iMadrassa
الموضوع الثاني :

النّصّ :

"... ليس الابتكارُ في الأدب و الفنّ أن تطرق موضوعاً لم يَسبقك إليه سابقٌ ، و لا تعثر على فكرة لم تخطر على بالِ غيرك ... إنّما الابتكار الأدبيّ و الفّنيّ ، هو أن تتناول الفكرة التي قد تكون مألوفة للنّاس ، فتُكسب فيها من أببك و فنّك ما يجعلهت تنقلب خَلَقًا جديدًل يُبْهرُ العين و يُدهش العقل ... أو أن تعالج الموضوع الذي كاد يَبْلى بين أصابع السّابقين ، فإذا هو يُضيءُ بين يديكَ ، بروح من عندك ...

وإذا تأمّلنا أغلب آيات الفنّ ، فإننّا نجد موضواتها منقولةٌ عن موضوعات سابقة موجودة ، فالكثير من موضوعات "شكسبير " نُقل عن "بوكاشيو" و بعض "موليير" عن "سكارون" ...فإذا عرّجنا على الأدب العرذبي القديم ، فإننا نجد في الشعر معنى البيت الواحد و موضوعه ، يتنقلان من شاعر إلى شاعر ، و يلبسان في كل زمن حلة و صياغة ، حتّى اختلف النقاد و الباحثون و الأدباء فيمن يفضّلون : أهو أوّل مَن طرق الفكرة و الموضوع أم مَن صاغهما و أجراهما على الألسن و أتاح لهما الذّيُوع؟ ... على أنّ أرجَحَ الرّاي هو أنّ الموضوع في الفنّ ليس بذي خطر ، و ليست الحوادث و الوقائع في القصص و الشعر و التمثيل بذات قيمة ، و لكنّ القيمةَ و الخطر في تلك الأشعة الجديدة التي يستطيع الفنّان أن يستخرجها من هيكل تلك الموضوعات و الحوادث و الوقائع .

إنّ الفنّ ليس الهيكل ، إنّه في الثّوب ، و الفنّ هو الثّوب الجديد الذي (يُلبسه الفنان ) للهيكل القديم ...

فالابتكار إذن لا شأن له بفكرة جديدة أو قديمة ، غريبة أو مألوفة ، و لا بالموضوع الطّريق أو المطروق ... و قد تسألني بعدئذ : ماهو الابتكار الفنّي ؟ فأقول لك بسرعة وبساطة : (هو أن تكون أنت ) ، و هو أن تحقّق نفسك ، هو أن تُسمعنا صوتك أنت ، و نبرتك أنت ..."

توفيق الحكيم "فنّ الأدب" بتصرف 

الأسئلة :
أوّلا البناء الفكريّ :(12 نقطة )

 

  1. ما القضيةُ التي يعالجها الكاتبُ في نصِّه ؟ و ما الغرضُ من ذلك ؟ 
  2. ما المفهومُ السّائد للابتكار في الأدب و الفنّ ؟ و ما رأيُ الكاتب فيه ؟ زضِّح .
  3. هل تِؤيّد رأي الكاتب ؟ لماذا ؟
  4. وظِّف الكاتب للدّفاع عن رأيه جملةً من وسائل الإقناع . أذكر ثلاثاً منها ، ثم مثِّل لها من النّص .
  5. ضمن أيِّ فنّ نثريّ تُصنَّفُ هذا النًص ؟ عرِّفْه بإيجاز ثم اذكر خاصيتين له .
  6. لخّص مضمون النّص.

 

أوّلا البناء الفكريّ :(12 نقطة )

 

1. يعالج الكاتب قضية الإبداع و الابتكار في الأدب و الفنّ:

أمّا الغرض منها فهو إبراز حقيقة الإبداع في مجال الأدب و الفنّ ، و تصحيح بعض المفاهيم السائدة لدى بعض الأدباء و رجال الفنّ.

 

2. المفهوم السائد للابتكار هو التطرق للمواضيع الجديدة أي التي لم يتناولها السابقون.

رأي الكاتب : لا يوافق ذلك حيث يرى أن الابتكار الحق هو الثوب الجديد الذي يُلبسه االفنان الهيكل القديم ، أو هو تناول لفكرة مألوفة بأسلوب مستمد من روح الكاتب "فتكتسب فيها من أدبك و فنك ما يجعلها تنقلب خلقا جديدا".

 

3. تترك للمترشح حرّية إبداء على أن يُعلّل ما ذهب إليه.

 

4. من وسائل الإقناع في النّص :

  • التمثيل و الاستشهاد (شكسبير و بوكاشيو).
  • أساليب التوكيد (فإنّنا نجد ..، أنّ أرجح الرأي ..إنّما الابتكار..).
  • توظيف النفي (ليس الابتكار ، لم تخطر..).
  • الإحالة بضمير المخاطب (أن تكون أنت..)

ملحوظة : يكتفي المترشح بذكر ثلاث وسائل فقط .

 

5.الفّن النثريّ الذي ينتمي إليه النص هو المقال ، و هو مقال نقدّي.

تعريفه : هو عبارة عن بحث قصير يتناول موضوعا ما في مجال من مجالات الحياة.

بعض خصائصه :

  • المنهجية (المقدمة و العرض و الخاتمة ).
  • وحدة الفكرة أو الموضوع.
  • اعتماد وسائل الإقناع.
  • الأسلوب الواضح المركّز و المباشر.

ملحوظة : يكتفي المترشّح بذكر خاصيتين فقط.

 

6. التلخيص : يراعي فيه 

  • تقنية التلخيص.
  • دلالة المضمون.
  • سلامة اللغة.
ثانيا البناء اللّغويّ: (08 نقاط)

 

  1. تكرّرت "إذا " في النّص بمنيين مختلفين ، بيّن معنى و إعراب كلِّ منهما .
  2. أعرب كلمة "الأشعة" في قول الكاتب "في تلك الأشعة الجديدة".
  3. بيّن المحلّ للجملتين المحصورتين بين قويسن .
  4. في العبارتين الآتيتين صورتان بيلنيتان ، اشرحهما مبيّنا نوعيهما و وجه بلاغتهما : 
  • " ان تعالج الموضوع الذّي كاد يَبْتلى بين أصابع السّابقين" .
  • الفنّ هو الثوبُ الجديدُ" 

5. ما النمّط الغالبُ على النّص ؟ علّل حكمك بمؤشّرين اثنين.

ثانيا البناء اللّغويّ: (08 نقاط)

 

1. وردت "إذا" بمعنى الظرفية الزمانية المتضمنة معنى الشرط في قول الكاتب :

"إذا تأملنا ..." ثم في قوله :"إذا عرجنا...".

إعرابها : مبنية على السكون في محل نصب مفعول فيه ، و هي مضاف.

وردت "إذا" بمعنى الفجائية في قوله : "فإذا هو يضيء بين يديك..."

إعرابها : فجائيّة ، حرف مبني على السكون ، لا محل لها من الإعراب.

 

2. الإعراب : 

الأشعة : بدل من اسم الإشارة مجرور و علامة جرّه الكسرة الظاهرة.

 

3. المحل الإعرابي للجمل :

"يلبسه الفنان .." : جملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

"هو أن تكون أنت..":جملة مقول القول في محل نصب مفعول به.

 

4.الصور البيانية :

"الموضوع الذي كاد يبلى ...": شبّه الموضوع بشيء مادي يبلى كالثوب ، ذكر المشبه و حذف المشبه به الثوب و كنى عنه بقرينة لفظية يبلى ، فهي استعارة مكنية.

بلاغته: توضيح المعنى و تقريبه من ذهن الملتقي.

 

5. النّمط الغالب على النّص هو النّمط التفسيريّ.

مؤشراته :

  • ذكر الموضوع المراد شرحه (الابتكار في الفن و الأدب).
  • تعريف الموضوع.
  • الموضوعية و التدرج في عرض الأفكار.
  • استعمال أدوات التوكيد و التفصيل و الفسير 
  • التمثيل.

ملحوظة : يكتفي المترشح بذكر مؤشّين فقط.


قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.



قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.



قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.