الموضوع الثالث : ( النّص )
« إنّ المبادرة التجريبية كلها موجودة في الفكرة ، إذ هي التي تحرِّض على التجربة ، أما العقل و الاستدلال فإنّهما لا يفيدان إلا في استخلاص نتائج هذه الفكرة و إخضاعها للتجربة . فالفكرة المسبقة أو الفرض هي نقطة الانطلاق الضرورية لكل استدلال تجريبي ، و لولا ذلك لما أمكن القيام بأي استقصاء ، و لا الوقوف على أي شيء . بل لاقتصر الأمر على تكديس ملاحظات عقيمة . فإذا وقع التجريب بدون فكرة مسبقة كانت هناك مجازفة ، و لكن من جهة أخرى ، و كما قلنا في مكان آخر . إذا وقعت الملاحظة بأفكار مسبقة كانت هناك ملاحظات سيئة ، و تعرضنا لاتخاذ تصورات ذهننا كما لو كانت هي الحقيقة ، إن الأفكار التجريبية ليست فطرية بتاتا . فيجب أن تتوفر لها مناسبة أو مثير خارجي كما يحدث ذلك في جميع الوظائف الفيزيولوجية [...] إنّ ذهن الإنسان لا يستطيع أن يتصور معلولا دون علة ، بحيث أنّ رؤية ظاهرة ما تثير دائما لديه ، فكرة العلية [...] على إثر الملاحظة تخطر بالفكر فكرة تتعلق بعلة الظاهرة الملاحظة ، ثم يقع إدخال هذه الفكرة المسبقة في استدلال بمقتضاه تجرى تجارب للتحقق منها » .
كلود برنارد
المطلوب :أكتب مقالة فلسفية تعالج فيها مضمون النّص .
السياق : يندرج النّص ضمن مجال فلسفة العلم ، و بالخصوص علم المناهج .
العتاد الفلسفي : اختلاف المواقف العلمية و تضاربها حول أهمية الفرضية في البحث العلمي ( النزعة العقلية التجريبية تؤمن بالفرضية ، في حين النزعة التجريبية " المتطرفة " ترى ضرورة استبعادها ) .
المشكلة :
- هل الفرضية خطوة ضرورية في المنهج العلمي التجريبي ؟
- سلامة اللغة .
الجزء الأول :
موقف صاحب النّص :
يرى صاحب النّص أن الفرضية خطوة أساسية في البحث العلمي التجريبي ، إنها نقطة انطلاق ضرورية في كل استدلال تجريبي .
الاستئناس بعبارات النّص : " فالفكرة المسبقة أو الفرض هي نقطة الانطلاق الضرورية لكل استدلال تجريبي " .
- سلامة اللغة .
الجزء الثاني :
الحجة :
- إن غياب الأحكام المسبقة في الملاحظة أمر ضروري ، لكن التخلي عن الفرضية كحكم مسبق قبل التجربة يجعل البحث العلمي مجرّد تكديس للملاحظات و يصبح بذلك مجازفة كبيرة .
الاستئناس بعبارات النص : " بل لاقتصر الأمر على تكديس ملاحظات عقيمة . فإذا وقع التجريب بدون فكرة مسبقة كانت هناك مجازفة " .
الحجة :
- إن مبدأ العلية الفطري يجعل العقل لا يقبل حدوث ظاهرة دون وجود علة تحدثها لذلك يسيل دائما إلى تفسير الظواهر الطبيعية .
الاستئناس بعبارات النّص : " إن ذهن الإنسان لا يستطيع أن يتصور معلولا دون علة بحيث أن رؤية ظاهرة ما تثير دائما لديه فكرة العلية " .
- سلامة اللغة .
الجزء الثالث :
نقد و تقييم :
- واقع الأبحاث العلمية يؤكد على حضور الفرضية كخطوة محورية ، لا يمكن الاستغناء عنها ( التركيز على بعض مزايا الفرضية في البحث العلمي ) .
- لكن في المقابل ترى النزعة التجريبية ممثلة في " جون ستوارت مل " و " ما جندي " و غيرهما ، إن اعتبار الفرضية كحكم عقلي مسبق يجعلها من جهة تقف عاتقا ايستومولوجيا في وجه البحث العلمي ، و من جهة أخرى ، هي خطوة غريبة عن المنهج التجريبي ( المنهج التجريبي حسيّ ، و الفرضية عقلية ) .
- الرأي الشخصي مع تبريره .
- الفرضية نقطة ارتكاز ضروري لكل استدلال تجريبي .
- التبرير .
- مدى تناسق الحل مع منطوق المشكلة .
- الأمثلة و الأقوال + سلامة اللغة .