iMadrassa

مطالعة موجهة (مشكلة الموارد الطبيعية

I مشكلة الموارد الطّبيعيّة فؤاد زكريّاء

     إنّ الموارد الطبيعية  هي العمود الفقري الذي تقوم عليه الصناعات المختلفة ، و أمام تزايد الطلب عليها ، و شعور العالم بخطر نضوبها على مستقبله الصّناعي و الحضاري ، اتجهت  الأنظار إلى البحث عن مصادر بديلة للطاقة المهددة بالزوال .

و للمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع اقرأ النّص الآتي :

     لهذه المشكلة وجه نعرفه في بلادنا العربية حق المعرفة ، هو الوجه المتعلق بأزمة الطاقة  ، فمصادر الطاقة  ، و على رأسها البترول ، أصبحت في وقتنا الراهن موضوعا من أهم الموضوعات التي تبحثها المؤتمرات العلمية ، و التجمعات السياسية  و التي تتغير بسببها الاستراتجيات و تتشكل الأحلاف و تنشب النزاعات و تحاك المؤامرات . و المشكلة التي يواجهها العالم ، و التي أصبح على وعي تام بها في أيامنا  هذه ، هي أنّ مصادر الطاقة التقليدية ، و خاصة البترول ، محدودة و أنّ التقدم  التكنولوجي يدفع العالم رغما عنه إلى التوسع في استهلاكها . و من ثم سيواجه في وقت غير بعيد بموقف يجد بتروله قد نفد ، فيعجز عن استغلال كافة موارده الطبيعية  الأخرى .

     على أنّ الأمر المؤكد  هو أنّ العلم لا يقف مكتوف الأيدي أمام هذا الاحتمال المخيف ، فالبحث لا يتوقف  لحظة واحدة عن مصادر بديلة للطاقة ، و على رأسها الطاقة الذرية ، التي قطعت الدول المتقدمة شوطا بعيدا في استخدامها ، و كذلك الطاقة الشمسية التي استغلت  بدورها و لكن على نطاق ضيق، كما أنّ تمة  تفكيرا جادا في استغلال طاقة الحرارة الأرضية ، و طاقة المد و الجزر على نطاق عالمي واسع ، و لكنّ المشكلة في هذه الطاقات البديلة هي أنّها لم تصبح بعد اقتصادية إلى الحد الذي يبرز استخدامها على نطاق واسع . و كل الآمال تتركز بطبيعة الحال على خفض تكاليف إنتاجها إلى حدود معقولة بحيث تصبح بديلا عن الطاقة البترولية حينما تنفد .

     و لكنّ البترول ، و الطاقة بوجه عام ، ليست إلا وجها واحدا من أوجه مشكلة الموارد الطبيعية التي تواجه العالم اليوم . فهذا العالم يستهلك موارده الأخرى ، من الحديد و النّحاس و القصدير ... إلخ ، بمعدل متزايد ، لكي يلبي أغراض الصناعة التي تتوسع بلا انقطاع ، و مطالب الاستهلاك التي اعتادها الإنسان حتى أصبحت جزء لا يتجزأ  من حياته . و إذا كانت بعض الموارد الطبيعية قابلة للتجديد ، كالأخشاب مثلا ، التي يمكن أن تتجدد بظهور أشجار جديدة ، فإنّ الموارد المعدنية التي تستهلك لا يمكن تعويضها ، و من ثم فإنّ رصيد العالم منها يتضاءل يوما بعد يوم .

     و قد دق عدد كبير من الباحثين ناقوس الخطر معلنا أنّ الموارد الحالية من المعادن الهامة التي تقوم الصناعات الرئيسية  ، و من ثم تقوم عليها الحضارة العصرية بأسرها ، لا بد أن تنتهي في وقت قصير إذا سارت الزيادات في معدلات الاستهلاك سيرتها الحالية. فبعض المعادن لا يقدر للمخزون منه أن يدوم أكثر من ربع قرن ، و بعضها قد يدوم أكثر من ذلك ، و لكنّ الأمر المؤكد هو أنّه إذا انقضى على البشرية قرن آخر و ظلت فيه صناعتها تستهلك الموارد الطبيعية على النمط السائد  الآن ، فإنّ معظم الموارد الأساسية سيكون عندئذ قد نفد .

     و في مقابل ذلك يذهب بعض المتفائلين إلى أنّ الصورة ليست قاتمة إلى هذا الحد ، فمن المحال أن يظل العقل الإنساني ينتظر ، في حالة من السلبية  نقصان رصيده من الموارد الطبيعية يوما بعد يوم ، حتى ينتهي الأمر إلى العودة مرة أخرى إلى الكهوف بعد أن تنضب آخر ذرة من معادنها و من طاقتها .و الرأي الذي يدافع عنه هؤلاء هو أنّ التقدم  العلمي كفيل بأن يكشف للإنسان آفاقا جديدة لا تخطر له الآن على بال ، فإذا توصل  الإنسان  إلى الوسائل الفعّالة لاستخراج الثروات  الطبيعية  الكامنة في أعماق المحيطات ، فمن المؤكد أنّه سيهتدي فيها إلى احتياطي من الموارد يبلغ أضعاف ما قدره المتشائمون ، و إذا استطاع أن يتوغل إلى باطن الأرض ذاتها التي يمكن القول  أنّ كل كشوفنا تكمن في السطح  الأعلى من قشرتها الخارجية ، فسوف يجد على الأرجح موارد معدنية  هائلة مدفونة في الأعماق البعيدة للأرض ، فإذا أصبح الاتصال  بين الكواكب الواقعة في الفضاء القريب من الأرض حقيقة واقعة ، و أمكن تحقيقه بطريقة منتظمة ، فسوف يستخلص الإنسان من هذه العوالم الجديدة موارد تعوضه عن كل ما يفقده على سطح الأرض . و مع ذلك فإنّ هذا الرد الذي يعتمد على إنجازات علمية بعيدة المدى ، لا يبدو كافيا في نظر الكثيرين الذين يرون أنّ المشكلة ستواجه العالم في وقت أقرب من ذلك الذي تتحقق فيه آمال هؤلاء المتفائلين فهناك احتمال قوي في أن يواجه الإنسان بنقص أساسي في موارده الطبيعية قبل أن يكون العالم قد تمكن  من التوصل إلى بدائل أو كشف مصادر جديدة لها ، و عندئذ يكون لزاما أن نفكر منذ الآن فيما ينبغي عمله قبل أن يتحقق هذا الاحتمال المخيف .

II أكتشف معطيات النّصّ
  • ما الأزمة التي سيواجهها الإنسان في السنوات القادمة ؟ و هل هي عالمية أم محلية عربية  ؟
  • الأزمة التي سيواجهها الانسان هي نفاذ الموارد الطبيعية و على رأسها البترول , فاجعة انتهائه ستقتصر على العالم الثالث فقط .. والدليل على ذلك بأن الأمم الكبرى بدأت بمشاريع الطاقة البديلة منذ عقود كالمحطات الشمسية في الصحارى الأمريكية وكما في النمسا أيضاً  تعتمد على الطاقات البديلة منذ فترة طويلة ولديها ما يسمى بالطاقة الجيوحرارية بتحويل حرارة أعماق الأرض إلى طاقة كهربائية .
  •  لماذا تشغل هذه المشكلة عقول العلماء ؟ 
  • هي مشكلة عويصة حقا  لأنّ البديل عنها غير موجود ، فنفاذ الموارد الطبيعية يشكل  خطرا على مستقبل العالم الصناعي  و الحضاري .
III . أناقش معطيات النّصّ
  • ما رأيك في الأزمة الطاقوية العالمية ؟ أ هي حقيقية أم مفتعلة ؟
  • هي أزمة حقيقية لأنّ بعض الموارد غير متجددة .
  •  ما المساعي المناسبة في رأيك لحسن استغلال هذه الموارد ؟
  • على البلدان  تنظيم استهلاكها وليس نهبها ، و  ألا تعتمد على مصدر طاقوي واحد بل تسعى إلى الإعتماد على البدائل المتجددة .
IV أستثمر معطيات النّص
  • ما رأيك في أسلوب النّص ؟ و ما السمة البارزة فيه ؟
  • ما نمط النص ؟ علل .
  • هو أسلوب خبري ، علمي مباشر ،  يعتمد فيه الكاتب على : الدقة  ، الوضوح ،  المصطلحات العلمية ، تقرير الحقائق  . 
  • النمط تفسيري كونه يفسّر ظاهرة الموارد الطبيعية و مشكلة نضوبها  و يتخلّله النمط الحجاجي لانّه قدّم لنا أدلّة نفاذ الموارد الطّبيعيّة في المستقبل.  

قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.



قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.