تعبير كتابي: الخـــــــــــرافة
- أن يتعرّف التّلميذ على القصّة الخرافيّة و خصائصها .
- الخرافة :
حكاية سردية قصيرة تنتمي صراحة إلى عالم الوهم من خلال اللّجوء إلى الشّخصيات الخياليّة، والقبول بما يخالف الطبيعة ( الخوارق ) ، وتصوير العالم غير الواقعي ، وتتميز الحكاية الخرافية بالقصر، وتروى في الأعم الأغلب على لسان الحيوان أو بعض ظواهر الطبيعة، وتنطوي على مضمون أخلاقي هو المغزى من الحكاية، ولهذا كانت أقرب إلى الدروس التي تريد أن تغرس في النشء بعض المفاهيم والقيم الأخلاقية .
- خصائصها :
القصة الخرافية شفوية في الأصل, تتميز بحضور الرّاوي صراحة فيها, وبتوجّهه المباشر إلى القارئ , وهذا ما يفسّر محافظتها على صيغة واحدة للبداية ( كان يا ما كان) وللنهاية و (عاشا في سبات ونبات وولدا صبيان وبنات موضوعات القصّة الخرافية مقتبسة عموما من التّراث القومي, زمنها الماضي غير المحدد ( في قديم الزمان..) مكانها من نسخ الخيال, شخصياتها بشريّة و/ أو خرافيّة تنتمي إلى أعمار وطبقات اجتماعيّة مختلفة, قراؤها طوائف من النّاس تجمعهم قيم اجتماعية وفكرية واحدة ..
- نموذج من قصّة خرافيّة :
يحكى أن جحش صغير لعب مع جدي وخروف وجرو وديكاً ، فصار يجري بينهم وهو ينظر إلى كبر حجمه ويقول : أنا أقوى من الجدي ، ويصيح ويجري بسرعة فرحاً ، ثم يقف بجانب الخروف ويصيح ويجري بسرعة فرحاً ويقول :وأنا أيضاً أقوى من الخروف ، ثم يقف بجانب الجرو الصغير ويقول : أنا أقوى من الجرو الصغير ويجري بسرعة فرحاً ، ويقف بجانب الديك ويقول : أنا أقوى من الديك ويقفز ويجري بينهم ويقول : أنا أقوى الجميع ، أنا أقوى ، فغضب منه الجميع غضباً شديداً ، ففكر الديك في عمل يصمت الجحش عن غروره وكبرياءه ، ويعرفه بحجمه ، ثم بينما الجحش يجري ويقفز فرحاً ، قال له الديك :قل لنا أيها القوي يا أقوى الجميع أنت ابن من ؟ ومن أين جئت بكل هذه القوة التي تتفاخر بها بيننا ؟ هنا وقف الجحش عن الركض والجري والقفز وصار يفكر في ما قاله له الديك ، ولم يستطع أن يقول أنا ابن الحمار ، وأن قوتي من أبي الحمار ، فخجل الجحش خجلاً شديداً ، وفكر في حيلة يبعد نفسه بها عن الإجابة ، فقال : أيها الأخوة نحن كلنا حيوانات ونلعب مع بعضنا بعض بكل فرح وسعادة ودعونا من البحث عن آباءنا وأجدادنا ، فنحن أبناء اليوم ، وهكذا نظر الجرو والجدي والخروف إلى بعضهم وعرفوا أن الجحش قد علم ما يقصده الديك ، وأنه أراد أن يكبح جماح الجحش ليعرفه حجمه ، فمهما علا هو في النهاية ابن الحمار ، والكل يعرف أن الحمار يضرب به المثل في الغباء ، ولا يصلح إلا لرفع الأمتعة فقط فهو لا يأكل لحمه ولا يشرب حليبه ، بل يستعمل لرفع الأحمال الثقيلة فقط .
فالعبرة في هذه القصة هو أن الإنسان مهما جمع من مال وملك من متاع الدنيا ، يجب عليه ألا يتكبر بالملك والسلطان ويتجبر على غيره .
