النّص :
تتردّد على الأقلام الكُتَابِ العربِ و على ألسنةِ خُطبائهم منذ عهدٍ قريبٍ كلماتُ : الوعي ، اليقظة ، النّهضة ..." و الوعيُ في معناه الاجتماعي الذّي يعنيه هؤلاء الكُتّابُ و الخطباءُ إذراكُ بعد جهلِ ، و اليقظةُ في قصدِهم تَنَبّثةُ بعد غَفْلَةٍ ، و النَهضَةٌ معناها حركةٌ بعد رُكودِ...
نعترف أنّ نومنا كان ثقيلاً و بأنَ عُمرَ أمراضنا كان طويلاً ، نعرفُ أنَّ النََّومَ الثّقيلَ لا يصحو صاحبه لا بصوت يصخُّ أو بضربِ يصكُ و أنّ المرض الطَويلَ لا يُشفى المُبتلى به إلاَّ بتَدْبيرِ حكيم قد يقضي إلى البتر أو القطع ، و قد أصابنا من القوارع ما لو أصاب أهلُ الكهفِ لأبطلَ المُعجزةُ في قصّتهم و ممّا كانوا به مثلاَ في الآخرين ...
و ما آضلَّنا إلاَّ المجرمون الّذين يدعونا بعضهم إلى الجمعِ بوسيلةِ التّفريق و يدعونا بعضَهم إلى النّجَاةَ بطريقةِ التّغريق ، و الأوّلون هم رجال الذين الضّالون الذين فرّقوه إلى مذاهب و طوائف ، و الآخرين رجال السّياسة الغاشّون الّذين بدّلوا المشرب الواحد فجعلوه مشارب ... فهل هبَّةٌ من روح الإسلام على أرواح المسلمين تذهبُ بهؤلاء و هؤلاءِ إلى حيث ألقَت ، و تجمعُ قلوبهم على عقيدةِ الحقِّ الواحدة ، و ألسنتهم على كلمةِ الحقِّ الجامعةِ و أيديهم على بناء حصّن على الأسسِ الّتي وضعها محمّد صلّى الله عليه و سلّم و لا مطمع لنا في الوصولِ إلى هذه الغايةِ إلاّ إذأ أصبح المسلم يَلْتَفِت إلى جِهاته الأربعِ فلا يرى إلاّ أخًا يُشَارك في الآلام و الآمال ... فهو حقيق أن يشاركه في العمل .
إنّ الوسائل إلى هذه الغايةِ كثيرةً و أقربُهَا نفعًا و أجداها أثرا أنّ تُربَّى الأحداث من الصّبَا على غَيرِ ما رَبَّأ،أ آباؤُنا و أن نحجب عليهم نقائصنا ، فإن أظّلعوا ليها سَمَّيناها باسمها و أنّها نقائضُ ، و أنّها سبب هلاكنا ، و حذّرناهم من التّقليد لنَا فيها ، فإذا شَبوا على هذه الهِداية سَلَكْنَا بهم سبيل الحقّ الواحدة و وجهاتهم بتلك القابلية إلى وجهة واحدة و حمايناهم من التّيارات الفكريّة الّتي تتجاذبُهم و من الذّئاب الغربية التي تتخطّفهم .
محمد البشير الإبراهيمي "آثار الإبراهيمي " بتصرف
ج4ص 219 دار الغرب الإسلامي ط1 1997م.
- تناول الكاتب مفاهيم : الوعي ، اليقظة و النّهضة . هل تجسّت هذه المفاهيم في نظره؟ وضّح إجابتك بشواهد من النصّ.
- يُقرّث الكاتب أنّنا ظُلِّلنا و فُرَّقنا ، ما ال{ذي اقترحه لنتوحّد؟
- يقترح الكاتب وسائل ناجعةٌ لإصلاح ، ماهي ؟
- كيف تبدو لك شخصية الكاتب في هذا النّص ؟ علّل إجابتك .
- يُطرح النّص مجموعة من القيم ، استخرج قيمتين منها مُمَثِّلاً من النّص.
- اجعل لكلّ فقرة من فقرات النّص عنوانًا مناسبا .
- إلى أيّ فنّ نثريّ ينتمي ؟ اذكر ثلاث خصائص له .
1. مدَى تجسّد المفاهيم في نظر الكاتب مع التّعليل: مفاهيم الوعي ، اليقظة و النّهضة لم تتجسّد في نظره.
و الدّليل على ذلك قوله: "نعترف أن نومنّا كان ثقيلاً وبأن عُمر أمراضنا كان طويلا..."
2. اقتراحات الكاتب للتّوحُّد:
- اتّباع منهج الدّين.
- التّجمع على عقيدة الحقّ قولا و عملا.
- مشاركة المسلم أخاه المسلم في الآمال و الآلام.
3. الوسائل النّاجعة للإصلاح التي اقترحها الكاتب هي:
- تربية الأجيال تربية واعية متماشية مع العصر وفق المبادئ السامية .
- حجب نقائص الآباء و الاعتراف بها.
- التّحذير من تقليد الآباء فيها.
4. يبدو الكاتب مصلحا اجتكاعيّا ، غيورا على مجتمعه.
بدليل الكشف عن عيوب المجتمع قصد معالجتها و المساهمة في بناء مجتمع سليم، صالح و قوي...
5. القيم التي تضمنّها النص:
- القيمة الاجتماعيّة: كشف عيوب المجتمع و الدعوة إلى إصلاحها. مع ذكر وسائل الإصلاح.
- القيمة الدينيّة: إلى التمسّك بتعاليم الدّين المفضية إلى وحدة الأمة و نهضتها.
- القيمة السياسيّة: كشف نوايا السياسيّين و بيان أثرها السيّئ على نهضة الأمّة ووحدتها.
- القيمة الفنيّة: يكتفي المترشّح بذكر قيمتين فقط.
6. عناوين الفقرات:
- تحديد مفاهيم الوعي ، اليقظة و النّهضة .
- الاعتراف بمدى غفلة الأمّة ، و طول نومها.
- الدّعوة إلى نبذ التّفرقة و الاعتصام بالوحدة.
- الوسائل الناجعة للإصلاح في نظر الكاتب.
7. الفن النثريّ الذي ينتمي إليه النّص، و خصائصه:
ينتمي النّص إلى فنّ المقال.
من خصائصه: منهجية العرض (مقدمة ،عرضو خاتمه)، وحدة الموضوع، وسائل الإقناع.
- استعمل الكاتب في الفقرة الأولى كلماتٍ متضادّة ، استخرجها ثم بيّن وظيفتّها الدلاليّة .
- تكرّرت كلمة "الحقّ" في الفقرة الثالثة من النّص ، ما دلالة تكرارها؟
- قال الكاتب : " و الوعيُ في معناه الاجتماعي الذّي يعنيه هؤلاء الكُتّضاب و الخطباءُ إدراكَ بعد جهل".
- عيّن الخبر في هذه العبارة ثم بيّن نوعه .
- أعرب كلمة "الكُتَّابُ" إعراب مفردات.
4. ما محّل جملة :"يدعونا بعضهم إلى النّجاةِ بطريقة التّغريق" من الإعراب ؟ علّل.
5. مانوع الصورة البيانية في بارة :"أن نحجَّبَ عليهم نقائصَنَا"؟ اشرحها مبيّنا بلاغتها.
1. الكلمات المتضادة و وظيفتها الدّلاليّة:
إدراك# جهل.
تنبّه # غفلة.
حركة # ركود.
توضيح و بيان معاني إدراك تنبّه، حركة بمقابلتها بأضدادها.
2. تكرّرت كلمة "الحقّ" في الفقرة الثالثة من النّص للدلالة على مدى إصرار الكاتب و إلحاحه على ضرورة العودة إلى جادة الصواب لتحقيق غاية الإصلاح و الوحدة.
3. تعيين الخبز و بيان نوعه في العبارة:
- إدراكّ: خبر.
- نوعه :خبر مفرد.
إعراب كلمة "الكُتَاب"في العبارة: بدل مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
4. محّل الجملة من الإعراب: "يدعونا إلى النّجاة بطريقة التغريق" جملة لا محلّ لها من الإعراب ، لأنّها تابعة لجملة لا محّل لها من الإعراب.
5. نوع الصورة البيانية في عبارة "أن نحجب عليكم نقائصنا...": استعارة مكنيّة.
الشرح: شبّه النقائص بشيء ماديّ يُحجب ثم حذف المشبّه به و رمز إليه بالفعل "نحجب".
بلاغتها : توضيح المعنى و تقريبه من الذهن عن طريق التجسيد بنقله من المعنوي المجرّد إلى المحسوس.