النص :
و طني! يعلمني حديد سلاسلي |
عنف النسور، ورقة المتفائل |
ما كنت أعرف أن تحت جلودنا |
ميلاد عاصفة.. و عرس جداول |
سدّوا عليّ النور في زنزانة |
فتوهّجت في القلب..شمس مشاعل |
كتبوا على الجدران رقم بطاقتي |
فنما على الجدران.. مرج سنابل |
رسموا على الجدران صورة قاتل |
فمحت ملامحها ظلال جدائل |
و حفرت بالأسنان رسمك داميا |
و كتبت أغنية الظلام الراحل |
أغمدت في لحم الظلام هزيمتي |
و غرزت في شعر الضياء أناملي |
و الفاتحون على سطوح منازلي |
( لم يفتحوا إلا وعود زلازلي ) |
لن يبصروا إلاّ توهّج جبهتي |
لن يسمعوا إلاّ صرير سلاسلي |
فإذا احترقت على صليب عبادتي |
( أصبحت قديسا ).. بزيّ مقاتل |
محمود درويش
شرح المفردات :
الزنزانة : غرفة السجن الضيقة
جدائل : الجديلة : الضفيرة
- ما الحقل الدلالي الذي تمثله هذه الألفاظ : حديد ، سلاسل ، زنزانة ؟
- إلى من يوجه الشاعر خطابه ؟
- ماذا تعلم الشاعر من تجربة السجن ؟
- كيف واجه الشاعر معاملة العدو له في السجن ؟
- كيف ترى الشاعر من خلال النص ، متفائلا أم متشائما ؟ علل
- تجلى الرمز في آخر القصيدة . دل عليه ، ثم وضح دلالته
- ما النمط السائد في القصيدة ؟ أذكر مؤشرين له مع التمثيل من النّص
- على من يعود ضمير " الكاف " في لفظ ( رسمك ) في البيت السادس ؟ و ما دوره في بناء النّص ؟
- ما نوع الأسلوب في بداية كل من البيتين الأول و الثاني ؟ بين الصيغة و الغرض في كل منهما
- أعرب ما تحته خط إعراب مفردات ، و ما بين قوسين إعراب جمل
- في العبارة " أغمدت هزيمتي " صورة بيانية . اشرحها مبينا نوعها ووجه بلاغتها
- استخرجها من البيت الأول محسنا بديعيا ، ثم بين نوعه و أثره
النزعة الوطنية و الالتزام ظاهرتان لازمتا الشعر العربي ، وضح ذلك من خلال النّص .
- الحقل الدلالي للألفاظ ( حديد ، سلاسل ، زنزانة ) التعذيب أو الاضطهاد .
- يوجه الشاعر خطابه إلى وطنه و من خلاله إلى بني وطنه .
- تعلم الشاعر من تجربة السجن المواجهة ، و اكتشاف الذات و المقاومة .
- واجه الشاعر معاملة العدو بـ : التفاؤل ، التحدي ، التضحية .
- الشاعر متفائل
و من العبارات الدالة على ذلك : رق المتفائل ، ظلال جدائل ، شمس مشاعل ، مرج سنابل ...
- تجلى الرمز في آخر القصيدة في قول الشاعر :
احترقت على صليب عبادتي .... و قد وظفه الشاعر
ليستدل على معاناته كالمسيح - عليه السلام - الذي صلب و عذب ، و قد توهم صالبوه أنه قتل و الحقيقة غير ذلك .
- النمط الغالب على القصيدة هو : السرد الذي يتقاطع معه الوصف
و من المؤشرات :
تنوع الأفعال الماضية : ( رسموا ، كتبوا ، سدوا ، حفرت ، أغمدت ... ) .
كثرة الروابط ( حروف الجر ، على ، في .... ) ، حرف العطف ( الواو ) ، حروف النفي ( ما ، لن )....
تحديد الأمكنة ( الزنزانة ، الجدران ، سطوح منازلي ) .
- يعود ضمير ( الكاف ) في لفظته ( رسمك ) على الوطن . أما دوره في بناء النص : ربط البيت السادس بالبيت الأول .
- أسلوب البيت الأول إنشائي طلبي ، بصيغة النداء ، غرضه لفت الانتباه .
و أسلوب البيت الثاني خبري ، بصيغة النفي ، غرضه التعبير عن الدهشة و المفاجأة .
- إعراب :
- إعراب ما تحته خط :
ميلاد : اسم إن مؤخر منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره
إذا : ظرف لما يستقبل من الزمن متضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب و هو مضاف
- إعراب جمل :
( لم يفتحوا إلا وعود زلازلي ) : جملة فعلية في محل رفع خبر المبتدأ ( الفاتحون )
( أصبحت قديسا ) : جملة جواب الشرط غير جازم لا محل لها من الإعراب .
- الصورة البيانية : في العبارة ( أغمدت هزيمتي ) ، شبه الشاعر الهزيمة ( أمر معنوي ) بالسيف ( أمر مادي ) فذكر المشبه و حذف المشبه به و أبقى على ما يدل عليه ( أغمدت ) على سبيل الاستعارة المكنية .
- بلاغتها : تقريب المعنى و تثبيته في الذهن عن طريق التجسيد و التصوير
- المحسن البديعي في البيت الأول :
العنف # الرقة
نوعه طباق إيجاب ، غرضه توضيح المعنى ( بالأضداد تفهم المعاني )
نعم ظهرت النزعة الوطنية و الالتزام في النص ، تماشيا مع طبيعة الشعر العربي الحديث و ظروف العصر ، إذ يبدو الشاعر في القصيدة ، شاعرا ملتزما بالقضية الفلسطينية التي شغلت كل الأدباء ، حينما عبر آلام و آمال الشعب الفلسطيني ، كما يبدو وطني النزعة ، و يظهر ذلك في تناوله قضية الوطن و كله في غد أفضل . و باعتبار الشعر وسيلة من وسائل الكفاح و النضال .