- حدد فيما يأتي موضع الكناية وبين المراد منها وبين نوعها :
قال شاعر جاهلي مهدداً زوجته الأولي بالزواج عليها :
أكلت دما إن لم أرعك بضرة | بعيدة مهوي القرط طيبة النشر |
أقسم هذا الشاعر قسما متعارفاً في العصر الجاهلي وهو قوله ( أكلت دما ) بمعني أكلت دية
أي يلزمني الوقوع في العيب ، لأن أكل الدية عندهم وعدم أخذ الثأر عيب كبير .
اقسم الشاعر علي زوجته بأنه سيخوفها بضرة وسلك طريق الكناية عن صفة حيث ذكر صفه لها معني ظاهر غير مراد وهي قوله ( بعيدة مهوي القرط ) والمعني الظاهر لهذه الصفة أن مهوي قرطها الذي تضعه في حلمة أذنها بعيد وهو لا يعني هذا المعني الظاهر و إنما كني به عن طول العنق الدال علي الجمال فتكون هذه الصفة الظاهرة كناية عن صفة خفية هي الجمال .
.كما ذكر صفة أخري لها معني ظاهر غير مراد وهي قوله ( طيبة النشر ) و المعني الظاهر أن رائحته طيبة وقد كني بذلك عن صفة خفـية و هـي أن سمعتها طيبة أي ذات أصل وحسب و نسب .