النص :
إن الكمال والنقص وصفان يتعاقبان على الفرد كما يتعاقبان على المجموع، وهذا الإنسان العاقل خُلق " مستعدًّا " للكمال، وقد هيّأ له خالقه الحكيم أسبابه ومكّن له وسائله، ونصب له في داخل نفسه وخارجها أمثالًا يحتذيها لبلوغ الكمال، وقد هيّأ له خالقه الحكيم أسبابه ومكّن له وسائله، ونصب له في داخل نفسه وخارجها أمثالًا يحتذيها لبلوغ الكمال، ومتى قعد الأفراد عن تعاطي أسباب الكمال فشت النقائص في المجموع.وإنما تتفاوت حظوظ الأمم في الكمالات المكتسبة كالغنى والعلم والتضامن والتعاون والاتحاد والترقي في أسباب المعيشة. . و يتضح من هذا كله أن كل ما يسمى من أحوال الأمم تطورا هو في الحقيقة عبارة عن مداورتها بين النقص و الكمال صعودا و هبوطا ، و إن سنة الله في الأمم تتقاعس عن الفضائل و تتناعس عن الكسب و تنغمس في النقائص فتتدهور إلى الحد الذي تقتضيه قوة تلك النقائص و أسبابها . و من الأمثلة الصريحة التي لا تحتاج إلى ترتيب الأقيسة في الاستدلال عليها ، نقيصة الأمية . فإنها لا " تفشو " في أمة و تشييع بين أفرادها إلا فتكت بها و ألحقتها بأخس أنواع الحيوانات ، و مكنت فيها للجهل و السقوط و الذلة و المهانة و الاستعباد .
و الأمية ( تتفاوت ) شناعتها و قبحها في الأمم بتفاوت عهود البداوة و الخضرمة و الحضارة فيهون أمرها نوعا في الأمم البدوية القريبة من مناحي الفطرة في مظاهر حياتها . إن الأمم الحية في وقتنا هذا ما حييت إلا بالعلم الاختباري التطبيقي ، و أساس هذا العلم - و إن علا - القراءة و الكتابة و لما انتهى العلماء منهم إلى أبعد غاية في العلم و تسنموا منه أعلى ذروة ، التفتوا يتبينون الطريق التي وصلوا منها إلى هذه الغايات البعيدة . إني أظن أن أول هيئة اجتماعية فكرت في محاربة الأمية بصورة منظمة في هذا الوطن هي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، و أن أول رجل أعرفه فكر في مقاولة الأمية بصورة جدية هو رئيسها المحترم .
و الأمية بالنسبة إلينا صارت مرضا نفسانيا ، و الأمراض النفسانية لا تداوي إلا بما ( يوافق المزاج الخاص ). و كلنا يعلم أن تعميم التعليم بقدر المستطاع قطع لانتشار الأمية و تضييق لدائرتها .
محمـد البشير الإبراهيمي من كتابه : آثار الإبراهيمي ج1
- ما الموضوع الذي تناوله الكاتب ؟ و ما خطورته على الأمة كما يتضح لك من النص ؟
- هل ترى الموضوع جزءا من اهتماماتك ؟ لماذا ؟
- انطلاقا من النص ، حدد مواصفات الأمة الحية ، مع ذكر مثال من واقع أمتنا
- كيف تتم عملية إصلاح المجتمع ؟ وضح و علل
- ما الهدف الذي يرمي إليه لكاتب من خلال النص ؟ وضح
- لخص النص في بضعة أسطر
- أعرب ما يلي إعراب مفردات :
كلمة " مستعدا " الواردة في الفقرة الأولى في قول الكاتب : و هذا الإنسان العاقل خلق مستعدا للكمال .
و كلمة " تفشو " الواردة في الفقرة الأولى في قوله : فإنها لا تفشو في أمة
ما محل الجملتين التاليتين م الإعراب
( تتفاوت ) الواقعة في الفقرة الثانية ، و ( يوافق المزاج الخاص ) الواقعة في الفقرة الأخيرة ؟
- النص ينتمي إلى فن المقال ، الذي من خصائصه الوحدة الموضوعية . بين كيف تحققت هذه مع تحديد نوع كل منهما
- حدد نمط النص الغالب ، ثم أذكر بعض مؤشراته
- اعتمد الكاتب على بيان . استخرج صورتين مختلفتين منه نوع كل منهما ، و أثرهما في المعنى
" يعد محـمد البشير الإبراهيمي من كتاب الصنعة اللفظية الذين يتأنقون في أسلوبهم معجما و بلاغة "
المطلوب :
هل تحقق ذلك في النص الذي بين يديك ؟ وضح مع التمثيل .
- الموضوع الذي تناوله الكاتب هو : الأمية و آثارها السلبية على الفرد و المجتمع
خطورته على الأمة من خلال النص هي :
أنها تلحق الفرد و المجتمع بأخس أنواع الحيوانات . كما تجعله في مذلة و مهانة و استعباد
- أرى بأنه جزء من اهتمامي ، لأنه بحق وباء و طاعون يفتك بالمجتمع و ينجزه في عمقه .
- مواصفات الأمة الحية انطلاقا من النص هي :
أنها أمة تعير العلم أهمية قصوى ، و تحترم رواده الذين يوجهون المجتمع توجيها سليما
تحارب الجهل و الأمية
مثال من واقع أمتنا : الوطن الجزائري العزيز الذي ما فتئ يولي أهمية كبرى للعلم و المعرفة و محاربة الأمية و ذلك بفتح و إنجاز المؤسسات التربوية و الجامعية و دور محور الأمية .
- تتم عملية إصلاح المجتمع بمسألتين أساسيتين هما :
التربية الصحيحة و التوجيه السليم | تنويره عن طريق العلم و المعرفة |
ذلك أن التربية هي المقوم و المربي الحقيقي للمجتمعات و العلم هو الباني لها و القاطع لانتشار الأمية .
- الهدف الذي يرمي إليه الكاتب : هدف إصلاحي حيث حاول إبراز مدى خطورة الأمية و في المقابل بين أهمية العلم و تبجيل رواده .
- التلخيص : يراعي فيه ما يلي :
مضمون النص
أسلوب المترشح و لغته
حجم النص
- الإعراب :
- إعراب المفردات :
مستعدا : حال منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره
تفشو : فعل مضارع مرفوع و علامة رفعه الضمة المقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل .
- إعراب الجمل :
( تتفاوت ) : جملة فعلية في محل رفع خبر
( يوافق المزاج الخاص ) : جملة صلة موصول لا محل لها من الإعراب
- نعم تحققت هذه الخاصية في النص لاعتماده المنهجية التالية :
المقدمة : مهد فيها بتبيان مواطن الكمال و النقص في المجتمع
العرض : شرح و فصل فيه موضوع الأمية
الخاتمة : خلص في نهاية الموضوع إلى استنتاج و هو أن الأمية مرض ، و السبيل الأمثل لبتر دائها هو العلم
و خلاصة ذلك أن الكاتب تناول موضوعا واحدا في نصه
وظف الكاتب بعض الروابط التي ساهمت في اتساق النص و انسجام فقراته ، و منها :
إن ، أن : التوكيد
حروف العطف : كالواو لمطلق الجمع بين المتعاطفين
حروف الجر : في وعن و غيرها
- النمط الغالب على النص : هو النط التفسيري يفسر و يشرح الموضوع من كل جوانبه . و من خصائصه :
التركيز على الموضوعية
استخدام أدوات التفسير : أن ، أفسر ، الخ ....
- استخراج صورتين بيانيتين مختلفتين من النص :
( تنغمس في النقائص ) : استعارة مكنية شبه الكاتب النقائص و التي هي شيء معنوي بشيء مادي تنغمس فيه الأمة .
( يبينون الطريق ) : كناية عن صفة و هي الهداية و التوجيه الصحيح
يعد البشير الإبراهيمي من كتاب الصنعة اللفظية و الدليل على ذلك :
- انتقاؤه اللغة الفصيحة ( الكمال و النقص ، تفشو ، تسنموا ... )
- الإكثار من الصور البليغة كالاستعارات و غيرها في : " تنغمس ، فتكت بها " ، " قبحها " ...
- و المحسنات كالطباق في : الكمال # النقص ، صعودا # هبوط .....
- و الجناس في : تتفاعس و تتنافس .....