النّص:
الحق و الواجب متلازمان ، فمتى كان لشخص حقٌّ كان هناك واجب، بل الواقع أنّ كلّ حقَ يستلزم واجبين: واجبا على الناس أن يحترموا حقّ ذي الحقّ و لا يعترضوا له أثناء فعله، وواجبا على ذي الحقّ نفسه، و هو أن يستعمل حقّه في خيره و خير النّاس، فمثلا إذا (كان لي بيت) فهو حقّ لي ، و ذلك يستلزم واجبين: واجبا على النّاس ألاّ يتعدّوا على هذا البيت بضرر، و أن يحترموا حقّي في ملكيته، وواجبا علّي و هو أن استعمل البيت في خيري و خير النّاس، فإذا أشعلت فيه نارا أريد إحراقه، أو آذيت النّاس بإيجاره لعمل مقلق للراحة لم أكن أدّيت ما وجب عليّ، و هكذا.
و لكنّ جهة التنفيذ في الواجهتين ليست واحدة، فالذي (ينفّذ الواجب) الأوّل هو القانون الوضعيّ غالبا فإذا تعدّى أحد على بيتي فغصبه منّي كان القانون الوضعيّ هو الذي يحميني، فاستتطيع أن أرفع الأمر إلى المحاكم، و القاضي يلزمه بمراعاة حقيّ و ينفّذ ما يجب عليه، أمّا الواجب الثاني ، وهو الواجب عليّ في استعمال حقيّ على أحسن وجه، فليس الذي ينفّذه هو القانون الوضعيّ غالبا و إنّما به القانون الأخلاقيّ، و يترك تنفيذه إلى ذي الحقّ نفسه، و إلى الرأي العام، فلو أنيّ هدمت بيتي و (هو عامر)، أو أتلفت هندسيته، فيأمرني أن أعمل الواجب عليّ من أستعمال بيتي لخيري و خير النّاس، و يلومني إذا لم اتبع ذلك، و كذلك يلومني الرأي العام، فإذا قال القانون الوضعيّ :"لكلّ مالك أن يتصرّف في ملكه كيف يشاء" فإنّ الأخلاق تقول:" ليس للمالك أن يتصرّف في ملكه إلاّ بما فيه الخير له و للنّاس".
أحمد أمين
- ما العلاقة بين الحقّ و الواجب كما وردت في النّص؟
- ماهما واجبا الحقّ كما بيّنهما الكاتب؟
- استخرج من النّص مثالا عزّز به الكاتب وجهة نظره.
- إلى من تعود مسؤولية تنفيذ الواجب في نظر أحمد أمين؟
- هل يتعارض القانون الوضعيّ مع القانون الأخلاقيّ؟ و أيّهما أجدر بحلّ مشاكل النّاس في نظرك؟
- إلى أيّ نوع من أنواع النّثر ينتمي هذا النّص؟ اذكر ميزة بارزة من ميزاته.
- لخّص مضمون النّص بأسلوبك الخاص.
1. العلاقة بين الحق و الواجب كما وردت في النص هي علاقة تلازم، كل منهما يستدعي الآخر.
2. للحق في نظر الكاتب واجبان هما:
- واجب الناس نحو صاحب الحق، و هو أن يحترموا حقّه و يقرّروا له به.
- واجب صاحب الحق نفسه: و هو أن يستعمل حقّه في الخير لنفسه و للناس.
3. من الأمثلة التي عزّز بها الكاتب وجهة نظره:
مثل حق ملكية البيت الذي يستلزم واجبين:
- واجب الناس، و هو احترامهم لهذه الملكية ، و عدم اعتدائهم على البيت.
- واجب صاحب البيت و هو أن يستعمله في الخير، وألا يستخدمه فيما يؤذي الناس.
مثل تنفيذ الواجب بين القانون الوضعي و القانون الأخلاقي.
أسند الكاتب، على سبيل التمثيل، واجب حماية ملكية البيت إلى القانون الوضعي، و أسند واجب استخدام البيت في الخير إلى القانون الأخلاقي.
4. تعود مسؤولية تنفيذ الواجب عند "أحمد أمين" إلى قانونين: القانون الوضعي و القانون الأخلاقي.
5. لايرى الكاتب تعارضا بين القانون الوضعي و القانون الأخلاقي، إنّما اعتبر القانون الوضعي قاصرا، أحيانا ، في حلّ الإشكاليات الدقيقة التي يكون القانون الأخلاقي أولى بها.
أيّ القانونين أجدر بحلّ مشاكل الناس في نظرك؟
6. يصنّف النص ضمن فن المقال، و من خصائصه البارزة في النص:
- ورود النص في شكل قطعة نثرية محدودة الطول تعالج موضوعا محددا: "الحق و الواجب".
- خضوع النص للتدرج في عرض الأفكار.
- شيوع روح التحليل، و التفصيل بعد الإجمال.
- استعمال وسائل الإيضاح و الإقناع.
7. تلخيص النص:
يراعي فيه
- دلالة المضمون.
- احترام تقنية التلخيص.
- جودة الأسلوب و سلامة اللغة.
- أعرب ما تحته سطر.
- بيّن المحلّ الإعرابيّ للجمل المحصورة بين قوسين.
- يكاد النّص يخلو من الخيال بمَ تعلّل ذلك؟
- ميّز فيما يأتي التعابير الحقيقة من التعابير المجازيّة مع التعليل:
- "قال القانون الوضعيّ".
- "كان لي بيت".
- "أشعلت فيه نارا".
- "القانون الوضعيّ هو الذي يحميني".
5. ما النّمط التعبيري الغالب على النّص؟ علّل.
1. إعراب ما تحته سطر:
متلازمان : خبر مرفوع و علامة رفعه الألف لأنّه مثنى.
البيت: بدل من اسم الإشارة مجرور و علامة جرّه الكسرة.
2. إعراب الجمل:
"كان لي بيت": جملة فعلية في محل جر مضاف إليه.
"يتفذ الواجب": جملة فعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
"هو عامر": جملة اسمية في محل نصب حال.
3. يكاد النص يخلو من الخيال، ويرجع ذلك إلى:
النص مقال موضوعيّ تسوده روح علميّة ممّا جعل أسلوبه أقرب إلى الأسلوب العلميّ المباشرة.
هدف النص الإقناع و مخاطبة العقل، لا التأثير في العواطف.
4. التمييز بين العبارات المجازية و الحقيقية.
- "قال القانون الوضعيّ" عبارة مجازية لأنّ القانون لا يقول.
- "كان لي بيت" عبارة حقيقية تعني ملكية البيت لصاحبه.
- "أشعلت فيه نارا" عبارة حقيقية تدل على حدث يمكن حصوله.
- "القانون الوضعيّ هو الذي يحميني" عبارة مجازية ذلك أنّ الذي يحمي فعلا هم القائمون على تطبيق القانون و ليس لقانون ذاته.
5. النّمط الغالب على النص التفسيريّ ذلك أن الكاتب يفسّر علاقة الحق بالواجب، كما أنّ النص يحفل بالمؤشرات الدالة على النمط التفسيري منها:
- التركيز على الموضوعيّة و تجنّب الذاتية .
- تحديد الموضوع أو الإشكالية و هي "علاقة الحق بالواجب".
- شرح الفكرة بالاستناد إلى الشواهد والأمثلة كما هو معمول به في النص (مثل البيت).
- استخدام أساليب التأكيد مثل:
"و إنّما يأمر به القانون الأخلاقي".
"و إنّما يتدخل القانون الأخلاقي".
"فإن الأخلاق تقول...".