نـص تـواصلـي: الـكِـتـابـة فـي الـعـصـر الأمـوي
اهتم الإنسان بالكِتابة منذُ القديم، وقد اتضحت معالم هذا الفن في عصر بني أمية.
لقد ارتقت الكتابة في عصر بني أمية اذ جد كثير من المشكلات و تعقيدت الحياة من جميع أطرافها المادية و السياسية و العقلية اذ تحضر العرب وأخذوا يستعيرون كثيرا من النظم الأجنبية ومواد الثقافات لدى الأمم المفتوحة و نستطيع أن نميز ثلاثة جداول مهمة كانت تمد الحياة العربية في العصر الأموي وهي جدول جاهلي يتمثل في الشعر و الأيام و تقاليد الجاهليين و أقبل كثير من العلماء على هذا الجدول يعبون منه مما هيأ لتسجيل الحياة الجاهلية وجدول اسلامي يتمثل في تاريخ الاسلام و خطوبه وسيرة الرسول (ص) وغزواته و أحاديثه و سيرة الخلفاء الراشدين و فتوحاتهم ثم ما كان من أحزاب سياسية وما لكل حزب من أراء في السياسية و الاجتماعية و الاستعارة منها حسب الحاجة ولعل أول ما كان من هذه الاستعارة اتخاذ عمر لديوان العطاء أو ديوان الجيش وقد خلفه جيل كانت استعارته أقوى و أكبر و نستطيع أن نرمز لصنيع هذا الجيل بما كان من اتخاذ معاوية لديوان الخراج و الخاتم و الرسائل ثم بما كان من تآليف زياد بن ابيه لكتاب في المثالب وحيثما مضينا في العصر اتسعت التأثيرات بما لدى الأجانب فقد كان العرب ناشرين للدين الاسلامي وقد اتصلوا بيهود ومجوس و نصارى وحدثت بينهم و بين هؤلاء جميعا أحاديث ومناقشات و محاورات تسرب اليهم في اثنائها كثير من الفكر الأجنبي و خاصة من شعب الفكر اليوناني في الفلسفة و المنطق .
ومعنى ذلك كله ان الكتابة تمت في العصر الأموي نموا واسعا فقد عرف العرب فكرة الكتاب وأنه صحف يجمع بعضها البعض في موضوع من الموضوعات وقد ألفوا فعلا كتبا كثيرة وقد نشطت الكتابة التاريخية فكتب المؤرخون في مغازي الرسول عليه الصلاة و السلام وعلى رأسهم ابان بن عثمان و عروة بن الزبير وهو أول من صنف في تلك المغازي ثم الزهري و كلهم من المدينة وقد أخذ بعض هؤلاء المؤرخين يتحدثون عن الخلفاء االراشدين و الأمويين .
و بجانب مؤرخي السيرة النبوية نجد مؤرخين من اليمن يهتمون بتاريخ موطنهم وفي مقدمتهم "عبيد بن شرية الجرهمي " وهو صاحب كتاب (الملوك و اخبار الماضين ) وقد الفه لمعاوية ومن يطلع عليه يجد الخرافة تغلب على اخباره .
و تشتهر اليمن في هذا العصر بقصاصها مثل " تميم الداري " و أشهرهم وهب بن منبه " الذي توفي سنة 114 هجري و قد كتب كثيرا عن العرب الجنوب كما كتب عن مغازي الرسول صلى الله عليه و سلم .
ونحن لا نصل إلى أواخر هذا العصر حتى العراق تعنى بهذه المادة التاريخية جميعها كما تعنى بتاريخ القبائل الشمالية و إنسابها و أيامها و أيضا فإنها عنيت بتاريخ الأحداث في عصر على بن أبي طالب ثم في عصر بني أمية وكان مما زاد في هذه العناية خاصة بتاريخ العرب في الجاهلية و أيامهم وملوكهم وأمرائهم و شعرائهم و خطبائهم قيام علم اللغة وتوفر أصحابه على دراسة أحوال الجاهلين .
بتصريف . من كتاب "الفن ومذاهبه في النثر العربي "
- إلام تعزو تطور فن الكِتابة في عصر بني أُمية ؟
- ما الجداول التي دعّمت الحياة العربية في مجال الفِكر والثقافة ؟
- في النّص إشارة واضحة إلى تفتّح الثقافة العربية على بقية الثقافات الأخرى، حدد بعض مجالات هذا الانفتاح من النص.
- ما مظاهر التأثر و التأثير التي حدثت بين العرب وغيرهم مِن الأمم المفتوحة؟
- ما نوع الكِتابة التي انصب عليها الاهتمام أكثر في العصر الأموي؟
- ما الكتُب التي تمّ تأليفها في هذا العصر؟
- بماذا اهتم أهل العراق في مجال الكِتابة؟ وما أثر علم اللغة على نشاطاتهم؟
- أعزو تطور فن الكِتابة في عصر بني أُمية إلى :
- تعقد الحياة مِن جميع أطرافها المادية و السياسية و العقلية .
- تحضّر العرب واستعارتهم لِكثيرٍ مِن النظم الأجنبية ومواد الثقافات لدى الأُمم المفتوحة.
- كثيرٍ مِن المُشكلات التي جدت.
- الجداول التي دعمت الحياة العربية في مجال الفِكر و الثقافة هي :
- جدول جاهلي : تمثل في الشعر و أيام العرب.
- جدول إسلامي: تمثل في تاريخ الإسلام وخُطوبه وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وغزواته وأحاديثه، وسيرة الخُلفاء الراشدين وفُتوحاتهم، وما كان مِن أحزاب سياسية.
- جدول أجنبي: تمثل في معرفة شُؤون الأمم المفتوحة ونُظُمها السياسية والاجتماعية.
- بعض مجالات تفتح الثقافة العربية على بقية الثقافات الأخرى هي:
- اتخاذ عُمر لِديوان العطاء أو ديوان الجيش.
- اتخاذ مُعاوية لِديوان الخراج والخاتم والرسائل.
- تأليف زياد بن أبيه لِكِتاب في المثالب.
- مظاهر التأثر و التأثير التي حدثت بين العرب وغيرهم مِن الأمم المفتوحة هي:
- نشر الدين الإسلامي.
- المُحاورات والمناقشات.
- الفلسفة والمنطق اليوناني.
- نوع الكِتابة التي انصب عليها الاهتمام أكثر في العصر الأموي هي: الكِتابة التاريخية.
- الكتُب التي تم تأليفُها في هذا العصر هي:
- كُتب السيرة النبوية ومغازي الرسول صلى الله عليه وسلم.
- كِتاب المُلوك وأخبار الماضين.
- كُتب في عِلم اللغة.
- اهتم أهل العراق في مجال الكِتابة بِتاريخ القبائل الشّمالية وأنسابِها وأيامها، وبتاريخ الأحداث في عصر علي بن أبي طالب ثُم في عصر بني أمية، وكذا بتاريخ العرب في الجاهلية وأيامهم وشُعرائهم وخُطبائهم.
أثر علم اللغة على نشاطاتهم، أنّه زاد مِن عِنايتهم واهتمامهم بالكِتابة على اعتِبارها مادة دراستهم.
- بِمَ تُفسر نشاط الكِتابة التاريخية في العصر الأموي؟
- في أواخر العصر الأموي ظهرت العناية أكثر بتاريخ العرب في الجاهلية ما الذي دفع إلى هذه العِناية؟
- ما أثر العناية بتاريخ العرب في الجاهلية على رِواية الشعر ؟
- حظِيت مغازي الرسول صلى الله عليه وسلم بالكِتابة والتدوين، لِماذا؟
- يعود نشاط الكِتابة التاريخية في العصر الأموي إلى اهتمام الأمويين بالعلوم النقلية أكثر مِن اهتمامهم بالعلوم العقلية مِن جهة، ومن جهة أخرى فإن العرب اعتمدوا الرواية و التلقين أكثر من اعتمادهم على الكِتابة، وبالتالي كانت الحاجة إلى تدوين أيّامهم، وحروبهم، وأشعارهم وخُطبهم، وكذا سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وغزواته، وأحاديثه، وسيرة الصحابة وفُتوحاتهم؛ حتى تكون مادة يعتمِدُها علم اللغة الحديث آن ذاك ويرجع إليها.
- في أواخر العصر الأموي ظهرت العناية أكثر بتاريخ العرب في الجاهلية؛ وذلك لِقِيام علم اللغة وتوفر أصحابه على دراسة أحوال الجاهليين.
- أثر العناية بتاريخ العرب في الجاهلية على رِواية الشعر تتمثل في الاهتمام بِرِوايته وتناقله؛ وذلك أنّه ديوان العرب يجمع أيامها وحُروبها ولُغتها وخُطباءها وشُعراءها.
- حظِيت مغازي الرسول صلى الله عليه وسلم بالكِتابة والتدوين؛ لأنّها تُعتبر مِن أهم أحداث التاريخ الإسلامي مِن جهة، ولأنّها مواقف نستقي مِنها الكثير من الدروس والعِبر من جِهة أخرى.
- حدد بعض ملامح البيئة الأموية من النص.
- أشار الكاتب إلى مسألة تلاقُح الثّقافات بين الأُمم والشّعوب، ما أثر هذا التلاقح على إثراء الفِكر العربي؟
- لماذا آثر خُلفاء بني أمية العِناية بالعلوم النقلية على غيرها من العلوم. علّل إجابتك.
- تتجلّى ملامح البيئة الأموية في:
- نموّ الكِتابة نُمُواً واسِعاً وعلى وجه الخُصوص الكِتابة التاريخية.
- تحضر العرب وأخذهم عن غيرهم مِن الأمم التي فتحوها بعض تُظُمهم السياسية و الاجتماعية.
- أدى تلاقُح الثقافات بين الأُمم والشعوب إلى إثراء الفِكر العربي؛ وذلك بالعِناية بلُغتهم ودراستِها، إلى جانب تعاطيهم للفلسفة والمنطق اليوناني، وإلى ازدهار الكِتابة في كُلّ فن.
- آثر خُلفاء بني أميّة العِناية بالعلوم النقلية على غيرها من العلوم؛ وذلك لاحتكاكهم بِثقافات مُدونة في كُتُب، في حين وجدوا أنفُسهم أصحاب ثقافة مروية غير مكتوبة ولا مدونة، فشرعوا في كِتابتها وتدوينِها؛ لذلك كان شيئاً طبيعيا أن تزدهر العلوم النقلية على العلوم العقلية.
