النّص :
قال الشاعر إيليا أبو ماضي:
خذ ما استطعت من الدنيا و أهليها | لكن تعلّم قليلا كيف تعطيها |
كن وردة طيبها حتّى لسارقها | لا دمنه خبثها حتّى لساقيها |
أكان في الكون نور تستضيء به | لو السماء طوت عنّا دراريها؟ |
يا عابد المال قل لي هل وجدت به | روحا تؤانسك أو روحا تؤاسيها |
حتّامَ ، يا صاح ، تخفيه و تطمره | كأنّما هو سوءات تواريها ؟ |
أنظر إلى الماء إنّ البذل شيمته | يأتي الحقول فيرويها و يحميها |
فما تعكّر إلاّ و هوم منحبس | و النفس كالماء تحكيه و يحكيها |
والسّجن للماء يؤذيه و يفسده | و السجن للنفس يؤذيها و يضنيها |
أرسلت قولي تمثيلا و تشبيها | لعلّ في القول تذكيرا و تنبيها |
شرح المفردات:
- دمنة: نبات خبيث كريه الرائحة.
- دراريها: جمع دريّ: و هو الكوكب اللامع.
- صاح: ترخيم (ياصاحبي).
- سوءات تواريها: عيوب تخفيها.
- تحكيه: تشبهه.
- إلامَ يدعو الشاعر الإنسان ؟ و ممَّ يحذّره؟
- علامَ يدعو توظيف الشاعر لمظاهر الطبيعة في قصيدته؟وضّح.
- النّص يعكس النّزعة التأمّليّة للشاعر، وضّح ذلك بأمثلة من القصيدة.
- بين المال و الماء تشابه في نظر الشّاعر وضّح ذلك.
- في النّص قيمة إنسانية ، أبرزها مع التوضيح.
- لخّص مضمون النّص.
1.يدعو الشاعر الإنسان إلى فضيلة الكرم و العطاء في هذه الحياة و أن يسعى إلى أن يعمّ خيره جميع إخوانه من البشر.
و يحذره من رذيلة الشحّ و شرّ عبادة المال.
2.يدل توظيف الشاعر لمظاهر الطبيعة في قصيدته على تأثر بالمذهب الرومانسي، الذي يولي اهتماما كبيرا بالطبيعة و يوظفها في شكل رموز بها عن تجربته الشعرية.
3. نزعة الشاعر التأملية تتجلى من خلال:
لجوء الشاعر إلى الطبيعة و تأمله فيها و استلهامه منها عبرا و دروسا كثيرة فوجد أنّها خير ما يجسّد معاني العطاء و السخاء بلا مقابل.
فالوردة و الماء يمثلان النفس الكريمة السخية، و الدمنة بخضرائها تمثل النفس البخيلة.
يقول الشاعر:
كن وردة طيبها حتى لسارقها لا دمنة خبثها لساقيها
انظر إلى الماء إنّ البذل شيمته يأتي الحقول فيرويها و يسقيها
4. بين الماء و المال تشابه في نظر الشاعر فالماء هو عنصر الحياة، و هو نعمة تعود بالنفع و الخير على الإنسان و باقي الكائنات، و لا يكون كذلك إلا إذا كان جاريا غير منجبس فالماء الراكد يؤذي النفس.
كذلك المال إذا أنفق على مستحقيه نفع، و إذا حُبس كان شرّا على صاحبه لأنّه بخيل مذموم.
5. القيمة الإنسانية:
تتجلّى من خلال دعوة الشاعر إلى البذل و العطاء و نشر الخير بين الناس جميعا دون مقابل، و تحذيره من البخل و الشح و هي قيم إنسانية قد تجلت في الأبيات (1، 2، 3، و 6).
6. تلخيص النص:
- حجم التلخيص.
- دلالته على المضمون.
- سلامة اللغة وجودة الأسلوب.
- أعرب ماتحته سطر.
- بيّن الإعرابي للجملة المحصورة بين قوسين.
- بمَ تفسّر غلبة أفعال الأمر في النّص.
- في النّص نمطان تعبيريان، اذكرهما مبيّنا مؤشّرات كلَّ منهما كما تجلّت في النص.
- استخرج الصورة البيانيّة الواردة في البيت الثاني ثم بيّن نوعها و بلاغتها.
1. الإعراب:
منحبس: خبر مرفوع، و علامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
2. إعراب الجملة:
"استطعتَ" جملة فعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
3. تفسير غلبة أفعال الأمر في النص:
كثرة أفعال الأمر (خذ، تعلّم، كن ، انظر...) تدل على الدعوة و الحث و النضج.
فالشاعر يدعو أخاه الإنسان إلى التحلي بهذه القيم الإنسانية التي بها يَسعد و يُسعد غيره.
4. نمط النص:
- النمط الأمري(الإيعازي): و هو الغالب لأن الشاعر كان بصدد حث الإنسان و دعوته إلى ضرورةالتحلي بصفات العطاء و السخاء و البذل جاعلا الطبيعة قدوة له، و من خصائص هذا النمط: غلبة أفعال الأمر: (خذ، تعلم، كن،قل،انظر...).
- النمط الحجاجي: و كان هذا النمط خادما للنمط الأمري، فقد وظفه الشاعر للإقناع بما يدعو إليه، و خصلئصه:
حشد الأدلة و الأمثلة الحسية المقنعة من الواقع.
(الطبيعة الدالة على أن فكرة العطاء و البذل قبل أن تكون قيمة إنسانية تجلّت في الطبيعة).
و أن البخل و الشح شر يجب اجتنابه.
البيت 2: (كن وردة طيبها حتى لسارقها...).
البيت3: (أكان في الكون نور نستضيء به..).
البيت 4: (يا عابد المال...).
البيت 6:(انظر إلى الماء إن البذل شيمته...).
توظيف أدوات التوكيد: (إنّ).
5. الصورة البيانيّة الواردة في البيت الثاني:
وردت في قوله:"كن وردة طيبها حتى لسارقها"، و هي تشبيه حيث شبّه الشاعر الإنسان السخي بالوردة الفواحة التي تهب رائحتها حتى لمن يؤذيها.
بلاغتها: توضيح المعنى و تقريبه إلى الذهن و فيها دعوة إلى أخذ العبرة من الطبيعة في التحلي بالقيم الإنسانية النبيلة .