النص التواصلي : احتلال البلاد العربية واثاره في الشعر والادب
النّص :
لم يكتف الغربيون باحتلال أجزاء كبيرة من بلاد الشرق احتلالا عسكريا، وإّنما غزوا هذه البلاد بعاداتهم وتقاليدهم. في هذا الوقت تولد الشعور بذم الغرب في أعماق العرب، و راح كلّ يعبر عن هذاة الشعور بأسلوبه الخاص. ومن أبرز ممثلي هذه النزعة الشرقية "شوقي" و"حافظ"، وغيرهما.
لقد تجسدت الرغبات التحريرية من هيمنة الغرب في حركات عربية منظمة. فانضم كثير من الشعراء إلى المنادين بالمبدإ العربي الداعي إلى الشعور القومي، أمثال خليل مطران، وما لبث أنصار هذا المبدأ أن كثروا وإذا بالشعور القومي العربي يتعاظم ويتطور إلى كل ما هو عربي. ثم توالت الأحداث في الشرق لتزيد نقمة أبنائه على أهل الغرب، نذكر منها موقعة "ميسلون" ضد الانتداب الغربي التي قوت الدعوة إلى الاستقلال.
إلى جانب نشوء النزعة العربية، نشأت في الأقطار العربية، وبخاصة في مصر ولبنان، نزعة إقليمية مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. وكان الشعر مرآة لتلك الحقبة يصور مواقف الفئات المختلفة، معبرا في جميع الأحوال عن أماني الشعب ومؤرخا لكلّ الأحداث في تلك الأيام. وهاجر فريق من اللبنانيين إلى أنحاء مختلفة من المعمورة، وبخاصة إلى أمريكا، وفي قلوبهم الأسى والحسرة، والدموع في أعينهم، والحرقة في قلوبهم، كما وصفهم فوزي المعلوف :
ودعوها والماء ملء المآقي **** ولو أن الأصم يسمع صوتا
لنواها، والنار ملء الكبود **** صرخوا بالبواخر الصم:عودي
وطبيعي أن يعصف الحنين إلى الوطن بقلوب هؤلاء المهاجرين، فتمضي عيونهم وقلوبهم إلى موطنهم الأساسي، إلى كوخ في قرية، أو إلى عين ماء. وإذا بهم يبنون في الأحلام ما حرموا منه في اليقظة في غربتهم بعيدا عن أرض الوطن . وقد خاطب الشاعر القروي أحد رفاقه العائدين إلى لبنان قائلا : وإذا مررت بمضرب الأمواج قف عند " الوطا " بالمنزل المهجور فهناك بين"جبيل" و"البترون " لي عهد يقوم يومه بدهور أما المسألة الفلسطينية فقد أدمت قلوب الشعراء وفجرت قرائحهم، فنظمت فيها القصائد الباكية، وقصائد المقاومة وشعر العودة. وقد استطاع شعراء المقاومة أن يوطدوا أقدامهم قي الأرض الأدبية ويحتلوا مكانة جديرة في الشعر العربي الحديث، وينبهوا الضمائر إلى ضرورة الدفاع عن الحق العربي السليب الجزء المسلوخ من بلاد العرب .
- ما هي القضية التي يعالجها الكاتب ؟
- ما هي الأفكار الأساسية التي تضمنها نصّه ؟
- لقد ولّد شعور الأدباء بذمّ الغرب عدّة نزعات فأيهم أقوى ؟
- ما الفرق بين موقف الشعراء المهاجرين و شعراء المقاومة ؟
- يعالج النص الذي بين أيدينا قضية أدبية تاريخية ، تتمثل في مدى تأثر الشعراء الاحتلال و تعبيرهم عن هذا الوضع .
- الأفكار الأساسية التي تضمنها نصه :
- طبيعة الاحتلال الغربي و أثره على الشعراء .
- ظهور الرّغبات التحررية وانضمام الشعراء لها
- نشوء نزعات في الأدب العربي و موقفها من الاحتلال
- و من هذه النزعات النزعة العربية التي نادت إلى توحيد العرب ، و تبنت مبدأ القومية العربية ، و هي تختلف بذلك عن النزعة الإقليمية التي تبنت مبدأ الدفاع عن الأوطان التي ينتمي إليها شعراؤها .
- الفرق بين شعراء المهجر وشعراء مقاومة الاحتلال هو أن شعراء المهجر يعبرون عن حنينهم الجارف إلى أوطانهم ويحلمون باستقلالها ، أما شعراء المقاومة فضّلوا شعر الحماسة و الدعوة على الجهاد و مقاومة الاحتلال .
- خصّ النّص أربع نزعات في الأدب العلابيّ عبرت عن مواقفها و ردود أفعالها تجاه الاحتلال و آثاره . لخّص هذه النّزعات ناقشها ، مبرزا ميلك إلى إحداها من عدمه ، معلّلا وجهة نظرك .
- ضع هيكلة للنّصّ .
- ما النمط المعتمد في النّصّ .
- خص النص أربع نزعات في الأدب العربي عبّرت عن مواقفها و ردود أفعالها اتجاه الاحتلال و لعلّ أصدقها في الرأي هي النزعة العربية و الدعوة إلى تحرير الأوطان فقد أعادت الثقة إلى النفوس اليائسة أعاد الرجاء باستعادة الفردوس المسلوب .
- تصميم النص :
- التمهيد : طبيعة الاحتلال الغربي و أثره على الشعراء .
- العرض :
- ظهور الرغبات التحررية و انضمام الشعراء لها .
- النزعة العربية و دعوتها إلى القومية .
- النزعة العربية ودعوتها إلى تحرير الأوطان .
- النزعة المهجرية سيطرة الحنين إلى شعرائها .
- نزعة المقاومين في فلسطين و دعوتهم إلى تحريرها .
- الخاتمة : غائبة في النص .
- اعتمد الكاتب على النمط الإخباري الابلاغي ، لأنه يورد المعلومات ويقدمها إلى القارئ في شيء من الحياد بأسلوب مباشر ، فلا أثر لرأي الكاتب فقارئ النص يشعر بتلقي كم من المعلومات فقط .
- ما الموقف العام للشعراء تجاه الاحتلال ؟ و هل في اختلاف نزعاتهم اختلاف لموقفهم من المحتل ؟
- الواضح من النص أن الشعراء متفقين في موقفهم من الاحتلال و هو موقف رافض له و ليس في ذلك شك غير أن الاختلاف يكمن في طريقة التعامل معه ، و لعل ذلك يعود إلى اختلاف نزعاتهم التي ينتمون إليها فكل شاعر فكل شاعر ينظر حسب المنظور الذي تحدده النزعة التي ينتمي إليها .