النص الأدبي الاول : الإنسان الكبير لمحمد صالح باوية
النص :
قال شعبي يوم : وحّدنا المصير
أنت إنسان كبير...
يا جراحي
أوقفي التاريخ أنا نبع تاريخ جديد
يزرع الكون سلاما وابتساما وبطولات شهيد
من ضلوعي من دمي عبر الجزائر
من خطي طفل جريء يحمل المدفع في أرض الجزائر
يا جراحي...
في دمي كنز السنابل
ينحني شوقا إلى صوت المناجل
ينحني للشمس للفجر إلى خلجة ثائر
ينحني شوقا إلى قبلة طفلي وزغاريد وشاعر
يا جراحي
أوقفي التاريخ أنا حدث ثر ، وكون لا يحسد
يغرق التاريخ والكون بجرح يستجد
فبلادي ثورة بكر.. بأرضي بسمائي بكياني تستبد
يا أنا يا ثورتي... يا أغاني طفلتي...
أنا إنسان كبير..
قال شعبي يوم وحدنا المصير
احبس السحب...هنا بحر وأمطار سخيه
وربيع صاغه طفل لشعبي وصبيه...
أوقف اللحظة أنا لحظة كبرى غنيه
لم تزل تنشر في الكون حكايا وهدايا عربيه
أطفئ النيران أنا قلب بركان جريء للأساطيل العتيقه
للطواغيت، لأصنام غبيه...
أَسكت الطير
فأنا خلجة الإنسان تشدو في عروق عربيه
تعبر الأحلام للشمس السخيه...
يا رفيقي أنا إنسان صراع
ملء كفي حزمة مصلوبة من عزمات وشراع
وغصون وبقايا ذكريات وشعاع
قبضتي هذي، سماء وتراب، وعصارات متاعي...
وبقلبي ثورة تمتص معنى العاصفات
توقظ الأرض بفأس ولهاة
وتعيد العطر كل العطر للزهر المدمى... للحياة...
ثورة إنسانة الغلات تسقي أمنياتي
والربى والصبح من نبع الحياة...
باركيها يا جموعي يا فتاتي
أنا إنسان حياتي
******
أتعرف على صاحــــــــب الـنـــــــــص :
|
- إلى من يوجّه الشّاعر خطابه ؟
- ما موضوع القصيدة ؟
- ضمن أي لون أدبيّ تصنّف النّصّ ؟
- الفضاء قسمان : واقعي و خيالي ، حدّدهما في النص ؟
- يوجه الشاعر القصيدة إلى كل مسكون بالثورة الجزائرية و القضية العربية بصفة عامة في موقف تاريخي لما أعلنت تجربة الوحدة المصرية السورية في قمة تأجج الثورة الجزائرية وكانت تحقق .أكبر الانتصارات الداخلية والخارجية سنة 19588 مما كان يثير اعتزاز كل الشعوب العربية .
- فالشاعر يفتخر بما يحققه العرب آنذاك -في زمن الانتصارات على الأعداء وخاصة الوحدة المصرية السورية التي كانت أمنية الشعوب العربية في تحقيق الوحدة العربية بعد طرد المستعمر الغربي منها فرمز للعربي المنتصر بقيمه الإنسانية بالإنسان الكبير وهي البنية الدلالية التي يحملها العنوان .
- النص من الشعر السياسي التحرري لأنه يتغنى بقضايا سياسية جمع فيه بين الإشادة ببطولات الشعب الجزائري والوحدة العربية اللتين كانتا الشغل الشاغل في زمن نظم القصيدة .
- فضاء النص ينطلق من حقائق واقعية كأحداث الثورة والوحدة : وحدنا المصير من خطى طفل يحمل المدفع في أرض الجزائر ، بطولات شهيد.كما ينطلق من قاموس الشاعر في الخيال مثل الاستعارات والرموز التي يوظفها في التعبير وهي أغلب النص .
- إذا كان الشعر رسما قوامه الكلمات فإلى أي حد وفق الشاعر في رسم حقيقة الثورة الجزائرية ؟
- لماذا يلح الشاعر على كلمات الإنسانية ، السلام ، الحياة ، و هل من المصادفة أن يجمع الشاعر بين الحب و الحرب ؟
- كيف استُقبل النّص أثناء الثّورة ، و كيف نستقبله اليوم ؟
- معجم الشاعر عكس طبيعة الثورة الجزائرية التي استلهمت القيم الإنسانية في مواجهة المستعمر من حب وتسامح وعدالة والتفاؤل بغد مشرق ، لأنها ليست ثورة خبز فحسب و إنما الطموح لاسترجاع كرامة الإنسان .
- إلحاح الشّاعر على كلمات من هذا الطّراز يعكس صفات الجزائريين وطبائعهم ، فهم ليسوا قساة و لا دمويين أو مخربين بائسين كما كانت تنعتهم فرنسا الامبريالية ، بل الجزائريون على النّقيض من ذلك تماما لم يحملوا السلاح إلاّ بعدما نفدت كلّ السبل السلمية ، فليس من الصدفة أن يمثل الشاعر ويستلهم هذه المبادئ في النص فيجمع بين قيم السلم والحرب .
- كان النّص خلال الثّورة دعما معنويا لنفوس الثّوار ، كان نشيدا يزيدهم حماسة و اندفاعا إلى الأمام ، و يجدد فيهم روح الأمل في الانتصار وتقرير المصير، أما اليوم فهو وثيقة تاريخية تصور مرحلة حاسمة من تاريخ الجزائر تصويرا فنّياً نابضا بالحياة بحلوها ومرها لتفهم أجيال الاستقلال بشاعة الاستعمار و قيمة الحرية ، و لتعتزّ بمن قدّم روحه ثمنا للحرية و الاستقرار .
- إذا كانت وظيفة اللغة هي التواصل ، فما هي الوظائف الثانوية التي أدتها في هدا النص ؟
- ظاهرة التكرار في النص ارتبطت بالحالة النفسية للشاعر ، ابحث عن تجلياتها في النص .
- استخرج من النص الصور التي تعكس طابع الحرب .
- استخدم الشاعر بعض الرموز استخرجها و وضحها .
- اللغة أدت وظيفة جمالية كبيرة بانزياحاتها ورموزها ، و هو خروج جميل عن المألوف في التعبير عن الأفكار لإثارة الذهن و المتلقي ، كما أن لغة النص سايرت مضمونه المتحدث عن الثورة بما لازمها من حدة في الفعل فكانت لغة النص مزدوجة بين اللين و القوة حسب سياق الفكرة .
- اعتمد النص على التكرار للإلحاح على فكرة معينة في مواقف كثيرة مثل : ( قال شعبي ، يا جراحي ، أوقفي التاريخ ، إنسان كبير ) و هذه المعطيات المتكررة هي الرسائل التي يحملها الشاعر بإلحاح إلى القارئ المتلقي .
- في النص صور كثيرة تعكس طابع الحرب : مثل : " أنا حدث ثر " ، " في دمي كنز السنابل " ، " من ضلوعي من دمي عبر الجزائر " ، " طفل يحمل المدفع " .
- الرموز الواردة في النص تحيل إلى ثلاثة فضاءات
- فضاء المستعمر : أساطيل عتيقة ، أصنام غبية ، ...
- فضاء الثورة : قلب بركان ثورة بكر حزمة مصلوبة...
- فضاء المستقبل والاستقلال : صوت المناجل ، شوقا إلى قبلة طفلي وزغاريد .
- ما دلالة الأفعال الأمرية ؟ و ما نمط النص ؟
- ساد الضمير المستتر في كثير من المقاطع ، حدده و بين دوره في اتّساق النّص .
- بماذا تمتاز لغة الشاعر ؟
- وردت في النص أفعال الأمر وهي ذات دلالة نفسية تتمثل في انفعال الشاعر مع الأحداث ( بطولات الثورة ) و افتخاره بها ، و لهذا فالنص ممزوج بين النمط الانفعالي ( الجملة الإنشائية المتكررة ) و النمط السردي سرد الأحداث لأن النص أشبه بقصة رمزية .
- ساد الضمير المستتر في كثير من المقاطع ، و من ذلك ما ورد في النّص على النّحو الآتي : « يزرع الكون .....» يعود على نبع تاريخ يحمل المدفع....... » يعود على طفل. « ينحني.............. » يعود على كنز السنابل. « لا يحسد... » يعود على كون. « يغرق التّاريخ ـ يجرح ـ يستجد.. » يعود على كون . » تستبد......... » يعود على ثورة لم تزل تنثر....... » يعود على لحظة كبرى. « تشدو ـ تعبر.......... » يعود على خلجة الإنسان.« تمتص.. توقظ.. تعيد.. تسقي..» يعود على ثورة .
- لغة الشعر في العادة تتراوح بين اللغة الجاهزة و هي التقليد في التعابير السابقة وبين التجديد في التجربة الشعرية بخلق صور جديدة من التراكيب و التعابير و هو دأب الشاعر في هذا النص الذي أنشأ فيه معجما جديدا من التعابير غير المألوفة .
- بم تغنى الشّاعر ؟ و بم تفاءل ؟
- تغنى الشاعر بالقيم الإنسانية التي تبناها الشعب الجزائري الذي لم يلجأ إلى الكفاح المسلح إلا بعد استنفاذ سبل التفاوض ، و تفاءل بالنصر المبين ، و بإعمار الأرض الطيّبة التي سُقيت بدماء الأبرياء .