في العلوم التجريبية و العلوم البيولوجية
إذا كانت التجربة هي المقياس للعلم، فهل العلوم التجريبية صارمة في تطبيقها المنهج التجريبي وهل يمكن تطبيقه في المادة الحية دون مخاطرة؟
إن الاهتمام الدقيق بالمنهج التجريبي لم يبدأ إلا في القرن 17م حيث وضع ف.بيكون F.Bacon أسسه في كتابه "الأورغانون الجديد" فاهتم به الكثير من الفلاسفة والعلماء بعد ذلك مثل ج.س.مل.J.S.Mill وكلود برنارد C.Barnard
تبحث في خصائص المادة الجامدة (حركتها، تغيرها، الطاقات الصادرة عنها والظواهر المتصلة بها كالضوء والحرارة والصوت.... الخ).
وتدرس التركيب الكيميائي للمادة.
وتدرس المادة الحية وظواهرها المختلفة (النبات، الحيوان والانسان).
الملاحظة، الفرضية، التجريب.
تعتبر التجربة هي الخطوة الأخيرة والحاسمة والتي تتوج مسار المنهاج العلمي وتسمح بتفسير الظاهرة الملاحظة والكشف عن العلاقات السببية التي تربط الوقائع وبالتالي يؤهله هذا للتحكم في الظواهر والسيطرة عليها وتسخيرها لصالح الانسان.
فإذا كانت التجربة هي مقياس العلم فهل يمكن استعمالها في جميع العلوم تتشكل التجربة حسب طبيعة الموضوع:
إن التجربة في مفهومها العلمي تنمو وتتقولب مع طبيعة الموضوع ومن ذلك فإن اجراءها لا يتيسر في كثير من العلوم. ففي علم الفلك الذي يدرس حركة الأفلاك والكواكب فإن الفلكي لا يستطيع أن يحدث مثلا كسوفا وخسوفا متى شاء حتى يتحقق من بعض الفرضيات، وفي الجيولوجي التي تدرس تاريخ تكوين الطبقات الأرضية، يتعذر إقامة التجربة، وكذلك بالنسبة للفيزيولوجيا التي تتناول كموضوع لها وظائف الأعضاء حيث يقتصر العالم على مراقبة ضعف أو انعدام بعض الوظائف عند المرض ولا يمكن اجراءها على الأصحاء لاعتبارات إنسانية وأخلاقية محضة لذا يعوض بالتجريب على الحيوانات. لكن التجربة متيسرة في علوم أخرى خاصة التي تدرس المادة الجامدة، فهي ممكنة في الفيزياء والكيمياء إلا أنها واجهت صعوبات كثيرة في المادة الحية نظرا لخصائصها، وهذا ما يفسر تأخر البيولوجيا في الظهور إلى غاية القرن 19م حيث كانت البداية في مدرسة باريس على يد الطبيبان بيشا وبروشا Bichat et Broussais ثم جاء كلود برنارد C.Bernard وطور طريقة الدراسة فيها حيث وضع أصولها في كتابه "المدخل إلى الطب التجريبي". وقد واجهت دراسة المادة الحية عدة صعوبات منها:
- صعوبة دراسة الوظائف الحيوية أثناء جريانها.
- تداخل وتشابك الأعضاء في تركيبها ووظائفها.
- صعوبة التشريح على الأحياء.
بالإضافة إلى صعوبات أخرى ذات طابع ديني وأخلاقي، غير أن الباحثين تمكنوا من تجاوز هذه الصعوبات وذلك باختراع الكثير من الأساليب والوسائل والأجهزة التقنية، كالمجاهر والتصوير بمختلف الأشعة والكواشف...الخ
هل يبحث العلم الحديث عن العلل أم عن القوانين؟
إن السبب في نظر الفلاسفة خاصة القدماء هو القوة الفاعلة أي المحدثة لشيء ما. فنحن عندما نقول إن الظاهرة أ هي سبب الظاهرة ب فنعني أن ب لا توجد إلا بوجود أ، غير أنهم ليسوا متفقين حول طبيعة العلاقة السببية، فأبو حامد الغزالي يرى أن الظواهر لا تُحدث ولا توجد بعضها فهو يقول: "إن المشاهدة تدل على الحصول عندها، ولا تدل على الحصول بها" أي أننا نرى تعاقب الظواهر وليس لدينا دليلا على أن الحوادث تحدث نتيجة لتأثير بعضها في بعضها الآخر، إذا لا يوجد اقتران ضروري بين الحوادث.
لكن العلم الحديث لا يطرح على نفسه هذا السؤال (لماذا) فهو لم يعد يبحث عن العلل البعيدة والقوى الميتافيزيقية المحدثة للظواهر بل أصبح يبحث في الكيفية التي تقع بها الحوادث ونظامها الخاص الذي يمكن صياغته والتعبير عنه في قالب رياضي دقيق. وفي هذا يقول نيوتن: "ينبغي للعلم أن يكتفي بالبحث عن القوانين لأن التجربة لا تستطيع أن تثبت سوى القوانين؟" وبهذا فإن العلم اليوم هدفه اكتشاف العلاقات الضرورية الثابتة بين الظواهر وهذا ما يسمى بالقانون العلمي.
فهل تدل القوانين العلمية على خضوع الكون كله لنظام ثابت غير قابل للتغير؟ اختلف فلاسفة العلوم حول هذه النقطة. ففي الوقت الذي يرى فيه البعض أن نظام الكون ثابت غير قابل للتغيير أمثال كلود برنارد، لابلاص وعليه فإن نفس الشروط تؤدي دائما إلى نفس النتائج يرى البعض الآخر منهم هايزنبارغ Heisenberg أن التفسير الحتمي لا يصح على مستوى الفيزياء الذرية أي الميكرو فيزياء بل يصح فقط في مجال الماكر وفيزياء.
- إختبارات
- 13
- الأجوبة الصحيحة
- False
- الأجوبة الخاطئة
- False
- مجموع النقاط
- False
المراتب الخمس الأولى في Quiz
- Mailis Belhocine
- 200 نقطة
- imene zitouni
- 144 نقطة
- Farouk Lalou
- 121 نقطة
- nadia belkadi
- 104 نقطة
- oussama khaled
- 15 نقطة
- La Kano Sohibe
- 0 نقطة