النّص :
"عابرون في كلام عابر"
أيّها المارّون بين الكلمات العابرةْ منكم السّيفُ ، و منّا دَمُنا منكم الفولاذُ و النّار ، و م،ّا لحمُنا منكم دَبَابةٌ أخرى ، و م،ذا حَجَرٌ منكم قنبلةُ الغاز ، و منّا المطرُ فخُذوُا حصّتكم من دمنا ، و انصرفوا وادخلوا حفلَ عشاءٍ راقصٍ .. و انصرفوا فعلينا ، نحن ، أن نحرُسَ وَرْد الشّهداءْ و علينا ، نحن ، أن نحيا كما نحن نشاءُ!
أيّها المارّن بين الكلمات العابرَهْ كالغبار المُرٌ، مُرُّوا أينما شئتم و لكن لا تمرّوا بيننا كالحشرات الطائرَةْ فلنا في أرضنا ما (نعمل) و لنا قمحٌ (نُربّيه) و (نسقيه) ندى أجسادنا ولنا ما ليس يرضيكم هنا : حجرٌ .. أو خجل فخذوا الماضي ، إذا شئتم ، إلى سوق التُّحف
أيّها المَارون بين الكلمات العابرَهْ كدّسوا أوهامكم في حفرة مهجورة ، و انصرفوا وأعيدوا عقرب الوقت إلى شرعية العِجل المقدّسْ |
أو إلى توقيت موسيقى المسدّس فلنا ماليس يرضيكم هنا ، فانصرفوا و لنا ما ليس فيكم ، وطنّ ينزفُ شعباً ينزِفُ وطنًا يصلح للنّسيان أو للذاكرهْ
أيّها المارّون بين الكلمات العابرَهْ آن أن تنصرفوا و تقيموا أينما شئتم ، و لكن لا تقيموا بيننا آن أن تنصرفوا و تموتوا أينما شئتم ، و لكن لا تموتوا بيننا فلنا في أرضنا ما نعمل و لنا في أرضنا ما نعمل ولنا الماضي هنا ولنا صوت الحياة الأوّل و لنا الحاضر ، و الحاضر ، و المستقبل ولنا الدّنيا هنا و الآخره فاخرُجُوا من أرضنا من بَرَّنا .. من بَحرنا من قَمحنا .. من مِلحنا .. من جُرحنا من كلّ شيء ، و اخْرُجُوا من مفردات الذّاكرهْ أيّها المارّن بين الكلمات العابرّهْ !
محمود درويش -الأعمال الكاملة . |
- مَنِ المُخَاطِبْ في النّص ؟ و ما مضمون ذلك الخطاب ؟ و ما الدّافع إليه ؟
- في النّص حقلان دلاليّتان : الأوّل يتعلّق بالجلاّد ، و الثاني بالضّحية . مثّل لكلّ حقلٍ منهما بأربعة ألفاظ من القصيدة .
- بمَ يوحي توظيف الشّاعر الضمير "نحن" في النّص ؟
- في النّص نزعةٌ بارزةٌ ، وضّحها مبيّنا علاقتها بظاهرة الالتزام ، و مُستنبطًا مظهرين من مظاهر الالتزام من القصيدة .
- واجه الشّاعر أسليب القمع و الاضطهاد المسلّطة على شعبه بنبرة التّحدّي ، وضّح ذلك من النّص.
- حدّد النّمط الغالب في النّص ، ثم اذكر ثلاثة مؤشّرات له مع التّمثيل من القصيدة .
1. المخاطب في النّص هو العدو الصّهيونّي
- مضمون ذلك الخطاب هو رفض المحتل ، و إصرار على إخراجه من أرض فلسطين .
- الدافع إلى ذلك هو رغبة الشاعر في تطهير أرض فلسطين من المحتل الصهيوني ليعيش شعبه حرًّا كريمًا فوق أرضه .
2. الحقلان الدلاليان :
- الجلاّد (السّيف ، الفولاذ ، النّار ، الدبابة ، قنبلة الغاز...)
- الضحيّة : (دُمنا ، الشهداء ، الجرح ، أجساد ...).
للمترشح الحرية في اختيار أربع مفردات).
3. يوحى توظيف الشاعر الضمير "نحن" في النص ب :
إثبات الذّات و الحضور ، و التعبير عن انتماء الشاعر إلى شعبه ، و إيمانه بقضيته الوطنية العادلة باعتباره لسان قومه المعبّر عن حاله (التعبير عن الضمير الجمعّي).
4. النزعة البارزة في النص هي النزعة الوطنية التحررية .
علاقتها بالالتزام : هي علاقة ترابط وثيق ، فمن شروط الالتزام المساهمة في تحرير البلاد من قبضة المحتل ، و تسخير الأدب لهذه الغاية .
من مظاهر الالتزام في النص :
- تبني الشاعر قضية وطنه .
- الوقوف إلى جانب شعبه للتعبير عن آلامه و آماله .
- رفض الشاعر الصريح للمحتل .
- سعيه إلى تغيير الواقع السياسي لبلاده و تكريس شعره وسيلة ذلك .
- تعبير الشاعر عن الضمير الجمعي لشعبه (نا ، نحن).
ملحوظة : يكتفي المترشح باستخراج مظهرين .
5. من أساليب القمع : استخدام كل أنواع الأسلحة (السيف ، النار ، الفولاذ ...)
عبارات التحدّي :
- أن نحيا كما نحن نشاء.
- منكم السيف و منّا دمنا..
- لنا الحاضر ، و الحاضر و المستقبل ..
- و الدنيا و الآخر ...
ملحوظة : يكتفي المترشح بذكر ثلاث عبارات .
6- النمط الغالب فب النص أمري إيازيّ .
مؤشراته :
- النداء : أيها المارون...
- الأمر : انصرفوا ، خذوا ، ادخلوا..
- النهي : لا تموتوا ، لا تمروا بيننا ..
- تنّوعت أساليب الإنشاء في النّص ، استخرج أسلوبين مختلفين مبيّنا نوعيهما و غرضيهما.
- في النّص مظاهر للاتّساق ، اذكر اثنين منها مع التّمثيل .
- أعرب لفظة "منكما" الواردة في السّطر الثاني من المقطع الأوّل ، و كلمة "شعبًا" الواردة في السّطر السادس من المقطع الثالث إعراباً مفصّلا .
- بيّن المحلّ الإعرابيّ للجمل المحصورة بين قوسين في المقطع الثاني من النّص .
- في العبارتين الآتيتين صورتان بيانياتان ، اشرحهما مبيّنا نوعيهما و وجه بلاغتهما :
"لا تمرّوا بيننا كالحشرات الطائرةْ"
"و لنا قمحٌ نُربّيه"
1. الأساليب الإنشائية الواردة في النص :
- أيّها المارّون ...: نداء غرضه التهديد و الوعيد
- خذوا حصّتكم و انصرفوا ...: أمر غرضه التعبير عن الرفض
- لا تقيموا بيننا : نهي غرضه التبير عن التذمر و الرفض
ملحوظة : يكتفي المترشح بذكر أسلوبين .
2. من مظاهرالاّتساق فب النّص :
- حروف العطف مثل : لنا في أرضنا ما نعمل .. و لنا قمح نريه..
- الإجابة بالضمير : منكم السيف ..(يعود على الصهاينة).
- حرف الاستدراك (لكن) : و تموتوا أينما شئتم و لكن لا تموتوا بيننا...
- حرف التشبيه : ...كالغبار المرّ...
ملحوظة : يكتفي المترشح بذكر مظهرين فقط .
3. الإعراب : منكم :
- من : حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
- كم : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر اسم مجرور.
وشبه الجملة في محل رفع خبر مقدم .
- شعبّا : تمييز منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
4. المحل الإعرابي للجمل :
نعمل : جملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب .
نربيه : جملة فعلية في محل رفع نعت .
نسقيه : جملة فعلية معطوفة على جملة نربيه في محل رفع .
5.الصورتان البيانيّتان :
" لا تمرّوا بيننا كالحشرات الطائرة":
- شبّه الصهاينة المحتلين بالحشرات الطائرة و هو تشبيه مرسل .
- بلاغته : توضيح المعنى و تقريبه من ذهن الملتقي ، لإظهار الاحتقار و السخرية .
"قمح نربيه" :
- شبّه القمح بالصّبي الذّي يربّى ، فذكر المشبه (القمح) ، و حذف المشبه به ( الصبي) و ذكر ما يدل عليه "نربيه" ، فهي استعارة مكنيّة.
- بلاغتها : تقريب المعنى و إبراز مدى تمسّك الشاعر بأرضه...