النص :
يقول محمد البشير الإبراهيمي عند افتتاح معهد عبد الحميد ابن باديس :
" هذا المعهد أمانة بيننا و بينك أيّتها الأمة و عهد العروبة و الإسلام في عنقنا و عنقك ، و واجب العلم علينا و عليك ، و حقّ الأجيال الزاحفة إلى الحياة من أبنائنا جميعا ، فأيّنا قام بحظّه من الأمانة، و وفّى بقسطه من العهد ، و أدّى ما عليه من الواجب ، و استبرأ من الحقّ .
لا منّة لنا و لا لك على الله و دينه و ما عظم من حرمات العلم ، و ما أوجب من رعاية الأبناء ، و إنّما علينا أن نتعاون جميعًا ، و قد اقتسمنا الخطئين فقمنا و قعدت ، و اجتهدنا و قصّرت ، فقمنا بقسطنا من الواجب حقّ القيام ، فدعونا ما وسعت الدّعاية و بيّنا ما وسع البيان ، و علّمنا ما أمكن التعليم ، و أخذنا الأمر بقوّة ، لأنّ زمنك قويّ لا يرضى بصحبة الضّعفاء .
نحن إنّما نبني لك ، و نفصّل على مقدارك ، و نرشدك إلى ما يجب أن تكوني عليه لتستبدلي حالة بحالة .
عصرك عصر نهوض و من لم يجار فيه النّاهضين كان من الهالكين ، و قد بدت عليك مخايل النّهوض ، و قد قال النّاس : قد نهضت ، فحقّ القول ، و لم يبق للنّكوص مجال ، و ما عن الهوى نطقنا حين قلنا لك : (إنّك لا تنهضين) إلاّ بالعلم ، و إنّ نهضة لا يكون أساسها العلم هي بناء بلا أساس و لا دعامة .
إنّ النّهضات الأصيلة لا تعرف القناعة ، و لا تدين بها ، و لا ترضى بالتقلّل و التبلّغ ، و إنّما هي القوة و الفوران ، و التأجّج و الجيشان، و البناءُ الرَمُّ، و صَدَمَ ثَابِت بِسيّارٍ، و دفع تَيّارٍ بِتَيّار.
إنّ قليلا للنهضة ، في باب العلم، معهد يضمّ ستَّمائة تلميذ في أمّة تُعَدُّ بعشرة ملايين تسعة أعشارها و نصف عشرها أميّون " .
محمد البشير الإبراهيمي / عيون البصائر
- ما الموضوع الذي عالجه الكاتب في هذا النص ، و ما هدفه ؟
- حمّل الكاتب التّقصير للأمّة ، و برّأ القائمين على التّعليم منه ، فهل توافقه على ما قدّم من حجج ؟ و أين يظهر ذلك في النص ؟
- يبدو الكاتب متفائلا من نهضة الأمة ، أين يظهر ذلك في النص ؟
- ما المفهوم الذي حدّده للنهضة الأصيلة ، و ما رأيك فيه ؟
- لخّص النّص .
1. الموضوع الذي عالجه الكاتب في هذا النّص هو: ضرورة النّهوض بالأمّة بالاعتماد على العلم، و تعاون الجميع، في زمن التّدافع و التنافس.
و الهدف منه يتمثل في الدعوة إلى إصلاح وضع الأمّة، و الرّفع من شأنها.
2. حمّل الكاتب التّقصير للأمّة بتقصير بعض أفرادها، وبرّأ القائمين على التّعليم، وهو منهم، لأنّهم بذلوا مجهودًا لا ينكر في نشر العلم، و بناء المدارس، و الدّعوة إلى النّهوض بالأمّة.
و يظهر ذلك في قوله في الفقرة الثانية من النّص: فقمنا وقعدت، و اجتتهدنا و قصّرت، قمنا بقسطنا من الواجب حق القيام... و نظرًا لقوة هذه الحجج المدعومة بالأمثلة ، و منها بناء المدارس و المعاهد بالإضافة إلى العمل الدعوي أوافق الكاتب على ما ذهب إليه.
3. يبدو الكاتب متفائلا من نهضة الأمّة، و يظهر ذلك في قوله:" وقد بدت عليك مخايل النهوض، فحقّ القول، ولم يبق للنّكوص مجال، و تفاؤله مرتبط بضرورة الخذ بالأسباب، فلا نهضة إلاّ بالعالم.
4. المفهوم الذي حدّده الكاتب للنّهضة الأصيلة ، أنها لا تعرف القناعة في الطلب، و لا ترضى بالقليل، و تأبى الركود و التّأسُّن، وتقبل بالتّدافع و التنافس.
5. التلخيص: فيه دلالة المضمون، و سلامة اللغة.
- وظف الكاتب حرف الواو كثيرا في الفقرة الأولى من النص ، ما المسّوغ لهذا التوظيف ؟
- صرّف الفعل "أدّى" في الماضي مع ضمائر الغائبين.
- أعرب ما تحته خط إعراب مفردات ، و ما بين قوسين إعراب جمل .
- في العبارة الآتية صورة بيانية ، اشرحيها ، و بيّني نوعها ، و أثرها البلاغي : " إنّ النهضات الأصيلة لا تعرف القَنَاعَةَ ".
1. وظف الكاتب حرف الواو كثيراً في الفقرة الأولى من النّص، و هو العطف، للرّبط بين الجمل و الكلمات ... و ذلك لأن حرف الواو يفيد مطلق الجمع في أغلب استعمالاته، يلجأ إليه الكاتب لعطف الأشياء دون ترتيب أو اختيار.
2. الصرفّ:
هو أدّى | هما أدّيا | هم أدّوا |
هي أدّت | هما أدّيتا | هنّ أدّيْن. |
3. الإعراب:
أمانة: خبر مرفوع و علامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره .
جميعًا: حال منصوبة .
جملة (إنّك لا تنهضين..) جملة مقول القول في محل نصب مفعول به .
4. الصّورة البيانية في عبارة : "إنّ النّهضات الأصيلة لا تعرف القناعة"، في العبارة مجاز حيث شبه "النهضات" بانسان قنوع، ثم حذف المشبّه به، و أبقى على شيء من لوازمه (تعرف القناعة) على سبيل الاستعارة المكنية.
وأثرها تشخيص المعنوي و إظهاره في صورة المادي.