قراءة ودراسة نص: ضحية المكر والخديعة
- أن يتعرّف التّلميذ على معنى الخرافة .
- أن يطّلع على نموذج من قصص " كليلة و دمنة " لابن المقفّع .
زعموا أن أسدا كان في غابة مجاورة طريقا من طرق الناس، وكان له أصحاب ثلاثة: ذئب وغراب وابن آوى، وأن رعاة مروا بذلك الطريق ومعهم جمال، فتخلف منها جمل فدخل تلك الغابة حتى انتهى إلى الأسد. فقل له الأسد: من أين أقبلت؟ قال: من موضع كذا. قال: فما حاجتك؟ قال: ما يأمرني به الملك. قال: تقيم عندنا في السعة والأمن والخصب.
فأقام الأسد والجمل معه زمنا طويلا. ثم إن الأسد مضى في بعض الأيام لطلب الصيد، فلقي فيلا عظيما، فقاتله قتالا شديدا، وأفلت منه مثقلا مثخنا بالجراح، فرآه أصحابه هامدا جسده وهو يقترب، فلما وصل إلى مكانه وقع لا يستطيع حراكا، ولا يقدر على طلب الصيد.
فلبث الذئب والغراب وابن آوى أياما لا يجدون طعاما، لأنهم كانوا يأكلون فضلات الأسد وطعامه، فأصابهم جوع شديد وهزال. وعرف الأسد ذلك منهم، فقال: لقد جهدتم واحتجتم إلى ما تأكلون. فقالوا: لا تهمنا أنفسنا، لكنا نرى الملك على ما نراه، فليتنا نجد ما يأكله ويصلحه. قال الأسد: ما أشك في نصيحتكم، ولكن انتشروا لعلكم تصيبون صيدا تأتوني به، فيصيبني ويصيبكم منه رزق.
فخرج الذئب والغراب وابن آوى من عند الأسد، فتنحوا ناحية وتشاوروا فيما بينهم، وقالوا: ما لنا ولهذا الآكل العشب الذي ليس شأنه من شأننا! ولا رأيه من رأينا! ألا نزين للأسد فيأكله ويطعمنا من لحمه؟ قال ابن آوى: هذا مما لا نستطيع ذكره للأسد، لأنه قد أمن الجمل. قال الغراب: أنا أكفيكم أمر الأسد. ثم انطلق فدخل على الأسد، فقال له الأسد: هل أصبت شيئا؟ قال الغراب: إنما يصيب من يسعى ويبصر. وأما نحن فلا سعي لنا ولا بصر لما بنا من الجوع. ولكن قد وفقنا لرأي واجتمعنا عليه، وإن وافقنا الملك فنحن له مجيبون. قال الأسد: وما ذاك؟ قال الغراب: هذا الجمل المتمرغ بيننا من غير منفعة لنا منه. فلما سمع الأسد ذلك غضب، وقال: ما أخطأ رأيك! وما أعجز مقالك! وأبعدك من الوفاء والرحمة! وما كنت حقيقا أن تجتر علي بهذه المقالة، وتستقبلني بهذا الخطاب مع ما[ علمت من أني قد أمنت الجمل. أو لم يبلغك أنه لم يتصدق متصدق بصدقة هي أعظم أجرا ممن آمن نفسا خائفة وحقن دما مهدرا! وقد آمنته، ولست بغادر به.
قال الغراب : إني لأعرف ما يقول الملك، ولكن النفس الواحدة يفتدى بها أهل البيت، وأهل البيت تفتدى بهم القبيلة، والقبيلة يفتدى بها أهل المصر وأهل المصر فداء الملك. وقد نزلت بالملك الحاجة، وأنا أجعل له من ذمته مخرجا على ألا يتكلف الملك ذلك، ولا يليه بنفسه، ولا يأمر به أحدا، ولكنا نحتال بحيلة لنا وله فيها إصلاح وظفر، فسكت الأسد عن جواب الغراب عن هذا الخطاب، فلما عرف الغراب المقوال إقرار الأسد أتى أصحابه، فقال لهم: قد كلمت الأسد في أكله الجمل على أن نجتمع نحن والجمل عند الأسد، فنذكر ما أصابه ونتوجع له اهتماما ليأكله، فيرد الآخرون عليه، ويسفهان رأيه، ويبينان الضر في أكله، فإذا فعلنا ذلك سلمنا كلنا ورضي الأسد عنا.
ففعلوا ذلك وتقدموا إلى الأسد، فقال الغراب: قد احتجت أيها الملك الحليم إلى ما يقويك، ونحن أحق أن نهب أنفسنا لك فإنا بك نعيش، فإذا هلكت فليس لأحد منا بقاء بعدك، فليأكلني الملك فقد طبت بذلك نفسا، فأجابه الذئب وابن آوى أن اسكت، فلا خير للملك في أكلك وليس فيك شبع، قال ابن آوى: لكن أنا أشبع الملك فليأكلني فقد رضيت بذلك، فرد عليه الذئب والغراب بقولهما: إنك لمنتن قذر. قال الذئب: إني لست كذلك فليأكلني الملك فقد سمحت بذلك وطبت عنه نفسا، فاعترضه الغراب وابن آوى، وقالا: قد قالت الأطباء، من أراد قتل نفسه فليأكل لحم ذئب.
فظن الجمل أنه إذا عرض نفسه على الأكل التمسوا له عذرا كما التمس بعضهم لبعض الأعذار، فيسلم ويرضى الأسد عنه بذلك، وينجو من الهلاك، فقال: لكن أنا في للملك شبع وري ولحمي طيب، وبطني نظيف فليأكلني الملك ويطعم أصحابه وخدمه، فقد رضيت بذلك وطابت نفسي عنه، وسمحت به. فقال الذئب والغراب وابن آوى: لقد صدق الجمل الودود، ثم إنهم وثبوا عليه فمزقوه.
ابن المقفع - كليلة ودمنة -
- ما هي الخرافة ؟
- هي حكاية سردية قصيرة تنتمي صراحة إلى عالم الوهم من خلال اللّجوء إلى الشّخصيات الخياليّة وتروى في الأعمّ الأغلب على لسان الحيوان ، وتنطوي على مضمون أخلاقي هو المغزى .
تعريف صاحب النّص :
بو مُحمّد عبد الله بن المقفع ولد سنة 724 م و هو مفكّر فارسي وُلِد مجوسياً لكنه اعتنق الإسلام , وعاصر كُلاً من الخلافة الأموية و العباسية. درس الفارسية و تعلّم العربية في كتب الأدباء واشترك في سوق المربد . نقل من الفهلوية إلى العربية كليلة ودمنة ، توفي سنة 759 م . |
المعاجم و الألفاظ :
الخصب : نعمة العيش.
المتمرّغ : المتقلب في النعيم .
منتن : ذو رائحة خبيثة.
ري : شبع الماء .
- حدّد الفكرة العامّة للنّصّ .
- الفكرة العامّة للنّصّ : وقوع الجمل في شرك حاشية الملك .
- لمن أعطى الأسد الأمان ؟ كيف وصل إلى الغابة ؟
- أعطى الأسد الأمان لجمل تخلّف عن قطيعه .
- في أي معركة أصيب الأسد بجراح ؟ و ما اثر ذلك على حاشيته ؟
- أصيب الأسد بجراح في معركة ضدّ فيل ، و نتيجة لذلك استولى الجوع على حاشيته .
- فيم فكّر الأصحاب الثلاثة ؟ هل وافقهم الأسد ؟ لماذا ؟
- فكّر الأصحاب الثلاثة في أكل الجمل لكن الأسد لم يوافقهم لأنّه سبق وأن منحه الأمان .
- ما هي المكيدة التي دبّرها الغراب و أصحابه لإقناع الأسد بأكل الجمل ؟
- المكيدة التي دبّرها الغراب و أصحابه لإقناع الأسد بأكل الجمل هي أن يقترح كلّ واحد منهم نفسه طعاما للأسد على أن يبيّن له الآخرون الضّرّ في أكله ، و لمّا جاء دور الجمل أيّدوا اقتراحه و وثبوا عليه و مزّقوه .
- ما هي الأفكار الأساسية للنصّ ؟
- الأفكار الأساسية :
- الأسد يمنح الأمان لجمل تاه في الغابة .
- معركة مع فيل أقعدت الأسد عن الصّيد .
- استيلاء الجوع و الهزال على الحاشية و تفكيرها في أكل الجمل .
- وقوع الجمل في مكيدة دبّرتها الحاشية .
- ما المغزى العامّ للنّصّ ؟
-
المغزى العامّ للنّصّ :
أعدى عدوك أدنى من وثقت به |
حاذر الناس واصحبهم على دخل |
- ما هي عناصر الخرافة ؟
- عناصر الخرافة : الحادثة – الشّخصيّات – المكان – الزّمان .
- ما نمط النّصّ ؟
- ما نمط النّصّ : سردي تخلّله الوصف و الحوار .
- ما أسلوبه ؟
- ما أسلوبه : خبريّ تخلّله بعض الإنشاء كالاستفهام " من أين أقبلت "
-
و الأمر" فليأكلني " .
- إختبارات
- 10
- الأجوبة الصحيحة
- False
- الأجوبة الخاطئة
- False
- مجموع النقاط
- False
المراتب الخمس الأولى في Quiz
- houmeme lombarkia
- 240 نقطة
- Hibat el rahmen Medroua
- 200 نقطة
- imene BENZAYED
- 200 نقطة
- douaa benali
- 200 نقطة
- achwak ladlani
- 200 نقطة
- djalel ouenada
- 200 نقطة
- محمد أمين ماحي
- 200 نقطة
- الهوية كورية
- 200 نقطة
- Blond Assen
- 200 نقطة
- malek mouz
- 200 نقطة