموضوع الثاني

 

النّص :

" يقتضي الإنصاف أن نقول إن النصف الأوّل من هذا القرن ، شهد ارتقاء مطردا ، ساعد على انقاد الملايين من الهلاك بالأوبئة  ، و مد في أمد الحياة على الأرض ، و خفف الآلام ، و قهر الأمراض بالعقاقير الجديدة العجيبة ، و يسّر انتشار التربية و المعرفة ، و رفع مستوى العيش ، و خفض من مساوئ التكتل الصناعي ، و حسّن من أحوال العمّال ... و إنّ المرء ليقلب نظره في ما حوله ، فيرى كيف قاس الإنسان ، بعلمه كتل الأجرام و مساراتها في رحاب الكون ، و كيف نفذ إلى قلب الذرّة ....... و أخرج منه هلاكا ، و ضياء ، و شفاء ، و قوة محركة . و كيف.......... الطبيعة ، فصنع ما تصنعه و ما لا تصنعه ، فيعجب به و يزهى .

إن المشكلات التي تعانيها الإنسانية اليوم ، هي المشكلات التي لم تزل تعانيها منذ أن انشقت الحجب عن المعرفة الإنسانية ، و الضمير الإنساني ، في فجرهما الأوّل ، و إن تغيرت مظاهرها : كيف تضمن قسطا من السلام من دون جمود يتيح للعقول أن تتفتح و أن تزدهر ، و للهمم أن تتحفز ، و أن تعمل ؟ كيف نسيطر على القوى الراغبة التي فتقها العلم ، و جعلتها الصنّاعة في مثال اليدين ، فننتفع بها ، من دون أن يتعرض لنا خطر الهلاك ، في موجة من الضغط الكاسح ، أو لفحة من الإشعاع المميت ؟ كيف تحسن الانتفاع بموارد الأرض ، أجدى انتفاع من دون أن تدمر البيئة الطبيعية التي تزكو فيها الموارد ؟ 

إن تاريخ الإنسان على الأرض ، و التّجارب التي بلاها ، و الوسائل التي أتاحها العلم ، و الوفر الذي خلقته الصناعة و لزراعة الحديثتان ، أو في  وسعهما أن تخلقاه و اليقظات الرّوحيّة في بعض عصور التاريخ ، إنّ ذلك خليق أن يمهد للإنسان السير إلى حل تلك المشكلات ، إذا عقل و مضى مستوحيا خير ما أودع في سرّه مستعينا بربّه .

كل حل مرتقب لمشكلات الحياة التي نعانيها في هذا العصر ، و لتوجيه مستقبلها على سطح الأرض ، ( إنّما هو رهن بتثقيف العقول ) و النّفوس في آن ، أي بالتعليم و التربية معا ... ( طلبنا التوفيق ) في جعل الحياة ، حياة الفرد ، و حياة الجماعة ، حياة أفضل و أكرم ، فعلينا بالمادة الإنسانية ، نعالجها ، أي علينا بتربية الرّجال و النّساء الذين ينشدون الحقيقة ، و يبرون بالوعد . و يفون للصّدق ، و يطيعون القانون و يؤثرون التعاون و يتنادون إلى الحق ، و يعدون في الحكم ، و يعترفون بالفضل .

و في تاريخنا ، لو استلهمناه ، أساس لهذا النهج ، ففي الأديان السمحة ، التي أشرقت على الدنيا من هذه الرفعة العريقة من الأرض . أركان هذه النظرة إلى الحياة ، و فيها قامت الحضارات كان العلم من أرسخ دعائمها ، فينبغي أن نستلهم منابتنا ، فهي في الطبيعة بين منابت الإنسانية ، و أن نستخرج منها الحوافز التي تمكننا من أن ننشئ المواطن الصالح الذي تندمج فيه قدرة العقل ، و فضيلة النفس " .

 

فؤاد صروف - بتصرف -

 

أولاً - البناء الفكري ( 10 ن )

 

  1. ما الموضوع الذي يعالجه الكاتب في هذا النّص ؟ و ما الهدف منه ؟ 
  2. ما المشكلات التي تعانيها الإنسانية ؟ و ما هي أسبابها ؟ و ما الحلول التي اقترحها الكاتب لها ؟ 
  3. هل كان الكاتب موضوعيا في طرح أفكاره ؟ علّل .
  4. ضع عنوانا مناسبا للنّص .
  5. لخّص النّص محترما تقنية التّلخيص .

 

أولاً - البناء الفكري

 

  1. الموضوع الذي يعالجه الكاتب في هذا النّص : هو التطور العلمي الباهر الذي شمل مختلف نواحي الحياة و الخطر الذي يتهدد البشرية جراء بعض المشكلات التي نجمت عنه ، و سبل تفادي ذلك الخطر.

  • الهدف من الموضوع : توعية القارئ بما عرضه من أفكار حول الموضوع ليكون عنصرا فعالا في الوسط الذي يعيش فيه .

 

  1.  المشكلات التي تعانيها الإنسانية كما وردت في إحدى فقرات النّص :

كيف نضمن قسطا من السلام في غير جمود فكري .

كيف نسيطر على القوى ......( المخترعات الفتاكة ) من دون التعرض لخطر الهلاك ترجع تلك الأسباب إلى ما أحرزته الإنسانية من تقدم و ازدهار في مناحي الحياة المختلفة نتيجة الاختراعات العلمية و التطور التكنولوجي الكبير ، فكان لهذه الاكتشافات فوائد و منافع من ناحية ، و مضار تهدد حياة الإنسان من ناحية ثانية إن لم نتعقل في استخدامها و استغلالها .

الحلول المقترحة :

  • تثقيف العقول و النفوس معا بالتعليم و التربية .
  • تربية الرجال النساء على جملة من الصفات الحميدة .
  • إنشاء المواطن الصالح عقلا و روحا .

 

  1.  نعم كان الكاتب موضوعيا في عرض أفكاره لـــ :
  • تجرده من الذاتية ، أي ابتعاده عن العواطف و الانفعالات .
  • تحكيمه العقل في ما يسوقه من أفكار .
  • تعليله المنطقي المدعوم بالأمثلة الواقعية و التاريخية .
  • تقريبه الحقائق إلى ذهن القارئ قصد إقناعه .

 

  1. عنوان النّص المناسب :
  • العلم سلاح ذو حدين .
  • خطر الاكتشاف العلمي .
  • العلم و المشكلات الإنسانية .

 

  1. التلخيص و يراعى فيه :
  • تقنية التلخيص .
  • منهجية العرض .
  • سلامة اللغة .

 

ثانيا - البناء اللّغويّ ( 06 ن )

  1. بين دور التّكرار و الضمير في تحقيق الاتساق في تركيب فقرات النّص .
  2. بين معاني حروف الجر و العطف في قول الكاتب : " إنّ تاريخ الإنسان على الأرض ... أو في وسعهما أن تخلقاه " .
  3. عين النّمط السائد في هذا النّص ، و أذكر مؤشرين له مع التمثيل .
  4. أعرب ما تحته خط إعراب مفردات و ما بين قوسين إعراب جمل .
  5. أنواع الصورتين البيانيتين الآتيتين ، و ما وجه بلاغتهما :" و قهر الأمراض " ، " إن المرء ليقلّب نظره " ؟ 

 

ثانيا - البناء اللّغويّ

 

  1.  لقد أدى التكرار ، و الضمير وظيفة في تحقيق الاتساق في تراكيب النّص :
  • التكرار : تأكيد المعنى و ترسيخه في الذهن : المشكلات ، تعانيها ، كيف ........
  • ضمير المتكلم ( يقتضينا ، نقول ، نضمن ، نعانيها ، نستلهم ، ننشئ ....) ، ليجعل الجميع معنيا بهذه المشكلات التي تهدد حياتهم ، و بالتالي لم يخرج عن نسق النّص من حيث المضمون .

 

  1. معاني حروف الجر و العطف :

معاني حروف الجر :

  • على : الاستعلاء .
  • في : الظرفية .

 معاني حروف العطف :

  • الواو : مطلق الجمع .
  • أو : الشك .

 

  1.  النمط السائد في النّص هو النمط الوصفي و من مؤشراته توظيف المشتقات ( الكاسح ، المميت ، " اسم الفاعل " ) ، النعوت ( الراعية ، الصالح  )، الإضافات ( إنقاذ الملايين ، رحاب الكون ) ، الصور البيانية ( قهر الأمراض ، استعارة ، بين منابت الإنسانية ، تشبيه بليغ ) ، الجمل الاسمية ( إن المشكلات .... هي المشكلات ، كل حل مرتقب .... إنما هو رهن ...) ، الأفعال الماضية و المضارعة الدالة على الحيوية و الحركة و الاستمرار ( ....، يسر ، نضمن ، نسيطر ....) .

 

  1. الإعراب :
  • المفردات :

مستوحيا : حال منصوبة و علامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخرها .

الرقعة : بدل من اسم الإشارة مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة .

  • الجمل :

إنّما هو رهن بتثقيف العقول : في محل رفع خبر المبتدأ ( كلّ ) .

طلبنا التوفيق : جملة فعلية في محل جر مضاف إليه .

 

  1.  الصورتان البينيتان :
  • قهر الأمراض : استعارة مكنية ، حيث شبه الأمراض بالعدو الذي يحارب فيقهر و يغلب ، فحذف المشبه به ( العدو ) و ذكر القرينة الدالة عليه ( قهر ) .

بلاغة الصورة : جسدت المعنى المجرد في صورة حسية فزادته وضوحا و تأكيدا .

  • و إنّ المرء ليقلب نظره في ما حوله : كناية عن صفة و هي الدهشة و التعجب و الانبهار .

بلاغة الصورة : وضعت المعنى في صورة  محسوسة مما جعله قريبا من الذهن .

 

ثالثا - التقويم النقدي ( 04 ن )

 

النّص من فن المقال :

  1.  عرّف بهذا الفنّ .
  2.  أذكر أنواعه .
  3. أهم خصائصه الفنية مستعينا بهذا السند و بما درسته .
ثالثا - التقويم النقدي

 

  1.  التعريف بالمقال : المقال قطعة نثرية محدودة الطول تكتب لتنشر على صفحات جريدة أو مجلة و تتناول جانبا من جوانب موضوع ما بطريقة تجمع بين الإقناع و الإبداع و الإمتاع  .

 

  1. أنواعه : تتعدد أنواع المقال تبعا للموضوعات التي يعالجها ، فإذا كانت في الأدب فهو مقال أدبي ، و إذا كانت في النقد فهو مقال نقدي ، و قد تكون في الفلسفة أن السياسة أو الاجتماع أو التاريخ ... الخ ..

 

  1. بعض خصائصه : وحدة الموضوع ، الإيجاز و التركيز ، الهيكلة و التصميم ، ( مقدمة ، عرض ، خاتمة )، و الوضوح في الأفكار و السهولة في اللغة .

 


قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.



قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.



قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.