النّصّ :
"... ليس الابتكارُ في الأدب و الفنّ أن تطرق موضوعاً لم يَسبقك إليه سابقٌ ، و لا تعثر على فكرة لم تخطر على بالِ غيرك ... إنّما الابتكار الأدبيّ و الفّنيّ ، هو أن تتناول الفكرة التي قد تكون مألوفة للنّاس ، فتُكسب فيها من أببك و فنّك ما يجعلهت تنقلب خَلَقًا جديدًل يُبْهرُ العين و يُدهش العقل ... أو أن تعالج الموضوع الذي كاد يَبْلى بين أصابع السّابقين ، فإذا هو يُضيءُ بين يديكَ ، بروح من عندك ...
وإذا تأمّلنا أغلب آيات الفنّ ، فإننّا نجد موضواتها منقولةٌ عن موضوعات سابقة موجودة ، فالكثير من موضوعات "شكسبير " نُقل عن "بوكاشيو" و بعض "موليير" عن "سكارون" ...فإذا عرّجنا على الأدب العرذبي القديم ، فإننا نجد في الشعر معنى البيت الواحد و موضوعه ، يتنقلان من شاعر إلى شاعر ، و يلبسان في كل زمن حلة و صياغة ، حتّى اختلف النقاد و الباحثون و الأدباء فيمن يفضّلون : أهو أوّل مَن طرق الفكرة و الموضوع أم مَن صاغهما و أجراهما على الألسن و أتاح لهما الذّيُوع؟ ... على أنّ أرجَحَ الرّاي هو أنّ الموضوع في الفنّ ليس بذي خطر ، و ليست الحوادث و الوقائع في القصص و الشعر و التمثيل بذات قيمة ، و لكنّ القيمةَ و الخطر في تلك الأشعة الجديدة التي يستطيع الفنّان أن يستخرجها من هيكل تلك الموضوعات و الحوادث و الوقائع .
إنّ الفنّ ليس الهيكل ، إنّه في الثّوب ، و الفنّ هو الثّوب الجديد الذي (يُلبسه الفنان ) للهيكل القديم ...
فالابتكار إذن لا شأن له بفكرة جديدة أو قديمة ، غريبة أو مألوفة ، و لا بالموضوع الطّريق أو المطروق ... و قد تسألني بعدئذ : ماهو الابتكار الفنّي ؟ فأقول لك بسرعة وبساطة : (هو أن تكون أنت ) ، و هو أن تحقّق نفسك ، هو أن تُسمعنا صوتك أنت ، و نبرتك أنت ..."
توفيق الحكيم "فنّ الأدب" بتصرف
- ما القضيةُ التي يعالجها الكاتبُ في نصِّه ؟ و ما الغرضُ من ذلك ؟
- ما المفهومُ السّائد للابتكار في الأدب و الفنّ ؟ و ما رأيُ الكاتب فيه ؟ زضِّح .
- هل تِؤيّد رأي الكاتب ؟ لماذا ؟
- وظِّف الكاتب للدّفاع عن رأيه جملةً من وسائل الإقناع . أذكر ثلاثاً منها ، ثم مثِّل لها من النّص .
- ضمن أيِّ فنّ نثريّ تُصنَّفُ هذا النًص ؟ عرِّفْه بإيجاز ثم اذكر خاصيتين له .
- لخّص مضمون النّص.
1. يعالج الكاتب قضية الإبداع و الابتكار في الأدب و الفنّ:
أمّا الغرض منها فهو إبراز حقيقة الإبداع في مجال الأدب و الفنّ ، و تصحيح بعض المفاهيم السائدة لدى بعض الأدباء و رجال الفنّ.
2. المفهوم السائد للابتكار هو التطرق للمواضيع الجديدة أي التي لم يتناولها السابقون.
رأي الكاتب : لا يوافق ذلك حيث يرى أن الابتكار الحق هو الثوب الجديد الذي يُلبسه االفنان الهيكل القديم ، أو هو تناول لفكرة مألوفة بأسلوب مستمد من روح الكاتب "فتكتسب فيها من أدبك و فنك ما يجعلها تنقلب خلقا جديدا".
3. تترك للمترشح حرّية إبداء على أن يُعلّل ما ذهب إليه.
4. من وسائل الإقناع في النّص :
- التمثيل و الاستشهاد (شكسبير و بوكاشيو).
- أساليب التوكيد (فإنّنا نجد ..، أنّ أرجح الرأي ..إنّما الابتكار..).
- توظيف النفي (ليس الابتكار ، لم تخطر..).
- الإحالة بضمير المخاطب (أن تكون أنت..)
ملحوظة : يكتفي المترشح بذكر ثلاث وسائل فقط .
5.الفّن النثريّ الذي ينتمي إليه النص هو المقال ، و هو مقال نقدّي.
تعريفه : هو عبارة عن بحث قصير يتناول موضوعا ما في مجال من مجالات الحياة.
بعض خصائصه :
- المنهجية (المقدمة و العرض و الخاتمة ).
- وحدة الفكرة أو الموضوع.
- اعتماد وسائل الإقناع.
- الأسلوب الواضح المركّز و المباشر.
ملحوظة : يكتفي المترشّح بذكر خاصيتين فقط.
6. التلخيص : يراعي فيه
- تقنية التلخيص.
- دلالة المضمون.
- سلامة اللغة.
- تكرّرت "إذا " في النّص بمنيين مختلفين ، بيّن معنى و إعراب كلِّ منهما .
- أعرب كلمة "الأشعة" في قول الكاتب "في تلك الأشعة الجديدة".
- بيّن المحلّ للجملتين المحصورتين بين قويسن .
- في العبارتين الآتيتين صورتان بيلنيتان ، اشرحهما مبيّنا نوعيهما و وجه بلاغتهما :
- " ان تعالج الموضوع الذّي كاد يَبْتلى بين أصابع السّابقين" .
- الفنّ هو الثوبُ الجديدُ"
5. ما النمّط الغالبُ على النّص ؟ علّل حكمك بمؤشّرين اثنين.
1. وردت "إذا" بمعنى الظرفية الزمانية المتضمنة معنى الشرط في قول الكاتب :
"إذا تأملنا ..." ثم في قوله :"إذا عرجنا...".
إعرابها : مبنية على السكون في محل نصب مفعول فيه ، و هي مضاف.
وردت "إذا" بمعنى الفجائية في قوله : "فإذا هو يضيء بين يديك..."
إعرابها : فجائيّة ، حرف مبني على السكون ، لا محل لها من الإعراب.
2. الإعراب :
الأشعة : بدل من اسم الإشارة مجرور و علامة جرّه الكسرة الظاهرة.
3. المحل الإعرابي للجمل :
"يلبسه الفنان .." : جملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
"هو أن تكون أنت..":جملة مقول القول في محل نصب مفعول به.
4.الصور البيانية :
"الموضوع الذي كاد يبلى ...": شبّه الموضوع بشيء مادي يبلى كالثوب ، ذكر المشبه و حذف المشبه به الثوب و كنى عنه بقرينة لفظية يبلى ، فهي استعارة مكنية.
بلاغته: توضيح المعنى و تقريبه من ذهن الملتقي.
5. النّمط الغالب على النّص هو النّمط التفسيريّ.
مؤشراته :
- ذكر الموضوع المراد شرحه (الابتكار في الفن و الأدب).
- تعريف الموضوع.
- الموضوعية و التدرج في عرض الأفكار.
- استعمال أدوات التوكيد و التفصيل و الفسير
- التمثيل.
ملحوظة : يكتفي المترشح بذكر مؤشّين فقط.