iMadrassa

مكانة الجزائر في حوض البحر الأبيض المتوسط

الإشكالية:

إن انتماء موقع الجزائر إلى حوض البحر الأبيض المتوسط أكسبها الكثير من الخصائص المشتركة مع الدول الواقعة على الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط وأهلها أن تلعب دور مهم في تحقيق الشراكة الأوروبية.

I الخصائص المشتركة بين الجزائر ومنطقة البحر الأبيض المتوسط :
1 الخصائص الطبيعية:
  • الموقع الجغرافي والفلكي: يقع البحر الأبيض المتوسط في قلب العالم القديم، فهو يتوسط القارات الثلاث: إفريقيا، آسيا، وأوروبا، يحده من الشمال أوروبا الجنوبية ومن الشرق بلاد الشام ومن الجنوب إفريقيا ومن الغرب المحيط الأطلسي، ويقع فلكيا بين خطي طول 17° غربا و40° شرقا وبين دائرتي عرض 19° و 46° شمالا.
  • الشريط الساحلي: يبلغ طول الشريط الساحلي 46 ألف كم وبذلك تحتل المرتبة 03 عالميا، وأطول هذه السواحل هي سواحل اليونان بحيث تبلغ 13676كم وأصغرها هي سواحل موناكو بـ 4كم.
  • الامتداد: يمتد من الشرق إلى الغرب على مسافة 3860كم ومن الشمال إلى الجنوب على مسافة 1600كم.
  • المساحة: تقدر مساحة منطقة البحر الأبيض المتوسط بـ 5.1 مليون كم ²، وهو يضم آلاف الجزر منها 9141 جزيرة في  الأرخبيل اليوناني وتعد جزيرة "صقيلة" أكبر هذه الجزر مساحة بحيث تبلغ 25708كم ².
  • المسطحات المائية: يتصل البحر الأبيض المتوسط بعد مسطحات مائية وهي "البحر الأسود" و "بحر مرمرة" ويتصل البحر المتوسط بالبحر الأحمر عبر "قناة السويس" ويتصل بالمحيط الأطلسي عير مضيق "جبل طارق".
  • تشرف على البحر الأبيض المتوسط 22 دولة أكبرها الجزائر مساحتها 2.381.741كم².
  • التضاريس:  يتميز سطح منطقة البحر الأبيض المتوسط بحداثة التكوين فهي ترجع إلى الزمن الجيولوجي الثالث وهذا ما جعل المنطقة عرضة للكوارث الطبيعية كالزلزال مثل: زلزال الشلف 1980 وزلزال بومرداس 2003، والنشاط البركاني مثل بركان "إثنا"في اليونان، بركان "فيزوف" في إيطاليا، هناك وجود تشابه في طبيعة التضاريس بين القسم الجنوبي من أوروبا والقسم الشمالي من إفريقيا من المظاهر التضاريسية  سلسلة جبال الألب في الشمال، وتشكل الحاجز الشمالي للبحر الأبيض المتوسط بينما في الجنوب نجد سلسلة الأطلس في المغرب العربي الكبير والتي تشكل الحاجز الجنوبي.
    • تمتد سلسلة الألب من غرب أوربا إلى شرقها على مسافة 1400كم تغطي جزءا من شمال إسبانيا وجزء من جنوب شرق فرنسا، وشمال إيطاليا ومعظم سويسرا وجزء من جنوب ألمانيا ونجد أعلى قمة لجبال الألب بفرنسا والمتمثلة في قمة الجبل الأبيض Mont Blan بـ 4807م.
    • تتميز هذه المرتفعات بثلوجها وغطائها النباتي والثروة الحيوانية، ومن جهة أخرى فإنها تشكل عائقا أمام طرق المواصلات بين أوروبا الوسطى والجنوبية.
    • أما على الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط توجد سلسلة الأطلس التي تمتد من المغرب الأقصى إلى تونس تقف هي الأخرى كحاجز أمام المواصلات بين الشمال والجنوب.
    • ومن معابر الجبال الأطلسية في المغرب الأقصى تظهر مرتفعات الأطلس على شكل سلسلتين متوازيتين الأولى سلسلة تلية تشرف على الساحل الشمالي وتبدأ من جبال الريف في المغرب الأقصى ثم السلسلة التلية في الجزائر وتونس وهي متوسطة الارتفاع لا تتعدى 2000م.
    • تحتوي جبال الأطلس المغربية على جبال الأطلس الكبير، يبلغ ارتفاعه 4165م، وجبال الأطلس الأوسط ارتفاعه 3737م، والأطلس الصغير ارتفاعه 2359م، أما جبال هذه السلسلة في الجزائر تمثلها جبال القصور بارتفاع 2236م، وجبال العمور بارتفاع 2008م، وجبال أولاد نايل بارتفاع 1570م، وجبال الأوراس ارتفاع 2328م، وفي تونس تمثلها جبال الظهرة التي تنخفض إلى 1554م، أما في ليبيا تمثلها جبال طرابلس بارتفاع 968م، والجبل الأخضر بارتفاع 876م، وجبال لبنان في القسم الشرقي من حوض البحر المتوسط والتي ترفع إلى 2200م، وقد تصل إلى 3000م، وفي سوريا نجد جبال الامنوس وكرداغ في سوريا.
    • على السواحل الأفرو متوسطية تتشكل العديد من الخلجان.
    • أما في اليابس الجنوبي تتوغل عدة بحار منها، البحر الأسود وبحر إيجة وبحر الأدرياتيك، أما في شمال إفريقيا فتجد سواحلها تبدو مستقيمة.
  • السهول: نتيجة لتراكم الرواسب النهرية والثلجية تحولت المنخفضات والأودية بوسط وجنوب أوروبا مع الزمن إلى سهول واسعة تقع وسط السلاسل الجبلية ومن أهمها:
  • سهل المجر: هو حوض تحيط به الجبال من جميع الجهات ويخترقه نهر الدانوب.
  • سهل لمبارديا: بإيطاليا حولته رواسب نهر البو إلى سهل فيضي عظيم الفائدة أما في شمال المغرب العربي يوجد عدد من السهول يقع بعضها على السواحل والبعض الآخر في الداخل.
  • إن السهول الساحلية بالرغم من ضيق مساحتها فهي خصبة ترتفع بها الكثافة السكانية ففي الجزائر توجد سهول متيجة، وهران، عنابة، وفي المغرب الأقصى توجد سهول ملوية والدخلا والشاوية وفي تونس توجد سهول ماطر وبنزرت أما في ليبيا توجد سهول سرت وحفارة، وأما سوريا فتوجد سهول العلويين والاسكندرونة، أما في الداخل فتوجد سهول واسعة أهمها في الجزائر سهول تلمسان وسطيف وقسنطينة، وفي المغرب الأقصى توجد سهول فاس، ومراكش أما في تونس توجد سهول باجة وجندوية.
  • المناخ: يسود منطقة البحر المتوسط، المناخ المتوسطي الذي يتميز بصيف حار وجاف وبشتاء معتدل وممطر بحيث تختلف المنطقة من حيث كمية التساقط ودرجة الحرارة، بحيث يبلغ متوسط درجة الحرارة 16°، تتراوح كمية التساقط ما بين 800 ألف ملم و 1000ملم، ويعود هذا الاختلاف إلى عوامل منها الطبيعية كالتضاريس والموقع الفلكي والتيارات البحرية والرياح الجنوبية الغربية العكسية.
  • المجاري المائية: تتمثل في الأنهار أهمها في الضفة الشمالية نجد نهر الدانوب الذي يقطع كل من ألمانيا، النمساء، التشيك، والمجر، بلغاريا ورومانيا طوله 2850كم، ويصب في البحر الأسود ونهر الراين طوله 1350كم، الذي تصب فيه عدة روافد ويقطع كل من ألمانيا، فرنسا وهولندا، ويصب في بحر الشمال.
  • إضافة إلى نهر الرون طوله 812كم، بفرنسا ونهر البو طوله 652كم في إيطاليا ويصبان في البحر الأبيض المتوسط أما في الضفة الجنوبية فنجد في المغرب العربي عدة أنهار دائمة الجريان أهمها، نهر الشلف بالجزائر طوله 700كم، وفي المغرب الأقصى نجد نهر أم ربيع ونهر ملوية يصبان في البحر المتوسط وفي تونس توجد نهر مجردة وفي مصر يوجد نهر النيل طوله 6560كم.
  • الغطاء النباتي: يشمل الضفتين الشمالية والجنوبية للبحر الأبيض المتوسط أنواع كثيرة من الأشجار كالزان والصنوبر والزيتون والحوامض والفلين.
2 الخصائص البشرية:

ينتمي سكان منطقة البحر الأبيض المتوسط إلى السلالة القوقازية البيضاء المتواجدة في أوروبا وشمال إفريقيا وغرب آسيا.

  • بلغ عدد سكان منطقة البحر الأبيض المتوسط 200 مليون نسمة في 1950، وارتفاع إلى 360 مليون نسمة عام 1985 وإلى 455 مليون نسمة في 2005 و 458 مليون نسمة في 2007، ويرشح ليصل إلى 600 مليون نسمة عام 2025.
  • وفي مقدمة الدول الأكثر سكانا نجد مصر بـ 85 مليون نسمة وأضعفها إمارة موناكو بـ 32 ألف نسمة.
  • يقدر عدد سكان بلدان الضفة الشمالية حوالي 264 مليون نسمة عام 2006، وقدرت الكثافة بـ 106 نسمة في الكلم الواحد.
  • أما البلدان المشرفة على الضفة الجنوبية هي 08 بلدان بحيث بلغ عدد سكانها 181.5 مليون نسمة سنة 2006، وتنخفض بها الكثافة السكانية إلى 28 مليون نسمة في الكم²، وهي معظمها دول عربية مصنفة ضمن البلدان السائدة في طريق النمو.  
  • تعد منطقة شمال إفريقيا في طليعة المناطق الأكثر سكانا بالرغم من أن مدنها لا تقع على الشريط الساحلي مثل القاهرة، الدار البيضاء، باريس، مصر، مدريد، ميلانو، ولا يتجاوز عدد سكان سواحلها 150 مليون نسمة عام 2005، كما تقدر الكثافة السكانية في المدن المتوسطية كالجزائر، نابولي، روما، تونس، برشلونة بـ 65 نسمة في الكم ² عام 2007.
3 الخصائص الحضارية :

عرفت منطقة البحر الأبيض المتوسط حضارات عريقة كالحضارة اليونانية الفينيقية والرومانية والعربية الإسلامية الذي تعد مصدر ثراء ثقافي وحضاري.

  • تميزت المنطقة بعدم التجانس العرقي والديني واللغوي.
  • تجمع منطقة البحر الأبيض المتوسط بين الأديان السماوية الثلاثة: الإسلامية، المسيحية، اليهودية، وهي أهم لغاتها اللغة العربية التي يتحدث بها 191 مليون نسمة ثم تأتي اللغة اللاتينية.
  • يعد البحر الأبيض المتوسط أول وجهة سياحية في العالم، كما تشهد منطقة البحر المتوسط بروز ظاهرة انتقال السكان عبر الهجرة السرية من الضفة الجنوبية إلى الشمالية من أجل البحث عن فرص العمل أو الدراسة.
II علاقة الجزائر بالضفة الشمالية للبحر المتوسط:

تسعى الجزائر إلى توسيع علاقاتها الاقتصادية وإقامة علاقات مع الدول الأوروبية في إطار الحوار والتعاون وتبادل المصالح تجسيد ذلك في:

  • مشاركة الجزائر في ندوة برشلونة المنعقدة في 27 و 28 نوفمبر 1955 والتي وضعت أسس للشراكة والتعاون في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية وإنشاء منطقة حرة.
  • توقيع اتفاقية الشراكة الأوروبية متوسطية في 02 أفريل 2002، وسعت الجزائر إلى تفعيل هذه الشراكة عن طريق :
  • إلغاء الضرائب عن وارداتها مع السلع المصنعة في الاتحاد الأوروبي بالتدرج خلال 12 سنة.
  • تخفيض التعريفة الجمركية عن المنتوجات الزراعية الواردة من الاتحاد الأوربي.
  • إتاحة الفرصة للمؤسسات الجزائرية بالتصدير والدخول إلى أسواق  الاتحاد الأوروبي.
  •  إلغاء التدريجي للرسوم (الضرائب) على التجهيزات الفلاحية والصناعية ومنتجات الطاقة.
  • التعاون الاقتصادي وتحويل رؤوس الأموال.
  • التعاون الثقافي والاجتماعي.
  • في إطار ذلك تعمل الجزائر حاليا على تنويع صادراتها بما في ذلك منتجاتها النفطية.
  • الاهتمام بجذب واستقطاب الاستثمار الأجنبي.
  • تسهيل إجراءات الاستثمارات وتوظيف الرأسمال الأجنبي.
  • تأهيل الاقتصاد الجزائري الاستعداد للمنافسة.
  • تعتبر الجزائر أكبر عميل تجاري للاتحاد الأوروبي إذ تمون أوروبا بالغاز الطبيعي والمحروقات بنسبة 50ّ%.
III الآفاق المستقبلية :

من أجل تطوير الاقتصاد الجزائري:

  • الانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة.
  • أحداث تنمية متوازية ومستدامة شاملة.
  • تشميع الاستثمارات  الأجنبية الأوروبية في الجزائر.
  • العمل على تفعيل مؤسسات الاتحاد المغاربي على أسس جديدة.
  • إحداث اندماج  اقتصادي شامل في مجالات واسعة.
  • تحرير الاقتصاد الجزائري من كل القيود وتجسيد الشراكة الأورو متوسطية.
  • معالجة ظاهرة الهجرة السرية بصورة شاملة.
الاستخلاص :

الجزائر بلد متوسطي يسعى لاستغلال هذا الفضاء لتوسيع علاقاته مع الضفة الشمالية لتحقيق تنمية شاملة.

  • إختبارات
  • 10
  • الأجوبة الصحيحة
  • False
  • الأجوبة الخاطئة
  • False
  • مجموع النقاط
  • False

المراتب الخمس الأولى في Quiz

  • عادل بوزيد
  • 237 نقطة
  • Bouchra Merzougui
  • 177 نقطة
  • Khaled Brz
  • 134 نقطة
  • Farouk Lalou
  • 62 نقطة

قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.



قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.