iMadrassa
الموضوع الثاني

 

النّص :


«... والتاریخُ ممّا یحتاج إلیه المَلكُ والوزیرُ ، والقائدُ والأمیرُ ، والكاتبُ والمُشیرُ والغَنيُّ والفقیرُ ، والبادِ ي والحاضِرُ ، والمُقیمُ والمُسافِرُ .
فالمَلك یعْتبر بما (مَضى) من الدُّول ومَن سلف مِن الأمم، والوزیرُ یقْتدي بأفعالِ مَن تقدّمه مِمّن حاز فضیلتَيْ السیْف والقلم، وقائدُ الجیْش یطّلع منه على مكاید الحرب، ومَواقفِ الطعْن والضرب، والمُشِیر یتدبَّر الرأيَ فلا یصْدره إلا عن رویّة، والكاتبُ یستشْهد به في رسائله وكُتبه، ویتوسّع به إذا ضاق علیه المجال في سَربه، والغنيّ یحمَد الله تعالى على ما أوْلاه مِن نعمهِ ورزقه مِن نواله، وینفق ممّا آتاه الله إذا علم أنّه لا بدّ مِن زواله وانتقاله، والفقیرُ یرغب في الزهْد لعلْمه أنّ الدنیا لا تدوم، ومَن عدا هؤلاءِ یسمعُه على سبیل المُسامَرة، ووجْه المُحاضَرة والمُذاكرة، والرغْبةِ في الاطّلاع على أخبارِ الأممِ ، ومَعرفةِ أیّام العربِ وحروب العجَم .
ولمّا رأیتُ غالب مَن أرّخ في المِلّة الإسلامیّة وضَع التاریخ على حُكْم السنین و مَساقِها، لا الدّول واتساقها، علمتُ أنّ ذلك ربما قطع على المُطالِع لذّة واقعة (استحلاها)، وقضیّة استجلاها، فانْقضتْ أخبارُ السنة ولا استوعب تكْمِلة فصولها ولا انْتهى إلى جُملتها وتفْصیلها، وانْتقل المؤرّخ بدخول السنةِ التي تلیها مِن تلك الوقائع وأخبارها، والمَمالك وآثارها، والدّولة وسِیرِها، والحالة و خبرها، فلا یرجِع المُطالع إلى ما كان قد أهمّه إلا بعْد مَشقّة، وقدْ یعْدِل عنه إذا طالتِ المَسافة وبعُدتْ علیْه الشقَّة . فاخترتُ أنْ أقیم التاریخَ دُوَلا ، ولا أبْغي عن دَولة إذا شرعْتُ فیها حِوَلا، حتى أسردَها مِن أوائلها إلى أواخرها، وأذكرُ جُمَلاً مِن وقائعها ومآثرها، و سِیاقة أخبارِ مُلوكِها، و نظْمِ عُقود سُلوكِها، ومَقرِّ ممالكها، و تَشَعبِ مَسالكها، فإذا انقضتْ مُدّتها، وانقرضتْ عُدَّتها، وانتقلتْ مِن العیْن إلى الأثَر، ومِن العَیان إلى الخَبر، رجعْتُ إلى غیْرها فقوفت أثرها، وشرحْت خبرها، وذكرتُ أسبابها، وسردْتُ أنسابَها، وبدأتُ بأصلها، وتفوهتُ بأخبار مَن نبغَ مِن أهلها، واستقصیتها دولة بعْد دولةٍ ، ورغبْتُ مع ذلك في الاختصار دو ن الاقتصار، وأوردْتُ ما یُحتاجُ إلى إیراده مِن غیْر تَكْرارٍ أوْ إكثارٍ » .

 

 نهایةُ الأربِ في فنون الأدبِ للنُّویْريّ / بتصرّف - 

أولا: البناء الفكريّ ( 10 ن )

 

  1. ما أهمیّة فنّ التاریخ في نظر الكاتب ؟ ما تعلیله لذلك ؟ 
  2. ما الذي عابه على المؤرخّین الذین سبقوه ؟ هلْ توافقه في ذلك؟ عللْ .
  3. ااقترحَ صاحب النصّ منهجیّةً لكتابة التاریخ. وضّحها بإیجاز .
  4. اعتمد الكاتب في الفقرتین الأولى والثانیة منهجیة في العرض. بیّنها مع الشرح.
  5. إلى أيّ نوع من أنواع النثر تصنِّفُ هذا النّص ؟ علِّلْ حكمك.
  6. ما النمط الغالب على النّص ؟ أذكر مؤشرین له مع التمثیل.
  7.  لخّص مضمون النّص .

 

أولا: البناء الفكريّ

 

  1. أهمیّة فنّ التاریخ في نظر الكاتب تكمن في : أنّه لا یستغني عنه الناس على اختلاف مواقعهم ذلك أنّه یحتاج إلیه الملك والوزیر والقائد والأمیر والكاتب والمشیر والغني والفقیر والبادي والحاضر والمقیم والمسافر.

 

  1. عاب الكاتب على المؤرّخین الذین سبقوه كونهم یسجّلون وقائع التاریخ بحسب السنوات لا تواریخ الدول متتابعة   .


 

  1. اقترح الكاتب منهجیّة مثلى  - في نظره - لكتابة التاریخ تتلخّص فیما یلي : یسجّل وقائع كلّ دولة على حدة دون الوقوف عند أحداث السنوات ولا ینتقل من دولة إلى أخرى حتّى یستوفي جمیع ما یتصل بتاریخها من أوائلها إلى أواخرها وذكْر مقارّ ممالكها وسرد أنسابها والإشارة إلى مَن نبغ من رجالها في أسلوب یقوم على الاختصار في غیر إخلال مع استیفاء كلّ ما هو ضروريّ من تاریخ الدول دون إعادة أو إطناب .

 

  1. اعتمد الكاتب في الفقرتین الأولى والثانیة منهجیة في العرض وهي : التفصیل بعد الإجمال، حیث ذكر حاجة مجموعة من الناس لعلم التاریخ على سبیل الإجمال في الفقرة الأولى، ثم عاد لیُفصِّل حاجة كل فرد من هذه المجموعة لعلم التاریخ في الفقرة الثانیة.

 

  1. نوع النصّ من النثر العلميّ المتأدِّب لأنّ صاحبه ناقش فیه مسألة علمیّة تتعلّق بمنهجیة كتابة التاریخ بأسلوب أدبي.

 

  1. النمط الغالب على النصّ هو : التفسیريّ

و من مؤشراته :   

  • التعلیل والتفسیر وبیان الغایة تبریرا للموقف المتخذ
  • كثرة التعریفات والشروح .
  • بروز أفعال المعاینة والملاحظة والاستنتاج والوصف .
  • الكلمات التقنیة الخاصة بالموضوع .هیمنة ضمیر الغائب والأسلوب الخبري .
  • استعمال صیغ المصدر لما فیها من فعل مستمر غیر مقترن بزمان أو مكان ... مع التمثیل بعبارات من النص .

 

      7 . التلخیص : 

ویراعى فیه ما یلي :

  • المضمون
  • تقنیة التلخیص
  • سلامة اللغة .

 

ثانیا: البناء اللغويّ ( 06 ن )

 

  1. ما الحقْل الدلاليّ للألفاظ التالیة  : « أخبار- الوقائع - سیَرها - سردْتُ » ؟ 
  2. ما نوع الأسلوب البلاغيّ المعتمَد في النّص؟ ولماذا ؟ 
  3. في العبارة الآتیة : « قطع على المُطالِع لذّة واقعة استحلاها » صورة بیانیة. اشرحها مبیّنا نوعها  وبلاغتها.
  4. عیّنْ المُسنَد والمُسنَد إلیه في قول الكاتب «  وانْتقل المؤرّخ بدخول السنة... » .
  5. أعربْ ما یلي إعرابَ مفردات « یقتدي » في قول الكاتب: « والوزیرُ یقْتدي بأفعالِ من تقدّمه » و« إذا » الواردة في قوله : « إذا شرعْتُ فیها حِوَلا » .

    وأعرب ما یلي إعرابَ جُمل : « مَضى » الواردة في قول الكاتب : «  فالمَلك یَعْتبر بما مَضى » و « استحلاها » الواردة في قوله : « ربما قطع على المُطالِع لذة واقعة استحلاها » .

 

ثانیا: البناء اللغويّ

 

  1. الحقل الدلاليّ للألفاظ : « أخبار  الوقائع  سیرها  سردتُ » هو علمُ التاریخ.

 

  1. نوع الأسلوب البلاغيّ المعتمد في النّصّ هو : الخبريُّ لحاجة الموضوع إلى هذا النوع من الأسالیب كون الكاتب في معرض الشرح والتفسیر والمناقشة .

 

  1. في العبارة « قطَع على المُطالِع لذّة واقعة استحلاها » شبّه الكاتب المطالعة بطعام حلو المذاق فذكر المشبّه " المطالعة " وحذف المشبّه به " الطعام " وأبقى على ما یدل علیه " لذة استحلاها ". فهي استعارة مكنیة .
    بلاغتها : تجسید المعنوي (المطالعة) في صورة محسوسة (الطعام) ممّا ساهم في تقویة المعنى و إیضاحه وتقریبه من الذهن .

 

  1. المسند في العبارة هو الفعل ( انتقل ) .

    المسند إلیه هو الفاعل (المؤرِّخ ) .

 

  1. الإعراب :
  • إعراب مفردات :

یقتدي : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الیاء منع من ظهورها الثّقل .
إذا : ظرف لما یُستقبل من الزمن ، متضمّن معنى الشرط ، مبنيّ على السكون في محلّ نصب وهو مضاف .

  • إعراب جمل :

( مَضى ) : جملة فعلیّة ، صلة الموصول ، لا محلّ لها من الإعراب.
( استحلاها ) : جملة فعلیّة في محلّ نصب نعت.

 

ثالثا: التقویم النقديّ ( 04 ن )

 

تمیّزَ الأدبُ العربيُّ في عُهود الانحطاط بجملةٍ منَ الخصائص التي لمْ ترْقَ به إلى أدبِ العصور الزاهیة .

  1. أذكرْ ثلاثا من خصائص أدَب هذه المرحلة، وثلاثةً من أبرزِ أعلامها.
ثالثا: التقویم النقديّ

 

  1. بعض خصائص أدب الانحطاط :
  • التنمیق اللفظيّ .
  • الإغراق في البدیع .
  • نظم الألغاز والأحاجي .
  • المیل إلى المقطوعات القصیرة .
  • وصف الأشیاء المألوفة . 
  • استعمال الكلام الصریح والألفاظ العامیّة والكلام غیر المعرَّب .
  • شیوع المدائح النبویّة وشعر الزهد .
  • طغیان النثر العلميّ .
  • تقلید فحول شعراء الأقدمین .
  • كثرة الموساعات العلمیّة ...
  • الأعلام : البوصیري .
  • ابن نباتة .
  • ابن خلدون .
  • القزویني .
  • ابن منظور .
  • النویري .
  • ابن خلكان .
  • ابن بطوطة ....

 


قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.



قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.



قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.