إشكالية التقدم والتخلف
ينقسم العالم اقتصاديا إلى قسمين شمالي متقدم وجنوبي متخلف فاختلفت التفاسير والتحاليل حول ظاهرتي التقدم والتخلف وأسبابها ومظاهرها.
هو مصطلح ينطلق على وضعية اقتصادية متطورة تنعكس على الحياة الاجتماعية والثقافية ومن ملامحها التطور التكنولوجي والصناعي وضخامة الإنتاج الزراعي، وارتفاع الدخل الفردي والقومي ومستوى أعلى للخدمات الصحية ومستوى المعيشة.
هو مصطلح ينطلق على وضعية اقتصادية واجتماعية سيئة يدل عليها التخلف المادي والتكنولوجي وعدم مسايرة الركب الحضاري والعجز على تحقيق الاكتفاء الذاتي، ويرجع التخلف إلى السياسة الاستعمارية القائمة على نهت ثروات العالم المتخلف.
وضع خبراء المنظمات الاقتصادية الدولية وكبار المفكرين في علم الاقتصاد والاجتماع مجموعة من المعايير الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لتصنيف العالمين إلى متقدم ومتخلف.
تعد من أهم الأسس المستعملة في عملية التحديد والتصنيف وتتميز بتعدد مجالاتها منها:
- حجم الدخل الوطني الخام PNB، هو مجموعة قيمة السلع المنتجة داخل وخارج الوطن فهو مرتفع في الدول المتقدمة ومنخفض في الدول المتخلفة.
- الناتج الداخلي الخام: PIB يعني الثروة المنتجة داخل البلاد فقط من طرف الفئات، الشغيلة كمؤشر يمكن من قياس الثروة.
- الدخل الفردي: هو حاصل قسمة الدخل المحلي الخام PIB على عدد السكان في سنة هيئة، فهو مرتفع في البلدان المتقدمة ومنخفض في البلدان المتخلفة.
- حجم المبادلات التجارية (الصادرات والواردات): يبين ضخامة الإنتاج والاستهلاك وفرة رؤوس الأموال، وفرة وسائل النقل والمواصلات بالنسبة للدول المتقدمة والعكس في الدول المتخلفة.
- نسبة المواد المصنعة المصدرة: تشكل مجمل صادرات الدول المتقدمة كالسيارات وأجهزة الكمبيوتر.
أما صادرات البلدان المتخلفة قائمة على تصدير المواد الأولية الطاقوية (البترول والغاز) والمعدنية كالحديد والفوسفات والزنك والرصاص والنباتية، كالخشب والمطاط والمحاصيل النقدية (مثل : التبغ – البنجر السكري ...).
- كمية استهلاك المواد الأولية : يسيطر الشمال المتقدم على حجم الاستهلاك العالمي للمواد الأولية لكثرة مصانعه وشبكة مواصلاته.المعايير الاجتماعية: وتتمثل في :
- تقرير التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة ويتناول (الدخل الفردي، المخاطر الصحية، الصرف الصحي، والتغذية، وضعية المرأة والطفل...).
- الرعاية الصحية: تشمل تكوين الأطباء وبناء المستشفيات وإنتاج الأدوية، متوفرة في البلدان المتقدمة عكس الدول المتخلفة.
مستوى المعيشة: يتميز بالتفاوت (الاختلاف) بين الدول المتقدمة والدول المتخلفة وذلك مرتبط بالدخل الفردي فمثلا الفرد الواحد في البلدان المتقدمة يستهلك أكثر من 4000 حريرة عكس الفرد في البلدان المتخلفة يستهلك أقل من 2500 حريرة.
الاكتفاء الذاتي الغذائي: يساهم في إبراز فائض في الإنتاج الزراعي في البلدان المتخلفة، وسوء التغذية والمجاعة في البلدان المتخلفة.
ظاهرة الهجرة الداخلية والخارجية لدى الدول المتخلفة مقابل الاستقرار لدى الدول المتقدمة.
وتتمثل في :
- تقرير التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة ويتناول (الدخل الفردي، المخاطر الصحية، الصرف الصحي، والتغذية، وضعية المرأة والطفل...).
- الرعاية الصحية: تشمل تكوين الأطباء وبناء المستشفيات وإنتاج الأدوية، متوفرة في البلدان المتقدمة عكس الدول المتخلفة.
-
مستوى المعيشة: يتميز بالتفاوت (الاختلاف) بين الدول المتقدمة والدول المتخلفة وذلك مرتبط بالدخل الفردي فمثلا الفرد الواحد في البلدان المتقدمة يستهلك أكثر من 4000 حريرة عكس الفرد في البلدان المتخلفة يستهلك أقل من 2500 حريرة.
الاكتفاء الذاتي الغذائي: يساهم في إبراز فائض في الإنتاج الزراعي في البلدان المتخلفة، وسوء التغذية والمجاعة في البلدان المتخلفة.
ظاهرة الهجرة الداخلية والخارجية لدى الدول المتخلفة مقابل الاستقرار لدى الدول المتقدمة.
تتناول جملة من المؤشرات هي :
- متوسط العمر ومعدل الحياة: يكسف ارتفاعه مستوى الرعاية الصحية وقوة الدخل الفردي والقدرة الشرائية.
- الزيادة الطبيعية: تتميز بارتفاعها في البلدان المتخلفة
- نسبة الولادات والوفيات ومعدل الإنجاب.
تعد هي الأخرى من أهم المقاييس المعتمدة في التصنيف منها:
- عدد مستخدمي شبكة الانترنت: فهو يكشف عن القدرة الشرائية ومدى ارتفاعها المستوى التعليمي والثقافي، وعدد الكتب المنشورة سنويا.
- نسبة التعلـم: كشف تقرير منظمة اليونسكو في 2006 أن نسبة التعلم في العالم المتقدم قدرت بـ 98,9 %، مقابل 77% في العالم المتخلف، ويعكس التعلم ظاهرة الأمية المنتشرة في الدول المتخلفة والتي مست مليار نسمة حسب اليونسكو، في وقتنا الحاضر لا تعني الأمية عدم معرفة القراءة والكتابة وإنما هي عدم التحكم في الكمبيوتر والإعلام الآلي.
- هو في صالح الدول المتقدمة إذ تسيطر على 90% من الأرصدة العلمية والأبحاث مثلا الولايات الأمريكية المتحدة تملك أكثر من 195 ألف باحث.
- نسب التسرب المدرسي: إن نسب التمدرس تصل إلى 99% لأطفال الدول المتقدمة مقابل 60% في الدول المتخلفة.
- المراكز العلمية والثقافية والإرصادات العلمية والثقافية تتمركز في البلدان المتقدمة.
- الهيئة الاستعمارية واستغلال الدول الأوروبية لثروات شعوب العالم المتخلف .
- تحكم الدول المتقدمة في التكنولوجيا، وتشجيع البحث العلمي عكس العالم المتخلف.
- تحكم الدول المتقدمة في المؤسسات المالية: صندوق النقد الدولي والبنك العالمي للإنشاء والتعمير.
- الاستقرار السياسي في الشمال وانعدامه في الجنوب.
- النمو الديمغرافي في الجنوب عكس الشمال.
- التحكم في رؤوس الأموال وامتلاك شبكة من المواصلات في الشمال عكس الجنوب.
- تبعية الدول المتخلفة اقتصاديا وسياسيا وثقافيا للعالم المتقدم.
تتمثل فيما يلي :
- العالم المتقدم ينتج 90% من الإنتاج الصناعي العالمي، بينما العالم المتخلف ينتج 10%.
- العالم المتقدم ينتج 65% من الإنتاج الزراعي عكس العالم المتخلف 35%.
- العالم المتقدم يساهم بـ70% من المبادلات التجارية عكس العالم المتخلف 10%.
تتمثل فيما يلي :
- التوازن بين السكان والإنتاج المتقدم عكس الجنوب.
- ارتفاع المستوى الصحي في الشمال عكس الجنوب.
: لقد وضعت حلول للخروج من دائرة التخلف في المؤتمر الرابع المنعقد بالجزائر 1973 لدول حرية عدم الانحياز، والمتمثلة في :
- إقامة نظام اقتصادي دولي جديد مبني على العدل والمساواة.
- استغلال الثروات الطبيعية استغلال عقلانيا.
- الاهتمام يد عاملة في مؤسسات خاصة من أجل صنع التكنولوجيا.
- إيجاد حلول للمديونية.
- فتح الحوار بين الشمال والجنوب.
- التعاون جنوب – جنوب.
هو مجموعة الدول الواقعة شمال دائرتي عرض 30° شمالا بالنسبة لأمر و35° شمالا في أوروبا الغربية والوسطى والشرقية وروسيا واليابان والصين إضافة إلى نيوزيلندا، استراليا، إفريقيا الواقعة جنوبا فالتقسيم اقتصادي وليس جغرافي.
يطلق على دول العالم الواقعة جنوب دائرتي عرض 30° شمالا في أمريكا و35° شمالا في أوروبا وآسيا وعددها يتجاوز 113 دولة.
تعد الدول المتقدمة سبب في تخلف دول الجنوب كما تبقى مدينة للدول المتخلفة في تقدمها.
كما تعد انقسام العالم إلى شمال متقدم وجنوب متخلف أكثر خطورة من الحرب الباردة.