في العلاقات الأسرية و النظم السياسية و الإقتصادية
ما هي الأسرة؟ وما هي الأسس التي تقوم عليها؟ وما هو الدور الذي تلعبه في النسق الاجتماعي وما هي المشكلات والتحديات الجديدة التي تواجهها ؟
الأسرة هي الوحدة الاجتماعية المبنية على الزواج أو هي البذرة الأساسية في انشاء الحياة الإنسانية والخلية الأولى في تكوين المجتمعات والشعوب والأمم. وقد اعطى الإسلام تعريفا واضحا لها في قوله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم: "يَا أَيُّهَا النَّاس إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ الله أَتْقَاكُمْ".
الأسرة كيان اجتماعي يقوم على أسس أخلاقية:
علاقة ورابطة مقدسة يختلف شروط عقده وفسخه من مجتمع إلى آخر.
يربط أفراد الأسرة الواحدة عاطفة الحب والشعور بالانتماء. فالفرد داخل الأسرة يشعر بأنه عضو منها وليس مجرد فرد، فشعور الأب بأن الأولاد جزء منه وامتداد له يتبعه شعور بالمسؤولية وروح الواجب وكذلك الأمر بالنسبة للأبناء.
إن العلاقات الأسرية قد أخذت عبر التاريخ أشكالا مختلفة تبعا للروابط التي تربط أفرادها والدور الذي يلعبه فيها هؤلاء الأفراد.
أم + رئيس، لها الأمر، ينتسب الأطفال لها، تتولى جميع الوظائف.
أب + رئيس: له الأمر، يتولى جميع الوظائف، ينتسب الأطفال له.
تتكون من ثلاثة أجيال: الآباء والأولاد المتزوجون والأحفاد وبطبيعة الحال العمات والأعمام. يقيمون كلهم في مسكن واحد، يشتركون في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، يكون الأب في مركز الرئيس.
ولكن التطورات الاجتماعية (الاقتصادية والثقافية) أدت إلى تغيير نمط الأسرة فظهرت.
والتي تتكون من جيلين، الأبوين والأبناء فقط وأهم مميزاتها:
- الزواج كشرط شرعي وقانوني. فهو بمثابة تعاقد بين رجل وامرأة له شروط شرعية وأخرى قانونية تضبطه.
- المشاركة في اتخاذ القرارات فهي تعكس الميل إلى التسامح والحرية.
لقد فقدت الأسرة الحديثة الكثير من الوظائف التي كانت تقوم بها في القديم خاصة الأسرة الممتدة لأن تلك الوظائف أصبح المجتمع أو الدولة هي التي تتولاها. فالدولة هي التي تفصل في النزاعات عن طريق المحاكم وهي التي تُحدِّد نمط التربية عن طريق المدارس وهي التي تُوفر الإنتاج. إلا أن هذا لا يمنع من أن الوظائف الأساسية بقيت لها ولهذا يقال" بمقدار ما تفقد الأسرة من وظائفها، بمقدار ما تعثر على وظائفها الحقيقة."
الحفاظ على النوع البشري.
- داخل الأسرة تتاح إمكانية تنظيم النسل.
- إعطاء الغريزة الجنسية صبغة أخلاقية (للتميز عن الحيوان).
توفير الحاجيات الأساسية من مأكل وملبس ومسكن وأدوات.
تحمل الأسرة على عاتقها مسؤولية تربية النشء وإعدادهم للمستقبل وهذه المهمة لا تقع على الأم وحدها بل على الأب كذلك وإن كان القسط الأكبر منها يقع على الأم لأنها هي التي تعيش معهم معظم الأوقات حيث يقول الشاعر حافظ إبراهيم:
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
وتربية الأطفال في الأسرة الحديثة لا تعتمد على القسوة التي تخنق حرية الأطفال فتجعلهم مكبوتين كما لا تكون في ترك الحرية المطلقة فتعم الفوضى وينحرفون عن التوجيه الصحيح. فعلى الاسرة تلقين الأطفال قواعد الآداب العامة عن طريق:
- التربية الجسمية (الصحية)
- التربية الدينية: قواعد الدين وتُحبِّبُهم في الدين.
- التربية النفسية: تغرس فيهم روح المحبة والثقة في النفس والتفاؤل.
- التربية الاجتماعية والأخلاقية: كيفية التعامل مع المجتمع: - في الشارع، في المدرسة، في العمل...الخ
وهذه الوظيفة بالذات لا يمكن لأي مؤسسة خارج الأسرة أن تقوم بها. فالأسرة توفر للأبناء الإطار النفسي الضروري حتى ينشؤوا أسوياء، متزنين. فالطفل يحتاج إلى الحب والحنان والرعاية وفي نفس الوقت يحتاج إلى الشعور بالأمان من خلال الشعور بوجود سلطة قادرة على حمايته وهي سلطة الأب. فقد أثبت علم النفس قيمة الغذاء النفسي الذي لا يقل أهمية، عن الغذاء الجسمي والذي لا يستطيع الطفل تلقيه إلا داخل الأسرة. ولهذا قيل "أسوأ بيت أحسن من أجمل روضة للأطفال".
تعترض الأسرة الحديثة مشاكل كثيرة ينتج عنها عدم التجاوب والانسجام بين الزوجين. مما يؤدي إلى النزاع الذي يحتد ويشتد وغالبا ما ينتهي بفسخ العقد بين الطرفين أي ينتهي بالطلاق. وهذه المشكلة هي التي تهدد كيان الأسرة الحديثة.
إن الطلاق أكبر دليل على تصدع الأسرة وانهيارها وانهيار مقوماتها. ومن بواعثها غير المباشرة في المجتمعات المعاصرة الكفاح من أجل رفع المستوى الاقتصادي والانتقال إلى مستوى اجتماعي أعلى مما دفع بالمرأة للخروج إلى العمل لزيادة دخل الأسرة ونلاحظ أن نسبة العاملات في زيادة مستمرة سواء في المجتمعات المتقدمة أو غيرها مما أعطى للمرأة نوع من الاستقلال والحرية وجعل حقوقها تمتد إلى مجالات أخرى كانت حكرا للرجال. إلا انها مع مرور الوقت اكتشفت أن هذا التحرر إنما هو تحرر مظهري فقط أما التحرر الجوهري فما زال بعيد المنال ومن هنا أصبح لزاما عليها أن تثور ضد هذه الوضاع وتتحرر منها وهذا لا يتحقق بطبيعة الحال إلا بتصحيح تلك الأوضاع المزيفة التي دعمتها المفاهيم الاجتماعية السائدة ومثل هذه التحديات الجديدة التي تعصف بكيان الاسرة يقتضي مواجهتها خاصة وأن التجربة أكدت على أن التربية التقليدية عاجزة عن تحقيق التكيف مع التغيير الاجتماعي مما يستوجب عصرنة أساليب التربية لمواجهة التحديات:
- العمل على تنمية القدرات العقلية للفرد: حتى يعرف ما يجري حوله من تحولات وبالتالي يستطيع أن يشخص من الناحية الاجتماعية الظروف والمشكلات التي تواجهه حتى يتمكن من التصدي لها والسيطرة عليها بدل أن يكون فريسة لها
- تهيئة الفرص لأفراد الاسرة في الحوار: لقضايا الاسرة المتنوعة وابداء الرأي حولها.
- انشاء مؤسسات نفسية واجتماعية وتربوية للتوجيه والاستشارة لمساعدة الأسر في حل تجاوز المشاكل.
إن نجاح الاسرة اليوم يكون بنجاحها في مواجهة التحديات الجديدة مما يدل ويثبت بانها كمؤسسة اجتماعية تتأثر بما يحدث في المجتمع من تغير وتطور كما تؤثر فيه كذلك. فالأسرة الناجحة تعطي مجتمعا ناجحا متماسكا والاسرة الفاشلة المتفككة تعطي مجتمعا فاشلا ومتفككا. فالمجتمع المنحل أخلاقيا واجتماعيا انما يرجع ذلك إلى انحلال الأسرة فيه فنلاحظ أن انحراف الشباب (السرقة المخدرات، التدخين، الكحول...الخ إنَّما يرجع إلى أن الأسرة نظرا لانحلالها وتفككها لم تعد قادرة على تربية أبناءها وتهيئتهم للتغيرات التي لحقت بالمجتمع).
- إختبارات
- 83
- الأجوبة الصحيحة
- False
- الأجوبة الخاطئة
- False
- مجموع النقاط
- False
المراتب الخمس الأولى في Quiz
- kevin Prince
- 220 نقطة
- asma zouaoui
- 203 نقطة
- عبد الكريم سيف النصر بوحادة
- 200 نقطة
- madridista bari
- 200 نقطة
- Zaknoun Hamid
- 200 نقطة
- Afnane Maatouk
- 200 نقطة
- karim slimani
- 200 نقطة
- Abdelrrahman Dama
- 200 نقطة
- nacera hamdani
- 177 نقطة
- غ'يتي رضا الرحم'ن
- 177 نقطة