مُطالعة موجهة: نحن والمُسْتقْبل
اختلف الباحثون والدارسون حول الأسباب الجوهرية التي أدت إلى تخلف العالم العربي، فتعددت المفاهيم واختلفت الرؤى، فمنهم من يُرجع هذا التخلف إلى التبعية العمياء، ومِنْهم من يُرْجِعُهُ إلى عدم ضبط استراتيجِيات التنمية، ولعل أهم تحليل لهذه الوضعية المزرية التي عصفت بالعالم العربي مُنذُ سِنين ما نجده في هذا النّص لِصاحبه "شوقي جلال".
لقد فرضت العلمية و التكنولوجية على العالم العربي في عهد الاستعمار تحديا خطيرا وقد تعددت مفاهيم التنمية و تباينت سبلها فقد ذهب البعض إلى إستراد التكنولوجيا ينتقلنا إلى مصاف البلدان المتقدمة و يجردنا من التخلف ودعا آخرين إلى ترسم طريق التطور الغربي و محاكاته و الإعتماد على ما يتقدمه من عون بيد أن هذا التصور أو ذاك يغفل المحتوى الاجتماعي و الثقافي لعملية التطور و التنمية أن التكنولوجيا لا تخلق الحضارة إفتعالا و إنما هي تعبير مستوى حضاري ... وهي ثمرة جهد اجتماعي و ثمة علاقة جدلية بين التحول الاجتماعي و الثقافي و الاقتصادي من ناحية و بين الإبتكارات التقنية و التحدي الذي نواجهه ليس تحديا تكنولوجيا بل هو تحد حضاري بكل ما تعنيه هذه الكلمة من خصب فكري و نضج ثقافي و قدرة على الفكر الإبداعي الطليق وارادة لتغيير الواقع في ضوء منهج علمي وفق رؤية مستقبلية و تلاؤم مع التاريخ الثقافي لهذا الواقع.
ونحن بحاجة إلى جهد علمي عربي أصيل تتضافر فيه الجهود المنسقة على المستوى المحلي و القومي لوضع استراتيجية تنموية متكاملة تعالج مظاهر التخلف الاقتصادي و التقني و توفر عناصر التكافل و التكامل العربي ولا بد لهذه الاستراتيجية أن تستهدف خلق قاعدة للبحث العلمي و تطوير التعليم و غرس المعرفة العلمية و اإثار الموضوعية و اجلال العقل ليكون هو الحكم دون سواه فالمناخ العلمي يضيف إلى معطيات العلم اتجاهات عقلية و هيئات نفسية تطبع شخصية المرء بكاملها و تتبدى في تنشئية الاجتماعية .
ان التحدي الذي نواجهه ليس تحديا ماليا متمثلا في نقص الموارد المالية المحلية أو نقص المساعدات المالية الأجنبية فإن ما تخسره بلدان العالم الثالث الغنية نتيجة تصدير رؤوس أموالها إلى الخارج في البنوك الأجنبية يعادل أضعاف ما تحصل عليه البلدان الفقيرة من معونات ومن المسلم به أن البلد الفقير لن تبنيه غير سواعد أبنائه أما المساعادات الخارجية فهي إجراء مؤقت و ليس التحدي الذي نواجهه نقصا في القوى البشرية أو مقصورا في الموارد الطبيعية فكل بلد حتى أفقر البلاد أكثر غنى مما هو معروف .
و مشكلة معرفة مستوى المعيشة فيه هي تعلم كيفية استخدام الموارد الطبيعة و البشرية واهم عنصر هو المشاركة الايجابية الشعبية ...وإذا كانت اليد العاملة تنقصها الخبرة فإن حل هذه المشكلة لن تأتي إلا من خلال استراتيجية للتنمية توفر المناخ العلمي و التربية العامة و تستأثر بعقولها المهاجرة .
ولكن التحدي الحقيقي هو التحدي الثقافي الذي يطور قدرات الانسان إلى أقصى حد و يصنع له عناصر رؤية المستقبل إذن ما مصير ؟ الهوة تتسع بين العالم المتقدم وبين العالم الثالث على المستويات التقنية و الاقتصادية و الاجتماعية و العلمية مما يجعلنا فريسة سهلة للطامعين ....
و النجاح رهن بعوامل عديدة ليست مقتصرة على العوامل اقتصادية أو اجتماعية و تكنولوجية بل و أيضا عوامل سياسية و ديموغرافية و ثقافية و كذا واقعنا العربي المتمثل في ذلك المتمزق و التخلف العلمي و التقني و التعليمي و الثقافي و غياب الرؤية المستقبلية المتكاملة المرتكزة على فروض علمية مستهدفة التكامل و الوحدة و اعادة هيكلة ابنيتها الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و الثقافية كل هذا يفرض علينا انطلاقة نحو العمل الجاد البناء السريع على المستويين المحلي و القومي .
- ما التحدي الخطير الذي فرضته الثورة العلمية على الوطن العربي؟
- أورد الكاتب مفاهيم مُختلفة للتنمية، دُل عليها؟
- حدّد موقف الكاتب من هذه المفاهيم ؟
- ربط الكاتب مفهوم التحدي الحضاري بِجُملة من المُواصفات، استخرجها من النص.
- ما هي الاستراتيجية المُتكاملة التي رسمها الكاتب لإخراج العالم العربي من التخلف ؟
- ما التحدي الحقيقي الذي يجب أن يرتكِز عليه العالم العربي ؟
- التحدي الخطير الذي رضته الثورة العلمية على الوطن العربي هو التنمية التكنولوجية.
- أورد الكاتب مفاهيم مختلفة للتنمية هي:
- استيراد التكنولوجيا ينقلنا إلى مصاف البلدان المتقدمة، ويجردُنا مِن التخلف.
- ترسم طريق التطور الغربي، ومحاكاته والاعتماد على ما يقدمه من عون.
- موقف الكاتب من هذه المفاهيم: أنّها تصور يُغفل المحتوى الاجتماعي و الثقافي لعملية التطور و التنمية ؛ وذلك أنّ التكنولوجيا لا تخلق الحضارة افتعالاً، وإنّما هي تعبير عن مُسْتوى حضاري.
- ربط الكاتب مفهوم التحدي الحضاري بِجُملة من المواصفات هي:
- خِصب فِكري، ونُضج ثقافي، وقُدرة على الفِكر الإبداعي الطليق، وإرادة لِتغيير الواقع في ضوء منهج علمي وفق رؤية مستقبلية وتلاؤم مع التاريخ الثقافي لهذا الواقع.
- الاستراتيجية المُتكاملة التي رسمها الكاتب لإخراج العالم العربي من التخلف تتمثل في: جُهدٍ علمي عربي أصيل تتضافر فيه الجهود بهدف خلق قاعدة للبحث العلمي وتطوير التعليم وغرس المعرفة العلمية وإيثار الموضوعية وإجلال العقل.
- التّحدي الحقيقي الذي يجب أن يرتكز عليه العالم العربي هو التحدي الثقافي الذي يطور قدرات الإنسان إلى أقصى حد ويصنع له عناصر رؤية المستقبل.
- بِمَ يُمكن مواجهة التحدي الخطير الذي فرضته الثورة العلمية على الوطن العربي؟
- هل هذا التحدي المفروض على العالم العربي تكنولوجي أم حضاري؟ علّل إجابتك.
- العالم العربي غنِي بالموارد البشرية و الطبيعية، ما الذي يحول دون تحقيق نمائه فِكريا واجتِماعياا و اقتصاديا ؟
- ما الانتقادات التي وجهها الكاتب إلى مفاهيم التنمية التي تبناها غيره؟ وما الحجج التي قدمها؟
- ما العلاقة الموجودة بين التحول الاجتماعي و الثقافي والاقتصادي من ناحية والابتكارات التقنية من ناحية أخرى؟
- يُمكن مواجهة التحدي الخطير الذي فرضته الثورة العلمية على الوطن العربي بوضع استراتيجية تنموية مُتكاملة.
- التحدي المفروض على الوطن العربي هو تحدي حضاري لا تكنولوجي؛ وذلك أنّ التكنولوجيا لا تخلق الحضارة افتعالاً، وإنّما هي تعبير عن مُسْتوى حضاري.
- العالم العربي غنِي بِالموارد البشرية و الطبيعية غير أنّ الذي يحول دون تحقيق نمائه فِكريا واجتماعيا واقتِصاديا هو غِياب استراتيجية للتنمية توفر المُناخ العلمي و التربية العامة وتستأثر بِعُقولها المُهاجرة.
- الانتقادات التي وجهها الكاتب إلى مفاهيم التنمية التي تبناها غيره هي:
- إغفال المُحتوى الاجتماعي و الثقافي لعملية التطور و التنمية
- التكنولوجيا لا تخلق الحضارة افتعالاً، إنّما هي تعبير عن مُسْتوى حضاري.
- التكنولوجيا ثمرة جُهدٍ اجتماعي.
والحُجج التي قدمها هي :
- وُجود علاقة جدلية بين التحول الاجتماعي والثقافي والاقتصادي من ناحية وبين الابتكارات التقنية من ناحية أخرى.
- كما أنّ التحدي الذي نُواجِهُه ليس تحديا تكنولوجِيا بل هو تحد حضاري والقدرة على الفِكر الإبداعي الطليق بِما يتلاءم مع التاريخ الثقافي لِواقعنا.
- العلاقة الموجودة بين التحول الاجتماعي و الثقافي والاقتصادي من ناحية والابتكارات التقنية من ناحية أخرى هي علاقة جدلية.
أسجل في كراسي: " نحن بحاجة إلى جُهد علمي عربي أصيل تتضافر فيه الجهود على المستوى المحلي والقومي لِوضع استراتيجية تنموية مُتكاملة. ولابُد من هذه الاستراتيجية أن تستهدف تطوير التعليم وغرس المعرفة العلمية، وحرية الفِكر وإجلال العقل.
- استخرج الجُموع الواردة في الفقرة الأخيرة من النّص، وبيّن نوعها، وإعرابها.
- عُد إلى القاموس واشرح الكلمات الآتية: تستأثر، تتبدى.
- حدد نمط تعبير الفقرة الآتية: "تعددت مفاهيم التنمية وتباينت سُبلها، فقد ذهب البعض إلى أنّ استيراد التكنولوجيا ينقُلُنا إلى مصاف البُلدان المتقدمة، ويجردنا من التخلف ، ودعا آخرون إلى ترسم طريق التطور العربي ومُحاكاته والاعتماد على ما يقدمه من عون...".
- مِنْ أقوال العرب: "ما حك جِلْدك مِثلُ ظُفْرِك". حدد ما ماثل هذا المعنى من النّص.
- الجُموع الواردة في الفقرة الأخيرة مِن النّص هي: عوامل، فُروض، أبنِيتِها.
- بِعوامِل: الباء: حرف جرّ، عوامِلَ: (جمع تكسير)، اسم مجرور بِحرف الجر الباء، وعلامة جره الفتحة الظاهرة على آخره نِيابةً عن الكسرة؛ لأنّه ممنوع من الصرف.
- على فُروضٍ: على: حرف جر، فُروض: (جمْع كثرة)، اسم مجرور بِحرف الجر (على)، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
- أبْنِيتِها: (أبْنِية: جمْعُ قِلّة)، مُضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مُضاف، والهاء ضمير متصل مبني غلى السكون في محل جرّ مُضاف إليه.
- تستأثِر: مِن الفِعل استأثَرَ: خص بِهِ نفْسَهُ.
تتبدى: مِن الفِعل تبدّى: ظهر، وزيادة التاء تزيد في المعنى، تبتدي : تظهر بِوُضوح.
- نمط تفسيري، وذلك أنّ الكاتب يعرِض مفاهيم التنمية ويتناولُها بالتحليل والتفسير.
- مِنْ أقوال العرب: (ما حكَّ جِلْدَك مِثْلُ ظُفرِك)، نجِد ما يُماثِل هذا المعنى في النّص في قول الكاتب:
- مِنَ المُسلم بِه أنّ البلدَ الفقيرَ لن تبْنيهِ غيْرُ سواعد أبْنائِهِ.
- المُساعدات الخارجية إجراءٌ مُؤقت .
- نحن بِحاجة إلى جُهْدٍ عِلْمي عربي أصيل تتضافر فيه الجُهود.