النّص :
« للجيل الآتي علينا حقوق أوّليه مؤكّدة, لا تبرأ ذممنا منها عند الله ولا تسقط شهادة التاريخ علينا بها, إلا إذا أدّيناها لهم كاملةً غير مبخوسة وملاك هذا الحقوق أن نعدّهم للحياة على غير الطريقة التي أعدّنا بها آباؤنا للحياة.الأخلاق والآداب, والأفكار والإحساسات, والاتجاهات العامة, والمشخّصات هي الأمتعة التي يرثها جيل عن جيل, ومنها يتكوّن مزاجه صحة واعتلالاً؛ فماذا وَرِثْنا عن آبائنا؟ وماذا نورث أبناءنا منها ؟ ليس من العقوق أن نقول: إن آباءنا لم يورثونا شيئاً نافعاَ من هذه الأمتعة, وليس من العقوق أن تقول: إن أباك خلفك فقيراً إذا كان عاش فقيراً ومات فقيراً بل من الإنصاف لهم أن نقولَ: إنهم ( ورثونا ) هذه الصفقة الخاسرة التي هي رأس مالنا اليوم من أخلاق لاتزنُ جناحَ بعوضة, وآداب لا تستقيم عليها حياة, وأفكار بدائية لا تجول في المدار الواسع من الحياة, وعقول تقدّر فتخطئ, وتدبِّر فتبطئ,وإحساسات مذبذبة, واتجاهات خاطئة مدبّرة؛ وغير ذلك مما تركنا غرباءَ عن عصرنا وأهل عصرنا,وصيّر الحياةَ منا في غير دار إقامة؛ فهل يحسن بنا أن نورث بنينا هذا السقط من الأمتعة بعد شعورنا ويقيننا بعدم كفايتها للحياة ؟
حرام علينا أن نرضى للجيل الآتي بما لم نرض به لأنفسنا, وأن نجرّعهم هذا الحنظل الذي تجرّعناه, وأن نلوّث نفوسهم البريئة بهذه القاذورات، وأن نبتليهم بما ابتلانا به آباؤنا من أدواء التفرُّق المهلك، والأنانية الكاذبة، والغرور المدُلي، والتنكر للقريب، والخضوع للغريب.حرام علينا أن نقلدهم هذه الأسلحة المسمومة؛ فيتفانون كما تفانينا، ويذوق بعضهم بأسَ بعض، ويشقون جميعاً، ويسعد بشقائهم الغير.
حرام علينا أن نسلم إليهم شيئاً من هذه التركة التي يجب أن تنفقَ في جهاز الميت فتدفنَ معه، ويأمن الأحياء شرها، إذ لم ينالوا خيرها السبيل القويم الذي يؤدي إلى حفظ الجيل الجديد من هذه الشرور المتوارثة، وإلى توثيق عُرى الأخوة بين أفراده، وإلى توحيد أفكاره ومشاربه واتجاهاته، وإلى تصحيح فهمه للحياة، وتسديد نظرته إليها، وتشديد عزيمته في طلبها هو المدرسة العربية التي تصقل الفكر والعقل واللسان، وتسيطر عليها غاية التعليم هي تفقيهه في دينه ولغته، وتعريفه بنفسه بمعرفة تاريخه. فهذه هي الغاية السامية التي في تحقيقها نجهد ونكدح، وللوصول إليها نعمل، وفي العمل لها نلقى الأذى، وفي الأذى فيها نلقى راحة الضمير واطمئنان النفس، وببلوغها ( - إن شاء الله - ) نكون قد أدَّينا الأمانة، وقضينا المناسك، وكفَّرنا عن جريمة التقصير.... » .
البشير الإبراهيمي " البصائر " العدد : 145 السنة 1951 ( بتصرف )
المعجم اللغوي :
ذمم : عهود و أمان
السقط : الرديء ما لا خير فيه
حنطل : نبات مر
المدلّى : المصطنع
عرى : رباط وثيق
- عن أي جيل يتحدث الكاتب ؟ و ما هي الحقوق التي يؤكد على تسليمها لهذا الجيل ؟
- ما الذي يرفض الكاتب تسليمه للجيل ؟
- لصراع الأجيال أثره في نفسه الكاتب ، تلمس هذا الأثر بقرائن لغوية من النّص
- في أي نوع من أنواع النثر يمكنك تصنيف النّص ؟ و لماذا ؟
- النمط الغالب على النّص هو النمط التفسيري . بم تعلل ذلك ؟
- لخص مضمون النّص في بضعة أسطر بأسلوبك الخاص
- وردت في النّص الألفاظ التالية :
" جيل - العقوق - الشكر - راحة الضمير - اطمئنان - نكدح - الأمانة "
صنفها حسب الحقول الدلالية التالية :
الحقل الاجتماعي
الحقل النفسي
الحقل الأخلاقي
- أعرب الكلمتين التاليتين : " صحة " ، " الصفقة " الواردتين في الفقرة الأولى من النّص إعراب مفردات و الجملتين التاليتين " ورثونا " الواردة في الفقرة الأولى ، و " - إن شاء الله - في الفقرة الأخيرة ، إعراب جمل .
- عين الروابط التي وظفها الكاتب في تنامي النّص و تناسقه من حيث ما يلي :
روابط العطف - الربط بالأدوات - الرّبط الدلالي
- إليك العبارتين التاليتين :
« هذه الصفقة الخاسرة التي هي رأس مالنا اليوم من أخلاق لا تزن جناح بعوضة »
« و يذوق بعضهم بأس بعض »
استخرج من كل عبارة صورة بيانية ، ثم اشرحها و بين نوعها و بلاغتها
قيل ( يعد الإبراهيمي من كتاب المقالة البارعين ، و من الذين تأنقوا في أسلوبهم )
المطلوب : وضح في فقرة هذا القول ، مدعما إجابتك بشواهد من النّص
- يتحدث الكاتب عن الجبل الذي يأتي بعده ، و هو جيلنا .
الحقوق التي يؤكد على تسليمها لهذا الجيل هي :
إعداد الجيل الحالي للحياة على غير الطريقة التي أعدهم بها آباؤهم
تسليم الأمتعة الأخلاقية له كـــ ( الأخلاق ، الآداب ، الإحساسات ، الاتجاهات العامة ، المشخصات الخاصة ... ) .
- يرفض الكاتب تسليم الجيل ما يلي :
أدواء التفرق المهلك
الأنانية الكاذبة
الغرور و التنكر للقريب
و الخضوع للغريب
- القرائن اللغوية الدالة على صراع الأجيال و أثره في نفسية الكاتب :
( يتفانون ، يذوق بعضهم بأس بعض ، يشقون جميعا ) .
- يصنف النص النثري ضمن فن المقال الاجتماعي لأنه يتناول قضية اجتماعية موضوعها : " صراع الأجيال " حول التركة الأخلاقية .
- النمط الغالب على النص : تفسيري . و أعلل بما يلي : لأنه يحوي أدوات التوكيد مثل :
( إن ، أن ) و الروابط ( حروف الجر : اللام ، على ، من ، .... ) و ( حروف العطف : الواو ، الفاء )
الشرح و التعليل و غيرهما
- تلخيص مضمون النص بحيث يراعي فيه ما يلي :
الأفكار
أسلوب المترشح
حجم النص
- تصنيف الألفاظ المذكورة حسب الحقول الدلالية في الجدول الآتي :
| الحقل الدلالي | الحقل النفسي | الحقل الأخلاقي |
| جيل ، تعليم ، تكدح | راحة الضمير ، اطمئنان | العقوق شكر ، الأمانة |
- الإعراب :
- إعرا ب المفردات :
صحة : تمييز منصوب و علامة نصبه الفتحة
الصفقة : بدل منصوب و علامة نصبه الفتحة
- إعراب الجمل :
ورثونا : جملة فعلية في محل رفع خبر إن
إن شاء الله : جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب .
- الروابط التي وظفها الكاتب في تنامي النص و تناسقه :
روابط العطف : الواو ، بل ، لا
الربط بالأدوات : كما ، إلا ، إذا
الربط الدلالي : الربط بالألفاظ ( تكرار كلمة "حرام " ، هو المدرسة ، " هذه الغاية " ....
- استخرج الصورتين البيانيتين الواردتين في قول الكاتب :
( لا تزن جناح بعوضة ) كناية عن صفة الدناءة ، بلاغتها : تصوير المعنى تصويرا مرئيا .
و يذوق بعضهم بأس بعض : استعارة مكنية ، شبه البأس و هو معنوي بمشروب و هو حسي . فحذف المشبه به ( الشراب ) ، و أبقى على لازمة من لوازمه ، و هو ( يذوق ) على سبيل الاستعارة المكنية ، و بلاغتها في تجسيد المعنى و تقريبه .
كتابة فقرة يوضح فيها المترشح هذا القول و يبين ما يلي :
تأكيد الحكم إيجابا
الاستدلال يشمل ما يلي :
العرض المنهجي
تناسق الأفكار
اللغة الراقية المنتقاة
التأنق في الأسلوب ( البيان و البديع ) شواهد من النّص .
قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى
لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.
