النص الادبي في مدح الهاشمين الكميت بن زيد
هو الكميت بن زيد الأسدي، وُلِد سنة 680 م ونشأ في الكوفة، كان شاعرا وفارسا اتصل بالهاشميّين ومدحهم بِحرارة وإخلاص، مُؤيِّداً حقهم في طلب الخِلافة بِقصائد عرفت بـ "الهاشميّات". قُتل غيلة سنة 126 هـ في خلافة مروان بن محمّد آخر خُلفاء الدولة الأموية .
بِقِيام الدولة الأموية ظهرت الأحزاب السياسية ، وكان لِكُل حِزب أتباع وشُعراء يقِفون إلى جانِبِه، وكان الكُميت أحد الشعراء الذين ساندوا بني هاشم ودعموا حقهم في الخِلافة. والأبيات الآتية مِن قصيدة يعبر فِيها عن نُصرتِهِ لآل البيت
|
طرِبْتُ ومـا شوْقـاً إلـى البيـضِ أطْــربُ | ولا لـعِـبـاً مِـنّـي وذو الـشّـيـبِ يـلْعـبُ |
ولــم يُـلْـهـنــي دارٌ ولا رسْـــمُ مـنـْـــزِلٍ | ولــم يـتـطـربـنـي بـنـــانٌ مُـخـضّـــبُ |
ولـكـن إلــى أهــلِ الـفضائِــلِ والـنُّـهــى | وخـيْـرِ بـنـي حــوّاءَ الـخـيْـرُ يُـطـلــبُ |
إلــى الـنـّفــرِ الـبـيـضِ الّـذيــن بِحـبِّهــمْ | إلــــى اللهِ فــيـــما نــالــنــــي أتــقــرّبُ |
بـنــي هـاشِـــمٍ رهْــطِ الـنّـبـيّ فـإنّـنـــي | بِـهِـم ولَـهُـم أرْضـى مِـراراً وأغْـضـبُ |
خـفـضـتُ لُـهُـم مِـنّـي جـناحـي مـــودّةٍ | إلـى كـنـفٍ عِـطـفـاهُ أهــلٌ ومـرْحـــبُ |
بِـــأيِّ كِــتــــابٍ أم بِـأيّــــةِ سُــنّــــــــةٍ | تـرى حُـبّـهُـم عـاراً عـلــيّ وتـحْـســبُ؟ |
يـعـيـبـونـنـي مِـن خـبِّـهـم وضـلالـهــم | علـى حُـبّـكـم بـل يـسـخـرون وأعْـجـبُ. |
يـروْن لهُـم حـقّـاً علـى الـنّـاسِ واجِـبـاً | سِـفـاهـاً وحـقُّ الـهـاشِـمِـيّـيـن أوْجــــبُ. |
يـقـولـون لـم يـورث، ولـولا تـراثــهُ | لـقـد شـركـتْ فـيــهِ بـكـيـــلٌ وأرْحـــبُ |
فـإن هـي لـم تـصـلُـح لِحـيٍّ سِـواهُــمُ | فـإنّ ذوي الـقـُـرْبــى أحــقُّ وأقْـــــــربُ |
أُنـاسٌ بِـهِـم عـزّت قُـريْـشٌ فأصبحـوا | وفـيـهِـم خِـبـاءُ الـمُـكْـرمـات الـمُـطـنّـبُ |
بنان = أطراف الأصابع
مُخضّبُ = ملوّن بالخضاب
البيض = جمْع أبيض من البياض وضِده السّواد كنى بِها الشاعر عن الحِسان الجميلات
النفرالبيض= النّفر = الجماعة من الرجال من ثلاثة إلى عشرة ونفر الرجل رهطه والنفر البيض إشارة إلى بني هاشم رهط النبي صلى الله عليه و سلم
كنف = كنف الشيء حفظه وحاطه من كل جانب
سِفاها = جهالة وحُمْقاً
بكيلٌ وأرْحبُ = قبائل عربية
خب خِبّاً = خدعَ وغش
لِمن خص الشاعر طربه ؟ وما الأفعال التي أبعدها عن نفسه ؟
خصّ الشاعر طربه إلى أهل الفضائل و النهى ، إلى النفر البيض بني هاشم رهط النبي – صلى الله عليه و سلم –
و الأفعال التي أبعدها عن نفسه هي :
- التتغزل بالنساء ( ما شوقاً إلى البيض أطرب. ولم يتطربني بنان مخضب )
- اللهو والترف (ولا لعِباً منّي.)
- البكاء على الأطلال ( لم يُلهِني دارٌ.)
ما الذي دفع الشاعر إلى نظم هذه القصيدة؟
الذي دفع الشاعر إلى نظم هذه القصيدة هو انتزاع مُعاوية بن أبي سُفيان الحُكم مِن بني هاشم، وميل الشاعر إلى الدّفاع عن أحقية الهاشميين في الخِلافة
بِم وصف الشاعر بني هاشم؟
وصف الشاعر بني هاشم بـ :
- أهل الفضائلِ والنُّهى
- خيْرِ بني حوّاء
- النّفر البيض
- رهط النّبي
يبدو الشاعر شديد الارتباط ببني هاشم، حدد العبارات الدالة على هذا الارتباط؟
العبارات الدالة على ارتباط الشاعر الشديد بِبني هاشم هي قوله
- خيْر بني حواء
- أهل الفضائل والنُّهى
- النّفر البيض
- رهط النّبي
- خفِضْتُ لهم مِنّي جناحي مودة بِهم ولهم أرْضى مِراراً وأغْضبُ
على مَنْ وقف رِضاهُ وغضبهُ ؟ ما الذي تفهمهُ مِن هذا؟
وقف رِضاهُ وغضبهُ على بني هاشم، وهذا دليلٌ على تشيعه لِبني هاشم
بِم اتهم الذين يعيبونه على هذا الموقف؟
اتهم الذين يعيبونه على هذا الموقف بِالخَب و الضلال
ما الغرض الذي أفاده الاستفهام في البيت السابع ؟
الإنكار الغرض الذي أفاده الاستفهام في البيت السابع هو
يكشِفُ النّص عن مذهب الشاعر السياسي ، حدده مع التعليل ؟
يكشِفُ النّص عن مذهب الشاعر السياسي وهو هاشمي ، ودليل ذلك قوله :
- بِهم ولهُم أرضى مِراراً وأغضبُ
في أية مرحلة مِن العُمر نظم الشاعر هذه القصيدة؟ عين العِبارة الدالة على هذه المرحلة؟
- نظم الشاعر هذه القصيدة في مرحلة الشباب ؛ ودليلُ ذلك قوله :
- ما شوقاً إلى البيضِ أطربُ
- ولا لعِباً مِنِّي وذو الشّيبِ يلعبُ
- ولم يُلهِني دارٌ، ولم يتطربْني بنانٌ مخضَبُ؛ وذلك أنّها أمور ينشغل بِها الشّباب
- يرى الشاعرأنّ بني هاشم أولى بِالخِلافة مِن غيرهِم، والمبررات التي ذكرها هي :
1. أنّهم رهط النّبي، وأحقّ النّاس بالحُكم.
2. أنّ الحُكم في الإسلام شورى بين قبائل العرب، وليس لِبني أمية حق احتِكاره
في البيت السادس صورة بيانة استخرجها، و بين أثرها في المعنى ؟
في البيت السادس صورة بيانية هي خفضتُ لهم منّي جناحيْ مودة. وهي كِناية عن الخُضوع لِبني هاشم وحُبّهم. هي بِهذا حلت المعنى وزادتهُ وضوحاً وبياناً وقُوة
كرر الشاعرتوظيف حرف الجر " إلى" ما دلالته على المعنى ؟
كرّر الشاعر توظيف حرف الجر إلى وهو حرف غاية دل على مُنْتهى غايتِه وطربه إلى أهل الفضائل والنُّهى، إلى النّفرِ البيضِ، بني هاشِمٍ رهط النّبي
ما الفرق في المعنى بين كلمة واجبا وكلمة أوجب في البيت التاسع ؟
الفرق في المعنى بين كلمة واجبا وكلمة أوجب في البيت التاسع هو أنّ أوْجب صيغة أفْعل فاقت كلمة واجب مُفاضلةً على اعتِبار أنّها الأكثر حقّا بالواجب
مَنْ الذين خصهم الشاعر بِولائه ؟ بِم دعم ولاءهُ لهم ؟
خص الشاعر ولاءهُ لِبني هاشم، مُدعِّماً ذلك بِـأحقِّيتِهم بالخلافة فهُم رهط النّبي، وأهل الفضائل والنُّهى، وبِهِم عزّت قُريْش، وفيهِم خِباءُ المكرمات المُطنّبُ
ما نمط النص ؟ وما خصائصه ؟
نمط النص حِجاجي، وتتمثّل خصائصه في :
- تقديم الحُجج المنطقيّة و العقلية على أحقية بني هاشم بالخِلافة
- أدوات التوكيد
- الجمل الخبرية
تكرر في جُل أبيات القصيدة ضمير، عينه و بينه أثره؟
تكرّر في جُل أبيات القصيدة ضمير جماعة الغائِبين "هُم"، وتجلّى أثرُه في اتساق أبيات القصيدة وتماسُكِها
ما الزمن الذي غلب على أفعال النص؟ وما أثره على المعاني؟
الزمن الذي غلب على أفعال النص هو المُضارع، في قوله :
- أطربُ
- يُلهني
- يتطرّبني
- أتقرّبُ
- أرْضى
- أغضبُ
- ترى
- أعجبُ
- يقولون
- وأثره على المعاني هو دلالته على الحاضر والمُستقبل
- فالصراع على الحُكم كان في ذلك الحاضر واستمر في المُستقبل
جاء في البيت الثاني عشر ضمير "هم"، اُذكر سِياقاً قبليّاً يُطابِقُهُ في البيت الثالث. ما أثر هذا التطابق ؟
السياق القبلي المُطابق للضمير "هم" الوارد في البيت الثاني عشر في البيت الثالث هو: أهل الفضائل النهى ، وأثره
هو تحقيق اتساق وانسجام أفكار النص *
* الربط بين الأفكار والحفاظ على تسلسلها
* الايجاز والاختصار لتفادي التكرار
ما اللون الذي يمثله هذا النص الشعري ؟
يمثل هذا النّص الشعري :الشعر السياسي
استنبط من النّص الخصائص العامة لأسلوب الشاعر ؟
الخصائص العامة لأسلوب الشاعر هي :
- أسلوب مُباشر، قلت فيه الصور البيانية مِثل:
خفضتُ لهم مني جناحيْ مودة، كِناية على الخُضوع والولاء.
وفيهم خِباء المَكرمات المطنب ، كِناية عن صِفة رُسوخ المُلك في قُريْش
- الاستدلال بالأدلة العقلية والحُجج المنطقية لِإثبات فِكْرة، وتفنِيد أُخرى