بروز الصراع و تشكل العالم (صراع الثنائية القطبية)
بنهاية الحرب العالمية الثانية 1945م، انتقلت موازين القوى من أوروبا إلى قوتين جديدتين قوة شيوعية اشتراكية بقيادة الاتحاد السوفياتي وقوة رأسمالية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية مما أدخل العالم في صراع الحرب الباردة (صراع الثنائية القطبية).
- فما هي معايير تشكل العالم؟
- ما هي استراتيجية كل معسكر؟ وبماذا تميزت العلاقات بينهما؟
بنهاية الحرب العالمية الثانية تراجع الاستعمار التقليدي (فرنسا - بريطانيا) وظهرت قوتين جديدتين هما الاتحاد السوفياتي الذي كان مفتخرا بجيشه (الجيش الأحمر) والانتصارات التي حققها ضد ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر نفسها أنها هي التي أنقذت الحلفاء من الخطر النازي (الألماني) وخرجت كأكبر قوة اقتصادية ومادية.
وبالتالي نهاية التحالف بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية الذي كان تحالفا ظرفيا أملته ظروف الحرب وعودة الخلاف بينهما (حلفاء الأمس) لأن كل منهما تعتبر نفسها زعيمة على العالم وكل منهما تريد فرض مذهبها على جميع الشعوب مما جعل أوروبا والعالم ينقسمان على أساس إيديولوجي (فكري).
وأثناء كل هذا تظهر هيئة الأمم المتحدة في 24 أكتوبر 1945 لتسيير وتنظيم العلاقات الدولية ومنح حق (الفيتو - VETO) للدول الكبرى. (أنظر جزء المصطلحات)
بعد الحرب العالمية الثانية ظهر النظام النقدي العالمي خاصة بعد توقيع معاهدة بروتن وودز في 01 جويلية 1944 والتي مهدت لظهور مؤسسات نقدية ومالية جديدة مثل صندوق النقد الدولي كما تطورت الرأسمالية التي أصبحت تتحكم في العلاقات الاقتصادية العالمية بعد الحرب وفي نفس الوقت كان المعسكر الشرقي يعمل بالاقتصاد الموجه (الاشتراكية) أي أن جميع وسائل الإنتاج تملكها الدولة، أما أهم معيارا اقتصاديا هو الاستفادة المادية الكبرى للولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب إذ أصبحت تمتلك 80% من الذهب العالمي كما عرف اقتصادها انتعاشا كبيرا لأنها كانت الممون الرئيسي للحلفاء أثناء الحرب وحقق ميزانها التجاري فائضا (11 مليار دولار) وأصبحت عملتها الدولار الأكثر انتشارا.
تحسن المستوى المعيشي في أوروبا خاصة بعد إعادة بناء اقتصادها بالرغم من ضخامة الحصيلة البشرية للحرب بحوالي 55 مليون قتيل إضافة إلى المشردين واليتامى وكذا دمار البني التحتية من عمران ومنشآت وجسور ومصانع مما سهل انتشار الشيوعية في أوروبا الشرقية وكرس انقسام العالم إلى قسمين، وبالمقابل نجد رفاهية في المجتمع الأمريكي بفعل الازدهار الاقتصادي والاستفادة المادية للولايات المتحدة الأمريكية من الحرب خاصة وأن أراضيها كانت بعيدة عن مسرح الحرب (الحرب كانت في أوروبا).
تطور السلاح كثيرا أثناء الحرب العالمية II خاصة بعد تفجير القنبلة النووية في اليابان على هيروشيما ونازاكي 06 و09 أوت 1945، وكذلك استمر التطور بعد الحرب، وأثناء الحرب الباردة زاد السباق نحو التسلح بطريقة تنافسية محمومة إضافة إلى التطور اللامحدود في تكنولوجيا الاتصال مما زاد من شدة الصراع بين المعسكرين.
نتيجة للاختلاف الإيديولوجي (اختلاف الأفكار) بين الولايات المتحدة و الاتحاد السوفياتي فقد تميزت العلاقات بينهما بالعداء والتوتر الحاد الذي ظهر في صراع الحرب الباردة خاصة بعد نهاية الحرب العالمية II وأصبح كل طرف يبحث عن مناطق النفوذ لكسب أكبر عدد ممكن من الحلفاء ولنشر أفكاره (مذهبه) وضرب على أوروبا ستارا حديديا كما عبر رئيس وزراء بريطانيا "ونستون تشرشل" (أنظر جزء المصطلحات وأيضا جزء الشخصيات) للتعبير عن الانقسام الحاصل في أوروبا والعالم ككل بين الرأسمالية والشيوعية، وسياسة ملء الفراغ التي جاء بها الرئيس الأمريكي "إيزنهاور" (أنظر جزء المصطلحات).
قامت الولايات المتحدة بتقديم مساعدات اقتصادية (مادية) لكل من تركيا واليونان بقيمة 400 مليون دولار في إطار مبدأ ترومان وأيضا مساعدات بقيمة 12 مليار دولار في إطار مشروع مارشال لكل دول أوروبا بدون استثناء بما فيها أوروبا الشرقية والاتحاد السوفياتي لكن هذا الأخير رفض هذا المشروع وضغط على دول أوروبا الشرقية لكي ترفضه أيضا.
بالإضافة إلى مشروع ايزنهاور نسبة إلى الرئيس الأمريكي والذي تضمن مساعدات مادية لدول الشرق الأوسط بقيمة 200 مليون دولار.
كل تعريفات المشاريع والشخصيات موجودة في جزء المصطلحات والشخصيات.
طبقت الولايات المتحدة الأمريكية سياسة الاحتواء والتي تجنبت فيها مواجهة الاتحاد السوفياتي عسكريا والاكتفاء بالضغط عليه اقتصاديا – دبلوماسيا ومخابراتيا.
وبعد فشل هذه السياسة اتبعت الولايات المتحدة الأمريكية سياسة التطويق أي العزلة والحصار هدفها محاصرة الشيوعية بسلسلة من الآحلاف العسكرية أهمها حلف شمال الأطلسي NATO إلى جانب الحصار الاقتصادي.
استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حقها في الفيتو VETO في مجلس الأمن لمنع صدور القرارات المعارضة لمصالحها ومصالح حلفائها.
أنشأت الولايات المتحدة الأمريكية ثلاثة أحلاف عسكرية وهي حلف شمال الأطلسي، حلف جنوب شرق آسيا وحلف بغداد، (تعاريفها في جزء المصطلحات) وهدفها محاصرة المد الشيوعي السوفياتي ومنعه من الوصول إلى أوروبا الغربية وجنوب شرق آسيا ومنطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى امتلاكها لقواعد عسكرية خارج بلدانها في إطار السباق نحو التسلح لتحقيق التفوق العسكري وامتلاك أسلحة الدمار الشامل لبث الرعب (الخوف) في صفوف المعسكر الآخر وهذا باكتسابها لصواريخ برؤوس نووية بلغت حوالي 24 ألف صاروخ في نهاية الثمانينات.
أسست الولايات المتحدة الأمريكية في 26 جويلية 1947 (عهد ترومان) وكالة المخابرات المركزية "CIA" Central Intelligence Agency ، لمعرفة أسرار العدو ونقاط ضعفه وحتى سرقة معلومات عسكرية عنه خاصة فيما يتعلق بالسلاح.
استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية، وسائل الإعلام المتوفرة، آنذاك خاصة في الخمسينات والستينات أهمها الإذاعة التي كانت توجه بثها نحو الاتحاد السوفياتي، كما استخدمت الكتب المدرسية لتلقين التلاميذ الأفكار الرأسمالية وجعلهم يكرهون الشيوعية وأصحابها بالإضافة إلى السينما، حيث أنتجت شركة "هوليود" أفلاما في الثمانينات تضخم الإنجازات الأمريكية وتشوه صورة الاتحاد السوفياتي وحلفائه
قام الاتحاد السوفياتي بتأسيس مكتب الكوميكون COMECON، 25/01/1949 (موجود في المصطلحات) كرد فعل سوفياتي على مشروع مارشال يضم دول أوروبا الشرقية مع الاتحاد السوفياتي يهدف إلى تحقيق تنمية للدول الأعضاء في مجالات الزراعة والصناعة والنقل، مثل مساعدة كوبا اقتصاديا.
أصدر أحد كبار قادة الحزب الشيوعي (أندري جدانوف) في 22 سبتمبر 1947 مبدأ جدانوف والذي أشار فيه أن العالم منقسم إلى قسمين امبريالي استعماري رأسمالي وهو غير ديمقراطي ومعسكر شيوعي يحب السلام ويعادي الاستعمار، كما أسس الاتحاد السوفياتي مكتب الكومنفورم في 05 أكتوبر 1947 وهو مكتب الإعلام الشيوعي يدعو إلى دعم الشيوعية في العالم وهذا بمراقبة التطور الحزبي للشيوعية ومهمته التنسيق بين الأحزاب الشيوعية في العالم وتقديم الدعم اللازم لها.
أسس الاتحاد السوفياتي حلف وارسو VARSOVIE في 14 ماي 1955 وهذا في بولونيا كرد فعل على تأسيس الأحلاف الغربية. الهدف منه هو مواجهة الحصار السياسي والاقتصادي والعسكري المفروض عليها والدفاع المشترك ضد أي هجوم محتمل وكان يضم: الاتحاد السوفياتي – تشيكوسلوفاكيا – المجر- بولونيا- بلغاريا – ألبانيا – يوغسلافيا – ألمانيا الشرقية.
بالإضافة إلى تبني سياسة التسلح بامتلاك أسلحة الدمار الشامل والعمل على تطوير ترسانته العسكرية.
أسس الاتحاد السوفياتي "لجنة أمن الدولة" وكالة مخابرات K.G.B، وهذا في 13 مارس 1954 لنفس أهداف الولايات المتحدة الأمريكية، وهي التجسس على العدو ومعرفة نقاط ضعفه وسرقة أسراره العسكرية.
استخدم الاتحاد السوفياتي الكتب المدرسية ووسائل الإعلام خاصة الإذاعة (صوت موسكو) في بداية الخمسينات والتي كان بثها يصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهذا لهدف واحد هو تشويه صورة النظام الرأسمالي وتلميع صورة نظامه(الشيوعية).
اتخذ الاتحاد السوفياتي من تدعيم وتأييد الحركات التحررية في العالم استراتيجية خاصة به ليس حبا في الحركات التحررية وإنما كرها في المعسكر الرأسمالي لأن المستعمرات خاضعة لدول رأسمالية هذه الأخيرة التي تستغل ثروات وإمكانيات هذه المستعمرات خدمة لاقتصادها، مثل تدعيم الاتحاد السوفياتي للثورة الفيتنامية 1946-1954 والثورة الجزائرية وصد العدوان الثلاثي على مصر في 29 أكتوبر 1956.
الحلف الأطلسي | حلــف وارســـو | الكوميكـــون |
الولايات المتحدة الأمريكية بريطانيا، هولندا، بلجيكا، لوكسمبورغ، النرويج، الدانمارك، إيطاليا، البرتغال، ايسلندا، فرنسا، تركياـ اليونان، ألمانيا الغربية، اسبانيا | الاتحاد السوفياتي، بولونيا (بولندا) تشيكوسلوفاكيا، المجر (هنغاريا) بلغاريا، ألبانيا ، ألمانيا الشرقية |
الاتحاد السوفياتي، بلغاريا، بولونيا تشيكوسلوفاكيا، رومانيا، المجر ألبانيا ، ألمانيا الشرقية ، منغوليا كوبا ، الفيتنام. |
حلــف جنول شــرق آسيـــا |
حلف بغداد المركـــزي |
الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، فرنسا، زيلندة الجديدة، استراليا، الفليبين، تايلاند الباكستان |
بريطانيا، العراق (انسحبت في 1958)، إيرانّ، الباكستان، تركيا
|
- إختبارات
- 10
- الأجوبة الصحيحة
- False
- الأجوبة الخاطئة
- False
- مجموع النقاط
- False
المراتب الخمس الأولى في Quiz
- mohamed bensalem
- 240 نقطة
- ibtissem sahraoui
- 240 نقطة
- mehdi maouchi
- 220 نقطة
- oussama Bmd
- 217 نقطة
- zakaria sifodil
- 200 نقطة
- أميمة بوعوني
- 200 نقطة
- kenza azizi
- 200 نقطة
- عبد الحق بلخيري
- 200 نقطة
- ismahene boukhili
- 200 نقطة
- brahim tioura
- 200 نقطة