النص :
« رأيي أن إمكان الإبداع ممتد في كل أوان ...فالإبداع شيء حي متحرك في الزمان والمكان، لا يتعلق بالماضي وحده، ولكنه كالشجرة يمتد ويتطور في مختلف الفصول، يبدل ويغير . في أوراقه و في مظاهر إيناعه و إثماره ، ماضيه متصل بحاضره ، و حاضره مرتبط بحبل مستقبله ! ... إن المجهودات تبنى فوق المجهودات ... و المواهب تتبع من المواهب ، و الإبداع يؤدي إلى إبداع .... و الثمرة تخرج منها الثمرة ، و كل هذا فلك يدور ، و لا ينفك عن الدوران إلى آخر الأزمان ! ...
و نحن ــ إذا جلنا اليوم في حديقة الأدب العربي الحديث ــ وجدنا أشجارا مملوءة بعصير الحياة يانعة بأزهار الفن ، لا ينقصها في حديقة و يقفرها مثل أن نرى دائما أشجارها شجيرات لن تكون يوما ضخمة الجذوع وارفة الظلال ... يجب أن نروض عيوننا على أن ترى الأشياء و الأشخاص في غدها ، لا في حاضرها وحده ، و أن نعرف كيف نقرأ المستقبل من خلال سطور الحاضر ... إذا ( استطعنا ذلك ) ، فما من شك أننا واجدون في مختلف فروع الأدب أقلاما ، سيكون لها من الصدارة و القيادة في الأعوام العشرة أو العشرين المقبلة ، مثلما كان لأصحاب الصدارة و البروز في العشرة أو العشرين عاما الماضية ...
فحديقة الشباب تزخر بأزهارها طيبة الأرج ، لا يسيل هنا إلى تعداد صنوفها و ألوانها ! ... و كل ما ( أردناه ) هنا هو أن ندعم الأمل في غدنا الأدبي ، و أن نتسائل عن واجبنا إزاء هذه النخبة من أعلام الغد ــ أولئك الذين يمسكون بطرف الخيط من وجودنا ليصبحوا غدا امتدادنا ــ و أن نحاسب أنفسنا ، نحن الذين تقدمناهم في حلقة الزمن ، عما صنعناه من اجلهم ... » .
توفيق الحكيم ـ من كتاب " فن الأدب "
( بتصرف )
- شرح المفردات :
إيناع : نضوج
سموق : علو و ارتفاع
وارقة : من ورف الظل ، اتسع و طال و امتد
- ما الموضوع الذي تناوله الكاتب في النص ؟ اشرح وجهة نظره فيه
- أفصح الكاتب عن موقفه من حاضر الأدب العربي و مستقبله . وضح ذلك مدعما إجابتك بعبارتين من النّص
- يعترف الكاتب في آخر النص بمسؤوليته نحو جيل الغد . قيم تمثلت ؟ و لماذا ؟
- إلى أي لون أدبي ينتمي ؟ أذكر ثلاث خصائص له مع التمثيل
- ما النمط الغالب على النص ؟ اذكر ثلاثة مؤشرات له مع التمثيل
- لخص مضمون النص بأسلوبك الخاص
- النص نسيج محكم البناء . دل على ثلاثة مظاهر للاتساق و الانسجام فيه مع التمثيل
- أعرب - إعراب مفردات - لفظة " ماضية " في قول الكاتب : " ماضيه متصل بحاضره "
- بين محل الجملتين الواقعتين بين قوسين من الإعراب في قول الكاتب :
" إذا ( استطعنا ذلك ) "
" و كل ما ( أردناه ) هنا "
- ما المحسن البديعي البارز في النص ؟ مثل له بمثالين
- في قول الكاتب : " فما شك أننا واجدون في مختلف فروع الأدب أقلاما " مجاز . عينه أذكر نوعه و علاقته مبينا وجه بلاغته
و في عبارة : " إذا جلنا اليوم في حديقة الأدب العربي الحديث " صورة بيانية . اشرحهما مبينا نوعها و بلاغتها
- يعكس النص شخصية الكاتب الأدبية . استنبط منه ثلاثة ملامح لها
- أدت الصحافة دورا رئيسيا في الارتقاء بفن المقالة و نشرها منذ فجر النهضة إلى يومنا هذا بين ـ في إيجاز ـ كيف تجسد فضل الصحافة على المقالة في نص الكاتب مضمونا و شكلا .
- الموضوع الذي تناوله الكاتب هو : الإبداع في الأدب
ووجهة نظره فيه ، أنه ممتد في كل أوان ، و هو شيء حي متحرك في الزمان و المكان ، ليس حكرا على عصر دون آخر .
- موقف الكاتب من حاضر الأدب العربي هو : موقف الاستحسان و الرضا
" فحديقة الشباب تزخر بأزهارها طيبة الأريج "
أما مستقبل الأدب فيتوقع له الكاتب ازدهارا ورقيا عظيما
و ذلك في قوله : " ... أن نتخيل ما سنكون عليه من سموق و ارتفاع ... "
- تتمثل مسؤولية الكاتب تجاه جيل الغد فيما يلي :
دعمه لشباب المستقبل بفتح آفاق الآمال أمامه و شعوره بواجبه في إعداد نخب المستقبل
و ذلك لتحقيق الامتداد و التواصل بين الجبلين .
- اللون الأدبي : هو فن المقال ، و من خصائصه :
وحدة الموضوع ( قضية الإبداع الأدبي )
المنهجية في العرض ( المقدمة ، العرض ، الخاتمة )
استعمال وسائل الإقناع من تحليل و تعليل و تمثيل
بروز شخصية الكاتب من خلال آرائه و موافقه
الترسل في الأسلوب و خلوه من التعقيد و غريب اللفظ
- نمط النص هو : النمط التفسيري
و من مؤشراته :
التزام الموضوعية و التجرد من الذاتية
عرض الأفكار و الآراء بأسلوب منطقي يقوم على الشرح و التحليل و التعليل
استخدام أدوات التفسير و التوكيد و الاستنتاج مثل قوله : " ... أن إمكان الإبداع ممتد ... "
الاستناد إلى الشواهد و الأمثلة . كقوله : " ... كالشجرة يمتد و يتطور ... "
- التلخيص : يراعي فيه ما يلي :
فهم المضمون
تقنية التلخيص
سلامة اللغة و جودة الأسلوب
- مظاهر الاتساق و الانسجام في النص :
استعمال أسماء الإشارة في مثل قوله : " إذا استطعنا ذلك " يشير به إلى جملة : " يجب أن نروض عيوننا على أن ترى الأشياء و الأشخاص في غدها ... "
الضمائر في مثل قوله : " و لكنه كالشجرة ... " يعود الضمير على " الإبداع " في السطر الأول
الشرط و جوابه في مثل قوله " إذا جلنا ... وجدنا ... "
أحرف العطف و الجر كقوله : " يبدل و يغير في أوراقه و في مظاهر إيناعه و إثماره "
- إعراب المفردة :
ماضيه : مبتدأ مرفوع و علامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل ، و هو مضاف
الهاء : ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه
- إعراب الجمل :
استطعنا الجمل : جملة فعلية في محل جر مضاف إليه
أردناه : جملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب
- المحسن البديعي البارز في النص هو : طباق الإيجاب
المثالان : ماضيه # حاضر ، طباق # مستقبله
- المجاز : في كلمة " أقلاما "
أطلق لفظة " أقلاما " و أراد " أدباء " ، فهو مجاز مرسل علاقته السببية ، أي أطلق السبب ( الأقلام ) و أراد ما ينتج عنه ( الفكر و الأدب )
بلاغته : الإيجاز في التعبير و الإشادة بأصحاب الأقلام و الكتاب و الأدباء
و الصورة البيانية في قوله : " في حديقة الأدب العربي ... " شبه الأدب العربي بالحديقة فذكر المشبه به ( الحديقة ) مضافا إلى المشبه ( الأدب العربي ) مع حذف الأداة ووجه الشبه فهو تشبيه بليغ .
بلاغته : تجسيد المعنوي في صورة محسوسة لإبراز جمال الأدب و تنوعه في كل عصر
- من ملامح شخصية الكاتب كما تظهر في النص :
سمة المربي الحكيم الداعي إلى الاهتمام بجيل الأدباء الشباب
الحس النقدي و الفني ذلك في تعامله مع الأدب و الإبداع ، و ما وظفه من صور بديعة
الموضوعية في نظرته إلى الإبداع و الأجيال الأدبية بعيدا عن التعصب لجيل دون سواه
- دور الصحافة في الارتقاء بفن المقال :
من حيث المضمون :
صارت مضامين المقالة أكثر ثراء و غنى ، حتى شبهها بعضهم بمائدة فكرية حافلة بصنوف المعرفة .
بروز شخصية صاحب المقال من خلال موافقة و آرائه و قوة التعليل لها و القدرة على الإقناع
من حيث الشكل :
المنهجية في عرض الأفكار من مقدمة و عرض و خاتمة
خلصت الصحافة المقالة من قيود السجع و الزخرف اللفظي الموروثة عن عصر الضعف فصارت تصاغ بأسلوب مترسل مرن .