قالت نازك الملائكة :
( انتصف اللّيل ) و ملء الظّلمة أمطار وسكون رطب يصرخ فيـه الإعصار الشارع مهجور تعول فيه الرّيـح تتوجع أعمدة وتنوح مصابيح في منعطف الشّارع في ركن مقرور حرست ظلمته شرفة بيت مهجور كأنّ البرق ( يمرّ ) يكشف جسم صبيـّة رقدت ( يلـسعها ) سوط الرّيح الشتوية الإحدى عشرة ناطقــة في خدّيـهـا في رقّة هـيكلها وبراءة عينيهـا رقدت فوق رخام الأرصفة الثلجية تعول حول كراها ريح تشرينيّـة ضمّت كفّيها في جزع ، في إعياء وتوسّدت الأرض الرطبة دون غطاء ظمأى ، ظمأى للنّوم ولكن لا نوما ماذا تنسي ؟ البرد ؟ الجوع ؟ أم الحمي ؟ |
نار الحميّ تلهمها صورا وحشيـة أشباح تركض صيحات شيطانية عبثا تخــفي عينيها وسدي لا تنظر الظلمة لا تدري ، والحـمي لا تشعر وتظلّ الطّفلــة راعــشة حتّي الفجر حتى يخبو الإعصار ولا أحد يد ري ب ***** أيام الطفولة مرّت في الأحزان ولمن تشكو ؟ لأحد ينصت أو يعني البشريّة لفظّ لا يسكنه معنـي والناّ س قناع مصطنع اللّون كذوب خلف وداعته اختبأ الحقد المشبوب ونيام في الشارع يبقون بلا مأوي لاحميّ تشفع عند النّاس ولا شكوى هذا الظلم المتوحش باســـم المدنية باسم الإحساس ، فوا خجل الإنسانية ؟ |
- ما مصدر ألم الشّاعرة ؟
- ممّا تعاني الطّفلة ؟
- ها ت من النّصّ أربعة ألفاظ تنتمني إلى حقل المعاناة .
- من يتحمّل مسؤولية تشرّد الأطفال ؟ هات العبارات الدالة على ذلك .
- إلى أيّ نوع شعريّ تنتمي القصيدة ؟
- حدد نمط النص واذكر مؤشراته مع التمثيل .
- مصدر ألم الشّاعرة هو : منظر فتاة مشرّدة في ليلة شتويّة .
- تعاني الطّفلة من : الوحدة و الخوف والبرد و الأرق و الجوع و الحمى .
- الألفاظ المنتميّة إلى حقل المعاناة هي : جزع - راعشة - تصرخ - يلسعها .
- حالة المشردين مسؤولية يتحمّلها : المجتمع الإنسانيّ الذي يدّعي المدنيّة ، مجتمع غابت فيه العدالة الاجتماعية والتكافل و التّراحم الذي توصي به جميعع الرّسائل السّماويّة . و من العبارات الدالة على ذلك : ( لمن تشكو ؟ لا أحد ينصت أو يعني ) ، ( فوا خجل الإنسانية ؟ ) .
- ينتمي النّصّ إلى : الشّعر الاجتماعيّ لأنّه تناول ظاهرة التّشرّد .
- نمط النّصّ : وصفيّ و من مؤشّراته :
- النّعوت ( مقرور - الشتويّة - وحشيّة ) .
- الأحوال ( و ملء الظّلمة أمطار - يلسعها ) .
- الإضافات ( جسم صبيّة - دون غطاء ) .
- أعرب ما تحته خطّ إعراب مفردات وما بين قوسين إعراب جمل .
- ما نوع الصورة البيانية التالية : " تتوجع أعمدة " .
- الإعراب :
يخبوَ : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد حتى وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره .
الظلم : بدل مرفوع و علامة رفعه الضّمّة الظاهرة على آخره .
( انتصف اللّيل ) ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب .
( يلـسعها ) جملة فعليّة في محلّ نصب حال .
- أعمدة : جمع قلّة .
- وزنها : أفعلة .
" تتوجّع أعمدة " استعارة مكنية ، شبّهت الشّاعرة الأعمدة بإنسان ، حذفت المشبّه به وتركت قرينة دلّت عليه ( تتوجّع ) .
- بلاغتها : تقوية المعنى و تشخيصه .
قيل:" الشعراء مصابيح أممهم، قناديل تضيء المجاهل والدّروب للأمم المتخبطة في دياجير الجهل والفقر والضّياع".
على ضوء هذا القول، عرّف الشّعر الاجتماعيّ متطرّقا إلى أسباب تطوّره في العصر الحديث و أنواعه.
تعريف الشّعر الاجتماعيّ :هو الشعر الذي يتناول صراحة وبشيء من التحليل والتفصيل قضية من قضايا المجتمع كالطّبقيّة، و الأميّة، و الفقر، و البطالة، و الانحلال الخلقي...الخ من الآفات الاجتماعيّة، بتحديد الدّاء، واقتراح الدّواء لاستئصال المرض الخبيث من الجسد العليل بغرض إصلاح المجتمع و النّهوض به لمسايرة الرّكب الحضاريّ.
أسباب تطوّره
- كثرة المشاكل والآفات الاجتماعيّة وتنوعها .
- انتشار الوعي والرّوح القومية .
- تفاعل الشّعراء مع محيطهم وإحساسهم بمشاكل المجتمع.
- إدراكهم لدورهم الفعال في تحذير المجتمع من مغبة التردي والانحطاط و التزامهم بحلّ مشاكله.
أنواعه:
- الشعر الاجتماعي التقريري:ويعتمد على تصوير الواقع . مثل:" الأرملة" للرّصافيّ.
- الشعر الاجتماعي غير المباشر:ويتناول علاج مشاكل اجتماعية بالرمز .مثل:" الحجر الصّغير" لإيليا أبي ماضي.
- الشعر الاجتماعي الثوري: ويدعو إلى الثورة التّخلّف. مثل:" الفراغ" لأدونيس.