iMadrassa
الموضوع الثالث

النّصّ

"... إنَّ الإدراك يُثير عدة أسئلة مُحَيِّرة تجعل منه مُشكلةً. حين نَقُوم بعملية إدراك حِسِّي فماذا نُدرك؟ هل نُدرك الأشياء والآخرين بطريق مباشر غير استخدام الحواس، أمْ أنّ ما نُدركُه مباشرة ليست الأشياء والآخرين وإنَّما ما سمَّاه بعض الفلاسفة أفكاراً أو صُورَاً ذِهنية أو انطباعات حِسِّية؟ فأنْ أخذنا بالقول الثاني لَزَمَ القول أنّنا نُدْرك العَالَم من حولنا بطريق غير مُبَاشر وبالاستْدلال. لكن ذالك يُعَارض وجة نظر االرجل العادي، وكأننا نَرى ونَتذوق ونَلمس أفكارا ونتحدث إلى أفكار، لا أشياء، بل تُصلح الأفكار ستاراً صَلْبَا يَحُول بيننا وبين عالم الواقع من حولنا. وسوف يَترتَّب على هذا الخلاف بين الفلاسفة على موضوع الإدراك أن نتَساءل عما إذا كان الإدراك يُحَّققَ لنا ذاتية في المعرفة لا موضوعية فيها، أم أن الإدراك يُعطينا معرفة موضوعية كما هو مألوف للرجل العادي، ذالك لأن الأفكار تتعلق بالذَّات وتختلف باختلاف الذَّوات ، بينما حين ندرك شيئا أمامنا نحكم باتفاقنا فيما ندرك، وينشأ عن مشكلة الذاتية والموضوعية في الإدراك الحسي مشكلة أخرى في أذهان بعض الفلاسفة وهي التمييز بين الظاهر والحقيقة  في موضوع هذا الإدراك، لأنَّ من ينادي بأن الأفكار والمعطيات  هي الموضوع المباشر للإدراك يرى أننا ندرك من الأشياء ظواهرها فقط وتبقى حقائقها خفية علينا، بينما من يُنادي بالإدراك المباشر للأشياء لا يعترف بذالك التمييز بين الظاهر والحقيقة".

د/محمود زيدان، نظرية المعرفة. ص:82

المطلوب: اكتب مقالة فلسفية تعالج فيها مضمون النّصّ. 

 

الإجابة

 

 

طرح المشكلة:

 

- إنّ الطبيعة المعقدة للإدراك الحسي، سمحت لعلماء النفس بالتركيز على موضوعه في جانبيه الفسيولوجي والسيكولوجي باعتباره وسيلة ضرورية لمعرفة الذات والغير.

- غير أن بعض الفلاسفة تجاوزوا هذه النظرة السطحية لإدراك الحسي كنشاط مألوف، واهتموا بالبحث في طبيعته وحقيقته، وهذا ما ترتب عنه خلاف بين الفلاسفة مما أبرز المشكلة التالية: - هل الإدراك الحسي يعتبر نشاط عادي، أم أنه نشاط مركب ومعقد يثير تساؤلات تجعل منه مشكلة؟

- سلامة اللغة.

 

 

محاولة حل المشكلة:

 

- تحديد الموقف شكلا بالاستئناس بعبارات النص:"حين نقوم بعملية إدراك حسي... أو معطيات حسية؟"

- تحديد الموقف مضمونا: بيَّن صاحب النص أن الإدراك الحسي لا يطرح أية مشكلة عند الرجل العادي باعتباره نشاط حسي في غاياته، لكن إذا نظرنا إليه من حيث طبيعته وحقيقته يكون محل خلاف بين الفلاسفة وعندئذ يصبح مشكلة.

- سلامة اللغة.

- الحجة: إن تسلسل التساؤلات حول طبيعة وحقيقة الإدراك الحسي لا تؤدي إلى إجابة واحدة قطعية ومطلقة ،لأن الاختلاف قائم في الموضوع والوسيلة التي يتم بها. (إذا سلمنا بأننا ندرك الأشياء بطريقة مباشرة يحصل الاتفاق بيننا وتكون معرفتنا موضوعية، وإذا سلمنا أننا ندرك الأفكار لا الأشياء وبطريقة استدلالية، تكون معرفتنا ذاتية ونسبية، وهذا الطرح يقودنا إلى مشكلة الظاهر والحقيقة في موضوع الإدراك. وهكذا يستمر التساؤل دون أن يبلغ نهايته في موضوع الإدراك الحسي.

- الصياغة المنطقية للحجة: إذا كان هناك اختلاف حول حقيقة وطبيعة الإدراك الحسي فهو يعتبر مشكلة، لكن يوجد اختلاف حول حقيقة و طبيعة الإدراك الحسي. إذن الإدراك الحسي مشكلة

- التمثيل للحجة (ذكر أمثلة لها ارتباط منطقي بالحجة.)

- سلامة اللغة.

- نقد وتقييم:

 - إذا نظرنا إلى الإدراك الحسي كموضوع في علم النفس، نكتفي بالتمييز بينه وبين الإحساس، وإذا نظرنا إليه من زاوية فلسفية نقدية فإنه يطرح عدة تساؤلات أفضت إلى الاختلاف.

- فحص الحجة ونقدها: بيّن صاحب النص من خلال حججه أن النظرة الفلسفية لموضوع الإدراك الحسي يجعل منه مشكلة.

- تأسيس الرأي الشخصي (تبريره إما بالتأييد أو التفنيد).

 

 

حل المشكلة:

 

- إن نظرة صاحب النص للإدراك الحسي تعتبر نظرة جديدة غير مألوفة، وهي دليل كاف على أنه مشـكلة.

- مدى تناسق الحل مع منطوق المشـكلة.

- مدى وضوح حل المشـكلة.

- سلامة اللغة.

 

 


قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.



قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.



قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.