النًّصّ :
« في هذا الوطن الجزائري شعب عربي مسلم ، ذو ميراث روحاني عريق . و هو الإسلام و آدابه و أخلاقه . ذو ميراث مادّي شَادَهُ أسلافُه لحفظ ذلك التراث . و هو المساجد بهَيَاكِلِها و أوقافها . و ذو نظام قضائي مصلحيّ ، لحفظ تكوينه العائليِّ و الاجتماعيِّ . و ذو منظومة من الفضائل العربية الشرقية متنقلة بالإرث الطبيعي من الأصول السامية إلى الفروع النامية . و ذو لسان وسعَ وَحْيَ الله و خلّد حكمةَ الفطرة .
حافظ هذا الشعب على هذا الميراث قرونا على العشرة و غالبته حوادث الدَّهر فلم تغلبه . جاء الاستعمار الفرنسيُّ إلى هذا الوطن ، كما تجيء الأمراض الوافدة ، تحمل الموت و أسباب الموت.
فوجد هذه المقومات راسخة الأصول ، نامية الفروع ، فتعهَّد في الظّاهر باحترامها ، و المحافظة عليها و قطع قادته و أئمته العهود على أنفسهم و على دولتهم ليَكُونُنّ الحامين للموجود ، و لكنّهم عملوا في الباطن على محوها بالتدريج و ثم لهم - على طول الزَّمن بالقوة و بطرائق التضليل و التغفيل - جزءٌ مما ( أرادوا ) .
و الاستعمار سُلٌّ يحارب أسباب المناعةِ في الجسم الصَّحيح و هو في هذا الوطن قَدْ أدار قوانينه على نسخ الأحكام الإسلامية و عَبَثَ بحرمة المعابد و حارب الإيمان بالإلحاد ، و الفضائل بحماية الرذائل و التعليم بإفشاء الأمية .
و مهما يكن نجاح الاستعمار في هذا الباب فما هو بالنجاح الذي يشرف فرنسا أو يمجّد تاريخها ، بعد ( أن أبقى جروحا دامية ) في نفوس المسلمين » .
« البشير الإبراهيمي »
من عيون البصائر ص 22 - بتصرف -
- ما الميراث العريق الذي تحتفظ به الجزائر ؟
 - ما المقصود بالعبارة التالية : " غالبته حوادث الدهر فلم تغلبه " ؟
 - حلّل الكاتب الاستعمار الفرنسي ، مبينا خطورته . فيم تمثلت هذه الخطورة ؟
 - إلى أيِّ فنٍ أدبي ينتمي النَّصّ ؟ ما هي خصائصه ؟
 - الإبراهيمي من الأدباء الذين يتأنقون في أسلوبهم . أثبت أو أنفِ هذا الحكم مستعينا بالنَّصّ .
 - ما النمط الغالب على النَّص ؟ أذكر بعض مؤشراته مستشهدا من النَّص .
 - لخِّص النَّص معتمدا تقنية التلخيص .
 
- 
	
الميراث العريق الذي تحتفظ به الجزائر هو :
الإسلام - آدابه - المساجد - النظام القضائي - الفضائل العربية الشرقيّة - اللغة العربية الخالدة .
 
- 
	
المقصود بالعبارة ( غالبته حوادث الدّهر فلم تغلبه ) : هو محاولة فرنسا الملحّة على القضاء على هذا الميراث إلا أنَّ إرادة الشعب الجزائري الأبيّ و ارتباطه بهذه القيم وقف حجر عثرةٍ أمام فرنسا ، فرسخت قواعد هذا الميراث و امتدّت عبر الأجيال .
 
- 
	
تتمثل خطورة الاستعمار الفرنسي في كونه يتظاهر بمظهر الحامي لمقومات الشعب الجزائري ، لكنه يخفي نواياه الخبيثة ...
فهل لهذا الشعب ما تحمله الأمراض الوافدة .
 
- ينتمي النّص إلى فن المقال الفرنسي السياسي الاجتماعي .
 
خصائصه :
- الاعتماد على المنهجية ( مقدمة - عرض - خاتمة ) .
 - الاعتماد على الشواهد .
 - تسلسل الأفكار .
 - سهولة و وضوح اللغة .
 
- الإبراهيمي فعلا من الأدباء الذين يتأنقون في أسلوبهم و الدليل على ذلك من النّص ، توظيفه لمختلف الصور و المحسنات .
 
- من الصور : التشبيه في : الاستعمار سلّ...
 - الاستعارة في : شَّاده أسلافه...
 - و من المحسنات : الطباق في : الأصول ≠ الفروع ...
 - السجع في : الفضائل و الرذائل ...
 
- النمط الغالب على النّص تفسيريّ .
 
و من مؤشراته :
- تفسير الظاهرة بذكر أسبابها و نتائجها ( استعمار فرنسا للجزائر و مخلفاته ) .
 - الاعتماد على الأسلوب الخبري المعلّل تارة و المؤكد تارة أخرى ( فتعهّد بالظاهر باحترامها ... ليكونُنَّ الحامين ) .
 - اعتماد اللغة الموضوعيّة .
 
- التلخيص :
 
- المضمون : ميراث الجزائر الخالد ، و مكائد فرنسا و ظلمها للشعب الجزائري ، تاريخ فرنسا شاهد على خيبتها و ذلّها.
 - الأسلوب الخاص بالمترشح .
 - الحجم : ما يقارب ثلث النّص .
 
- استخرج من النّص أربع كلمات تنتمي إلى حقل الظلم .
 - استخرج من النَّصّ صيغتين مختلفتين من صيغ الجموع ، مبيّنا وزن كلّ منهما .
 - أعرب ما تحته خط إعراب مفردات و ما بين قوسين إعراب جمل .
 - وضح العلاقة التي تربط الفقرة الأخيرة بالفقرتين السابقتين .
 - ما نوع الصورة البيانية الواردة في قول الكاتب : " يشرف فرنسا " ؟ وضّحها مبينا نوعها و بلاغتها .
 
- 
	
استخراج أربع كلمات تنتمي إلى حقل الظلم : ( جروح ، تهدم ، تضليل ، عبث ...) .
 
- 
	
من صيغ منتهى الجموع في النّص :
- مَسَاجد ← مَفَاعل
 - فَضَائل ← فَعَائِل
 
 - الإعراب :
 
- إعراب المفردات :
 
الوطن : بدل مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره .
لكنّ : حرف استدراك و نصب .
هم : ضمير متصل مبني في محل نصب اسم لكنّ .
- إعراب الجمل :
 
( أرادوا ) : جملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب .
( أن أبقى جروحا دامية ) : جملة فعلية في محل جر مضاف إليه .
- 
	
العلاقة بين الفقرة الأخيرة و الفقرتين السابقتين علاقة تكاملية فما قامت به فرنسا من أعمال انتهاكية للقيم و الأرواح كان نتيجّته العارُ الذي يشوّه تاريخها و ما تدّعيه من قيم إنسانيّة .
 - 
	
نوع الصورة الواردة في : ( يشرّف فرنسا ) مجاز مرسل علاقته مكانيّة إذ ذكر المكان و قصد به شعب فرنسا . و بلاغتها : أنها تحقق الإيجاز و جمال العبارة و تقوّي المعنى و هو شهادة التاريخ على جرائمها .
 
« قد مرَّت المقالة بمراحل قبل أن تصل إلى صورتها المتكاملة بخصائصها » .
- ما هي المراحل التي مرّت بها المقالة ؟ و أذكر خصائص كل مرحلة ، ثم ثلاثة أعلام من أعلامها .
 
- المراحل التي مرَّت بها المقالة و خصائص كل مرحلة :
 
- المرحلة الأولى : العناية بالإنشاء و التَّنميق و الزُّخرف اللفظي .
 - المرحلة الثانية : العناية بالمعاني و الموضوعات و التأثر بالغربيّين ، و قد اعتمدت على نمطين :
 - النمط التصويري : يصوِّر فيه الكاتب شعوره إزاء صُور الحياة .
 - النمط التثقيفي : يظهر فيه الكاتب معلمًا مثقَفًا أفراد مجتمعه بعيدا عن الزُخرف و التنميق .
 
و أشهر أعلامها : العقاد - طه حسين - الكواكبي - الإبراهيمي - ابن باديس .
          
            
 
        


        