اللغة و الفكر
ما هي اللغة ؟ ما علاقتها بالفكر؟ وما هي وظائفها ؟
اللغة في معناها العام: "كل جملة من الإشارات يمكن أن تكون وسيلة للاتصال" هذا التعريف جامح غير مانع، فهو لم يمنع دخول الإشارات التي تصدر عن الحيوانات في حين أن الفرق بينهما جوهري ويظهر فيما يلي :
إذا التعريف العام ناقص ويجب أن نضيف له القدرة على إنشاء هذه الإشارات والقصد إلى استعمالها، ومنه نستنتج أن اللغة خاصية إنسانية.
مما سبق نستنتج أن اللغة هي نسق رمزي يحمل معنى ودلالة.
فما هو الرمز وما هي الدلالة، وما هي العلاقة بينهما ؟
هل هي علاقة ضرورية أم علاقة تحكمية ؟
الرمز هو الإشارة والدلالة هي المشار إليه
بمعنى أن اللفظ يطابق ما يدل عليه في العالم الخارجي (الدلالة الطبيعية) وهذا الرأي قائم على أساس فكر محاكاة (تقليد ) الإنسان لأصوات طبيعية وهذا ما ذهب إليه قديما أفلاطون Platonودافع عنه بعض المعاصرين، محاولين إثبات الرابط الوثيق بين الدال والمدلول.
لكن هذه الأطروحة محل نقد كبير، إذ لو كانت العلاقة بين الدال والمدلول ضرورية لما وجدنا للشيء الواحد عدة ألفاظ وفي اللغة الواحدة.
(تعسفية-تحكمية) وهذا موقف معظم علماء اللغة المعاصرة، حيث يذهبون إلى أنه لا توجد ضرورة ذاتية بين الدال والمدلول (أي الإشارة والمشار إليه) بل العلاقة تحكمية، تعسفية، فالطاولة مثلا كان يمكن تسميتها بابًا أو شيئا آخرـ وكلمة أخت هي تتابع لثلاثة أصوات أ.خ.ت ويُعبَّر عنها في الفرنسية بتتابع اصوات أخرى هي soeur وفي الانجليزية أيضا sister، فلو كانت العلاقة ضرورية لما اختلفت الأصوات ولما تعددت اللغات.
اللغة نسق رمزي ترتبط فيه الألفاظ بمدلولاتها ارتباطا تحكميا أكده الاستعمال والشيوع.