قال " أبو البقاء الرّنديّ " في مرثيّته الخالدة " نكبة الأندلس " :
لِـــــكُـــــــلِّ شَــــيْءٍ إذا مـــــا تَــــــمَّ نُقْصـــــانُ | فَـــــلا يُـــغَــــرَّ بِـــطــيـــــبِ الـــعَيْـــــشِ إِنْـــــســــــانُ |
هِــــــيَ الأمـــــورُ كَــمــــا شـــاهَدْتَــــهــــا دُوَلٌ | مَـــــــــنْ سَــــــرَّهُ زَمَـــــــــنٌ ســـــاءَتْــــــــهُ أَزْمـــــانُ |
و هـــــذه الدّار لا تٌـــبــقــــي عــلـــــى أحَـــــــدٍ | و لا يـــــدومُ عَـــــلـــــى حـــــالٍ لَــــهــــا شـــــــــــــانُ |
فَجـــــائِــــعُ الـــدَّهْــــرِ أنـــواعٌ مُــــنَــــوَّعَـــــةٌ | و لِلــــــــــزَّمـــــــــانِ مَــــــسَـــــرَّاتٌ و أَحْـــــــــــــزانُ |
و لِلمَــصـــــائـــبِ سُــــــلْــــوانٌ يُـهَــــوِّنُــهــــا | و مــــــا لِمـــــــا حَـــــــلّ بــــالإســــــلامِ سُلْــــــــــــوانُ |
دهــــى الجـــزيـــــرةَ أمـــرٌ لا عَــــــزاء لَـــــهُ | هـــــــــوى لَــــــهُ أُحُــــــــدٌ و انْــــــهَــــــدَّ ثَـــــــهْــــلانُ |
أَصــــابــها العَيْــــنُ في الإسْـــلامِ فَــارْتَــــرَأتْ | حَتَّـــــــى خَــــــــــلَتْ مِنْـــــــهُ أَقْطـــــارٌ و بُـــــلْــــــدانُ |
فَاسْـأَلْ " بَلَنْــسِيَـةً " : ( مــا شَــأْنُ مُرْسِـــيَةٍ ؟ ) | و أَيْــــنَ " شــــاطِـــبَــــةٌ " ؟ أَم أَيــــــنَ " جَيَّــــــانُ " ؟ |
و أيـــــنَ " قُـــرْطُبَـــةٌ " دارُ العــلـــــومِ فَــكَـــمْ | مِـــــنْ عــــالِـــــمٍ قَـدْ سَمــــا فيـــهـــــا لَـــــهُ شــــــانُ ؟ |
و أَيْـــنَ " حِمْـــصٌ " و مــا تَحْويـــهِ مِــن نُزَهٍ | و نَـــــهْـــــــرُهــا الـــــعــــذْبُ فَيّــــــاضٌ و مــــــلْآنُ ؟ |
و أيـــنَ " غِرْنــــاطَـــةٌ " دارُ الجِهــــادِ فَكَــــمْ | أُسْــــــدٌ بِــــهـــــا و هُـــــم لِلْــــــــحَـــــرْبِ عُقْبــــــانُ ؟ |
و أَيـــنَ " بَســـْطَةٌ " دارُ الزّعْــفَــرانِ فَــهَـــلْ |
رَأى شَــــبيــــهاً لَــهــــا فــــي الـــــحُــــسْنِ إِنْســــــانُ ؟ |
يــــا غــــافِـــلاً و لَـــهُ في الدَّهْـــرِ مَوعِـــظَــةٌ | إِنْ كُــــــنْـــتَ فـــــي سِنَةٍ ( فَالـــــدَّهْرُ يَــقْـــــظـــــانُ ) |
و مــــــاشِيـــاً مَــرِحــــاً يُلْهـــــيــهِ مَوْطِـنُـــــهُ | أ بَـــعْــــدَ " حِمْــــصٍ " تَـــغُــــرُّ المـــرْءَ أَوْطــــــانُ ؟ |
كَـــمْ يَسْتَــغـــــيـثُ بِنا المُسْتَضْعَــــفونَ و هُـــم | قَــــــتْلــــى و أسْــــــرى فَمـــــا يَــــهْتَـــــــزُّ إِنْســــــانُ |
مــــــاذا التّقـــــاطُــعُ في الإسْــــلامِ بَيــــنَكُــــمُ | و أنْـــــــــتُـــــــمُ يــــــا عــــبــــــــادَ اللهِ إِخْــــــــــوانُ ؟ |
كَــــــــــــــــمــــــا تُـــــــفَــــــــرَّقُ أرْواحٌ و أَبْـــــــــدانٌ | يـــــا رُبَّ أمٍّ و طِـــفْـــلٍ حــيـــــلَ بَـــينَـهُـــمــا |
و طِفْــلَـةٍ مِثْــلَ حُسْــنِ الشَّمْــسِ إِذْ طَـــلَعَـــــتْ | كَـــــأَنَّـــــمـــــا هِــــــيَ ياقــــــوتٌ و مُــــــــرْجــــــــانُ |
يَقــــــودُهــــا العــــِلْـجُ لِلــمَكروهِ مُكْـــــرَهَـــةً | و العَـــيْـــــــنُ بــــــــاكِـيَـــــــةٌ و القَــــــلْبُ حَيْــــــــرانُ |
لِـــمِثْلِ هَـــــذا يَذوبُ القَـــلْـبُ مِــــنْ كَـــــمَـــــدٍ | ِنْ كـــــانَ فـي القَــــــلْـــبِ إِسْــــــــلامٌ و إِيــــــمــــــــانُ |
- شرح المفردات الصّعبة :
للمصائب سُلوانٌ يُهوّنُها : للمصائب نسيان يسهّلها . أحد و ثهلان : اسمان لجبلين عظيمين . ارترَأت : ابْتُلِيَت
بِمُصيبَة عَظيمة . سِنَة : غَفْلَة . العلج : الرّجل الشّديد الغليظ من الأعداء .
- بِمَ اِسْتَهَلَّ الشَّاعر قصيدته ؟ و ما مَفاد ذلك ؟
- أَلِفَ الشُّعراء رثاء الموتى ، فمن يُرثي الشّاعر في النَّصّ ؟
- ما المقصود بالجزيرة ؟ و ما الّذي أصابها ؟
- لَمْ تتلَقَّ الأندلس يد العون من قبل المسلمين في شتّى الأقطار ، لماذا ؟ و أين يظهر ذلك من خلال النّصّ ؟
- في القصيدة تصوير لهدم القيم الإنسانيّة من قِبل الإسبان . علّل .
- كيف تبدو لك بيئة الشّاعر من النّاحية الاجتماعيّة و التّاريخيّة ؟
- حدّد النّمط الغالب في النّصّ مُبرزا مؤشّرين من مؤشّراته مع التّمثيل من النّص
- اذكر المدن الاندلسية المرثية ؟
.
- استخرج ثلاث قرائن لغويّة أسهمت في تحقيق اتّساق النّصّ مع التّمثيل .
- استخرج من النّصّ أسلوبا إنشائيّا مبيّنا صيغته و غرضه البلاغيّ .
- استخرج من مطلع القصيدة محسّنا بديعيّا مبيّنا نوعه و أثره .
- اشرح الصّورة البيانيّة الواردة في البيت 18 مبيّنا نوعها و غرضها البلاغيّ .
- في قول الشّاعر " ساءتْهُ أزمان " عامل مؤنّث ، بيّن نوعه و سببه .
- أعرب ما تحته خطّ إعراب مُفردات و ما بين قوسين إعراب جُمل .
دكّ زلزال مدينة كنت تقضي فيها أحلى الأوقات أيّام العطلة ، و لمّا زرتها وجدت الكارثة أعظم ممّا كنت تتصوّر .
تحدّث عن ذلك متّبعا نمط النّصّ موظّفا : تشبيها – جناسا – اسما ممنوعا من الصّرف – صيغة تصغير
- استهلّ الشّاعر قصيدته بحكمة مضمونها ان الزمان منقلب و حياة تارتا تسعدك وتارة تحزنك .
- يرثي الشّاعر في النّصّ بلاد الأندلس الّتي وقعت فريسة في أيدي الظّالم المحتلّ ( الإسبان )
- المقصود بالجزيرة هو جزيرة إيبيريا الاسم الّذي كان يُطلق على بلاد الأندلس ( و قد أصيبت بداهية عظمى تتمثّل في وقوعها في يد الإسبان و سقوطها دولة بعد دولة و تحوّلها من بلاد الإسلام و الإيمان إلى بلاد الكفر و العميان .
- لم تتلقّ الأندلس مساعدة من قبل المسلمين في شتّى الأقطار بسبب تخاذل الحكّام و انشغالهم بالملك الخاصّ ، و انغماس النّاس في التّمتّع بطيّبات الدّنيا يظهر ذلك في النّصّ في البيتين 15 و 16 : كم يستغيث بنا ... فما يهتزّ إنسان ، ماذا التّقاطع ... إخوان
- هدم القيم الإنسانيّة من قبل الإسبان يظهر في تحويلهم لمساجد المسلمين إلى كنائس تدقّ فيها النّواقيس بعد أن كانت تُرفع فيها أصوات الآذان ( و ما لما حلّ بالإسلام سُلوان ) و يظهر أيضا في التّفريق بين الأمّ و ولدها الصّغير ( يا ربّ أمّ و طفل حيل بينهما ) و في ارتكاب الفحشاء مع بنات المسلمين عنوة ( يقودها العلج للمكروه مُكرَهة )
- تبدو بيئة الشّاعر من النّاحية الاجتماعيّة غير مستقرّة أو غير هادئة إذ هناك تقاطع شديد بين المسلمين رغم انتمائهم لدين واحد ، ممّا جعل بلادهم فريسة سهلة بالنّسبة للعدوّ ، و كانوا قبل ذلك يعيشون في رخاء و عزّ وسط بيئة ساحرة الجمال أمّا من النّاحية التّاريخيّة فقد انقلبت الأوضاع من الأمن و السّلام و الاطمئنان إلى الخوف و الهيبة و اللّاأمان بعد السّقوط
- نمط النّصّ وصفيّ يتخلّله شيء من السّرد إذ كان الشّاعر يصف و يصف ما حلّ بالأندلس ، من مؤشّراته ، وفرة الصّفات : منوّعة , الأحوال : و هم قتلة , الأخبار : باكية , أنواع , الإضافات : حسن الشمس
- المدن هي : بلنسية , مرسية ,شاطبة ,جيان ,قرطبة ,حمص ,غرناطة , بسطة .
- من مظاهر الاتّساق :
- توظيف الرّوابط المنطقيّة : حروف العطف و الجرّ : الواو, الباء ، على ، من , في :
- الضّمائر المتّصلة هي الأمور كما شاهدتها
- توظيف أساليب الشّرط : من سرّه زمن ساءته أزمان
- من الأساليب الإنشائيّة الواردة في النّصّ قول الشّاعر : ما شأن مُرسية : صيغته : استفهام مجازيّ غرضه التّحسّر
- المحسّن البديعيّ الوارد في مطلع القصيدة يتمثّل في التّصريع بين كلمتي ( نُقصان ، إنسان ) أثره احداث نغمة موسيقيّة تطرب لها الآذان
- الصّورة البيانيّة واردة في قول الشّاعر ( يذوب القلب ) حيث شبّه القلب بشيء متجمّد يذوب بفعل الحرارة ، حذف المشبّه به و ترك ما يعود عليه (يذوب على سبيل الاستعارة المكنيّة غرضها هو التّجسيد
- العامل المؤنّث في قول الشّاعر ( ساءته أزمان ) هو الفعل ( ساءت ) و هو مؤنّث وجوبا لأنّ فاعله اسم ظاهر جمع تكسير
- الإعراب :
إعراب مفردات :
الكلمة | إعرابها |
الدّارُ | بدل من اسم الإشارة مرفوع و علامة رفعه الضّمّة الظّاهرة على آخره . ( 0,25 ) |
عزاءَ | اسم " لا " النّافية للجنس ، مبنيّ على الفتح الظّاهر على آخره . ( 0,25 ) |
إعراب جمل :
الجملة | إعرابها |
ما شأن مرسية ؟ | جملة اسميّة استفهاميّة في محلّ نصب مفعول به ثان للفعل " اسأل " |
الدّهر يقظان | جملة جواب شّرط غير جازم لا محل لها من الاعراب . |
- المضمون
- ما طُلب توظيفه :
- اللّغة و الأسلوب
- علامات الوقف