النّصّ :
" لقد كان العنف ، الذي هو مائل اليوم في معظم المجتمعات بأشكال متعدّدة من أكثر الأشكال اختفاء ( نقص التغذية ) إلى أكثرها ضراوة ( الإعدامات ) ، من بين السّمات المميّزة لمجتمعات القرن العشرين ، فقد حدثت فيه حربان عالميتان تقدم لنا حصيلة معيّنة للمجتمعات التي تتوجّه مع ذلك نحو الاشتراكية و الديمقراطية و التقدّم .... و من أجل إبعاد الأكاذيب و الدعايات ، نقول بوجود عنف عندما يحطّم واحد أو عدد من الفاعلين شخصا ، أو يمسّوه في كيانه الجسمي أو النّفسي في ممتلكاته أو في انتمائه الثقافية ، ليس العنف فقط مسألة جروح أو قتل ، إذ يمكن أن يكون التّحطيم سيكولوجيا بواسطة التّعذيب أو النّفي ، أو الإيذاء في الممتلكات ، أو يلحق لغة الجماعة ، أو ثقافتها أو معتقداتها ، أو يعني الحرمان من العمل لا يهدف هذا الوصف العام إلى تقديم تعريف وافٍ ، بل الحيلولة دون انفلات العديد من مظاهر العنف عندما يمكنّه التقدم التقني و القدرات الأدائية من أن يمارس بشكل مكتمل و واف ، فبدل تنفيد الإعدام ، يمكن تنظيم معسكرات عمل يموت فيها المعتقلون من الحرمان و الإنهاك ، و بدل التّعذيب القذر ، يمكن اللّجوء إلى معاملة طبيّة نفسية ، و بدل الاعتقال يمكن القيام بمضايقات إدارية غير محدّدة أو الحكم بالنّفي و فعلا ، فإنّ ما يميّز العنف المعاصر عن أشكال العنف التي عرفها التاريخ هو التدخّل المزدوج للتكنولوجيا و العقلنة في إنتاحه " .
إيف ميشو
من كتاب ( من أجل عقل منفتح ) .
المطلوب : أكتب مقالة فلسفيّة تعالج فيها مضمون النّص .
- طرح المشكلة :
علاقات الناس تتأرجح بين التقارب و التنافر ، العنف واحد من مظاهر التنافر ( مفهوم العنف ) .
الإشارة إلى أن العنف ظاهرة إنسانية لازمت المجتمعات قديما و حديثا .
لكن تعددت مظاهره و اختلفت ممارسته و هذا ما دفع بـ ( ميشو ) إلى الوقوف على مظاهر و آليات العنف في العالم المعاصر .
صياغتة المشكلة :
ما الذي يميز عنف المجتمعات المعاصرة عن عنف المجتمعات السابقة ؟
- سلامة اللغة .
- محاولة حل المشكلة :
ضبط الموقف : يرى صاحب النّص العنف ظاهرة مرتبطة بالمجتمعات عبر التاريخ غير أن أشكال العنف في المجتمع المعاصر تتميز عن عنف المجتمعات السابقة ، بما يحمله من صور و مظاهر جديدة جعلته أكثر تاثيرا و فعالية .
يقول " فإنّ ما يميز العنف المعاصر ، عن أشكال العنف التي عرفها التاريخ هو التدخل المزدوج للتكنولوجيا و العقلنة في إنتاجه " .
- سلامة اللغة .
الحجة :
- مظاهر العنف بين الماضي و الحاضر ( الحروب ، الإعدامات ، التحطيم ، السيكولوجي ... ) .
- إبراز فعالية أساليب العنف المعاصر و ذلك بتوظيف التكنولوجيا
- تأثيره على الجانب المادي : الجرح أو القتل ، الإيداء في الممتلكات .
- تأثيره على الجانب المعنوي : المساس بلغة الجماعة و ثقافتها و معتقداتها .....
" فبدل تنفيذ الإعدام ، يمكن تنظيم معسكرات عمل يموت فيها المعتقلون من الحرمان و الإنهاك ، و بدل التعذيب القذر يمكن اللجوء إلى معاملة طيبة نفسية ، و بدل الاعتقال يمكن القيام بمضايقات إدارية غير محدّدة أو الحكم بالنفي " .
- سلامة اللغة .
نقد و تقييم : لقد استطاع صاحب النّص أن يفضح المجتمعات المعاصرة التي تدعي الديمقراطية و تنادي بالتسامح و نبذ العنف .
- العنف في المجتمعات المعاصرة أوسع نطاقا من سابقة و أكثر تأثيرا ماديا و نفسيا .
- لكن التكنولوجيا قد تستغل في نشر ثقافة اللاعنف ، نشر ثقافة التواصل ، التسامح و الحوار بين الأمم .
- حل المشكلة :
الاستنتاج :
- استنتاج موقف ينسجم مع منطق التحليل .
- مدى انسجام الاستنتاج مع منطق الحل .
- وضوح الحل .
- الأمثلة و الأقوال .سلامة اللغة .