استعادة السيــادة الوطنــية وبنـــاء الدولـــة الجزائرية
ترجم الشعب الجزائري رفضه للوجود الاستعماري في مقاومات مسلحة وسياسية ثم جاءت الثورة المسلحة التي أرغمت فرنسا على التفاوض والاعتراف بكيان واستقلال الجزائر في 1962.
- فما هي ظروف قيام الدولة الجزائرية؟
- وما هي التطورات السياسية التي عرفتها ؟
كانت المرحلة الانتقالية من 18 مارس إلى 25 سبتمبر 1962 حافلة بالأحداث إذ تم التوقيع على اتفاقيات إيفيان في 18 مارس والإعلان عن وقف إطلاق النار في 19 مارس وتكوين لجنة تنفيذية مؤقتة تسير البلاد تحل محل السلطات الاستعمارية وتحضر لتنظيم استفتاء تقرير المصير وكانت اللجنة برئاسة "عبد الرحمن فارس" (أنظر الشخصيات)، في الوقت الذي ازداد فيه نشاط وإرهاب منظمة الجيش السري L’O.A.S لإبطال وقف إطلاق النار وتوقيف الاستفتاء.
نظم الاستفتاء يوم 01 جويلية 1962 وعبر الشعب بـ (نعم) للاستقلال بنسبة 99.7 % وبعد الإعلان عن نتائج الاستفتاء يوم 03 جويلية 1962، وجه الجنرال "شارل ديغول " رسالة إلى "عبد الرحمن فارس" رئيس الهيئة التنفيذية المؤقتة كان نصها: نظرا للنتائج التي أسفر عنها استفتاء تقرير المصير فإن الصلاحيات الخاصة بالمقاطعات الفرنسية السابقة في الجزائر تحولت ابتداءا من اليوم إلى الهيئة التنفيذية المؤقتة للدولة الجزائرية.
وقررت الحكومة المؤقتة الاحتفال بالاستقلال يوم 05 جويلية 1962 ليكون مقابلا ليوم 05 جويلية 1830 يوم توقيع الداي حسين معاهدة الاستسلام مع قائد الحملة الفرنسية "دي بورمون".
بعدها تأسست الجمعية التأسيسية برئاسة فرحات عباس والتي اجتمعت يوم 25 سبتمبر 1962، وأعلنت قيام الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وتوقيف الحكومة المؤقتة وتم انتخاب أحمد بن بلة كأول رئيس للجزائر المستقلة في 29 سبتمبر 1962.
ما بين 27 ماي – 02 جوان 1962، عقد المجلس الوطني للثورة الجزائرية C.N.R.A، مؤتمرا بمدينة طرابلس الليبية حضرته الحكومة المؤقتة وقادة الثورة مدنيين وعسكريين وناقشوا برنامج يحدد معالم النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي لجزائر الاستقلال وتتمثل نقاط هذا البرنامج والتي وردت في ميثاق طرابلس فيما يلي :
تقرر بناء دولة عصرية ديمقراطية يسيرها حزب واحد وهو جبهة التحرير الوطني مع ضرورة دعم حركات التحرر أينما وجدت ومحاربة الاستعمار بكل أشكاله والسعي إلى تجسيد الوحدة مع الدول المغاربية والدول الإفريقية.
قرر المؤتمرين بناء اقتصاد قوي وهذا بتطبيق الأسلوب الاشتراكي ومحاربة الاحتكار وتبني سياسة المخططات الإنمائية (انظر المصطلحات) وضرورة مراجعة العلاقات الاقتصادية مع الخارج بالأخص مع فرنسا وإعطاء اهتمام كبير للريف الجزائري (الزراعة) ووضع قاعدة صناعية للبلاد (التنمية الشاملة).
التأكيد على رفع المستوى المعيشي للجزائريين ومحاربة البطالة والأمية وتحسين الصحة وتوفير السكن وإعطاء اللغة العربية مكانتها والمحافظة على كل المقومات والقيم التي لها علاقة بالهوية الوطنية.
تعاقب على حكم الجزائر في هذه المرحلة ثلاث رؤساء وهم: أحمد بن بلة – هواري بومدين والشاذلي بن جديد: (أنظر جزء الشخصيات).
بدأت فترة حكمه في 29 سبتمبر 1962 عندما انتخب كأول رئيس حكومة للجزائر المستقلة ثم أصبح رئيسا للجمهورية في 15 أكتوبر 1963 وتميز حكم بن بلة بإصدار أول دستور للجزائر في 1963 وتطبيق سياسة الحزب الواحد والذي كان يترأسه، تَواجه بن بلة مع المعارضة خاصة مع "بوضياف" و "حسين آيت أحمد " خاصة وأنه جمع عدة صلاحيات ومهام في يده.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الرئيس حكم دولة فتية حديثة الاستقلال بخزينة فارغة لا تكفي لأكثر من أسبوع وجامعة واحدة و 120 طبيب وصيدلية لكل الجزائر، هي فعلا تحديات صعبة بالإضافة إلى التحديات الخارجية، وعموما فإنه يصعب الحكم على هذه الفترة من تاريخ الجزائر بالسلب أو الإيجاب نظرا للفترة القصيرة التي حكم فيها "بن بلة" إذ يقوم "هواري بومدين "بالانقلاب عليه يوم 19 جوان 1965 وإزاحته عن الحكم.
كان هواري بومدين في حكومة بن بلة في منصب وزير الدفاع وفي يوم 19 جوان 1965 قاد انقلابا عسكريا ضده سماه بـ "التصحيح الثوري" وشكل حكومة برئاسته في جويلية 1965 وتميزت فترة حكمه بإلغاء دستور 1963 وتشكيل مجلس الثورة من 25 عضوا من بينهم الشاذلي بن جديد، عبد العزيز بوتفليقة، الطاهر الزبيري وأحمد مدغري، شريف بلقاسم واحتفظ بمنصب وزير الدفاع. داخليا طبق مبدأ السياسة التنموية لكافة القطاعات وركز على الإصلاح الزراعي في الريف كما طبق سياسة التأميمات خاصة تأميم المحروقات في 1971 واستمر في سيادة الحزب الواحد مع إصدار دستور 1976. خارجيا أعاد النظر في علاقات الجزائر مع فرنسا واقترب كثيرا من الاتحاد السوفياتي، واحتضنت الجزائر في عهده عدة مؤتمرات أهمها المؤتمر الرابع لحركة عدم الانحياز 1973 وقام بتدعيم المقاومة الفلسطينية من خلال قمة دول الرفض العربي في 1978، يُتوفى هواري بومدين في 27 ديسمبر 1978 لتدخل مرحلة جديدة في تاريخ الجزائر وهي مرحلة الشاذلي بن جديد.
بعد وفاة بومدين عرفت الجزائر ولفترة مؤقتة حكم رابح بيطاط على أساس أنه رئيس المجلس الشعبي الوطني في انتظار رئيس جديد وكان مرشح حزب جبهة التحرير الوطني هو الشاذلي بن جديد الرجل العسكري الذي حمل رتبة عقيد Colonel في عهد هواري بومدين كأعلى رتبة عسكرية آنذاك وأصبح الشاذلي رئيسا للجمهورية منذ 07 فيفري 1979وعهدة ثانية في 12 جانفي 1984، وثالثة في 22 ديسمبر 1988 ويجدر ذكر أنه تم إلغاء مجلس الثورة (الذي شكله بومدين). عرفت فترة حكم الشاذلي أزمة اقتصادية عالمية 1986 أثرت على الجزائر سلبا خاصة مع انخفاض أسعار البترول، فانفجرت الأوضاع وحدث غليان شعبي مثلته مظاهرات 08 أكتوبر 1988 وتحولت إلى أحداث عنيفة سببها تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للشعب وهذا ما جعل الرئيس الشاذلي يعلن عن إصلاحات جذرية يحميها دستور جديد وهو دستور 23 فيفري 1989، والذي تخلى عن الاشتراكية كأسلوب اقتصادي واجتماعي وسمح بتعدد الأحزاب والجمعيات وإلغاء سياسة الحزب الواحد، استقال الشاذلي بن جديد من منصبه في 11 جانفي 1992، ليحدث الانقلاب الكبير في تاريخ الجزائر.
- إختبارات
- 10
- الأجوبة الصحيحة
- False
- الأجوبة الخاطئة
- False
- مجموع النقاط
- False
المراتب الخمس الأولى في Quiz
- عادل بوزيد
- 197 نقطة
- Hadid Ramzi
- 120 نقطة
- Lotfi Cherif
- 97 نقطة
- Farouk Lalou
- 80 نقطة
- Nada Nana
- 62 نقطة