النص الأدبي الأول الفراغ لأدونيس
النص
فراغ زمان بلادي فراغ
وتلك المقاهي ،
وتلك الملاهي ،
فراغ .
وهذا اّلذي ذلَّ في أرضه
وأْنكرها واسَتكانا،
ورصع بالعار تارِيخه
ولوث أَنها رَنا و رباَنا،
فَرا غ .
وذاك اّلذي ملّ من شَعِبه
ومن حبه
و غمس باليأس أَعماقَه
وأَحداقه
فراغ .
وذاك الذي لا يرى غيره،
ولا ي جد الخير خيرا إذا لم يكن خيره،
فرا غ .. فراغ ..
***
ألا ثورٌة في الصميم،
تَشيد لنا بيتنا،
وُتجري معاصرها زيتنا ،
وتَملأُ بالحاصدين الحقولا ،
وتَملأُ بالزارعين السهولا !
ألا ثورٌة في الصميِم تنَشِّئُنا من جديد ،
وتَمحق فينا هوان العبيد !
ألا ثَورة في الصميم تُبدع من أولِ
حياة الغد المقِبلِ ،
وتفتح أجفان أبنائنا على الزمن الأَجملِ ،
على العالِم الأَفضلِ ،
أَلا ثورٌة ، ثَورٌة في الصميم تبدع من أولِ !
تعريف بصاحــــــــب الـنـــــــــص :
|
إثــــــــــــراء الرصيـــــــد اللغـــــــــوي :
في الحقل الدلالي :
- هات من النّصّ الألفاظ و العبارات الدالة على التّغيير و التّجديد .
- من الألفاظ الدالة على التّغيير والتّجديد نذكر : ثورة في الصّميم ، جديد ، الغد المقبل ، تبدع ، تشيد .
- ما هي الدلالات التي تحملها كلمة فراغ بالنّظر إلى مضمون النّص ؟
- كلمة فراغ في النص ومن خلال العنوان توحي : بالعدم ، بالعجز و بالخمول .
- في النص مجموعة من اللّوحات و المشاهد الاجتماعية التي أنكرها الشاعر ، عددها ؟
-
من المشاهد الاجتماعية التي أنكرها الشاعر : صورة اعتياد المقاهي والملاهي ، الانحلال الخلقي ، التجرد من الوطنية ، التاريخ ، الهوية ، التذلل و الأنانية .
- هل ترى الشاعر في هذا النص من دعاة الإصلاح أو من أصحاب التغيير الجذري ؟ علل .
- يقف الشاعر موقف المتفائل الذي يرى أن إمكانية التغيير ممكنة من خلال ثورة في الصميم تغيّر هذه الأوضاع تغييرا جذريا و لن يكون ذلك تغيير إلّا بتغيير في الذهنيات و الأفكار .
- ما علاقة العنوان بالمحتوى الفكري والموقف الشعري في النص ؟
-
للعنوان في هذا النص إشارة قوية إلى المحتوى والرسالة التي يريدها الشاعر فمن دلالاته أنه تعبير عن ( الأرض الخراب ) العربية ، وتفسير قوي للهوية العربية في الزمن الحاضر .
- في النص مزيج بين الصورة الشعرية والتعبير المباشر ، بين وعلل .
- التمس الشاعر بعض الصور الشعرية كما في قوله : " و غمس باليأس أعماقه " ، غير أن أكثر التعابير في النص جاءت بأسلوب مباشر رغبة في الإيحاء بواقعية ما يقوله الشاعر فهو ينقل ما هو واقع في بيئتنا العربية.
- ما دلالة تكرار كلمة "فراغ " و " ثورة " في النص ؟
-
من الألفاظ التي تكرّرت في النّص لفظتي: " فراغ " و " الثورة " حيث توحي الأولى بخمول الإنسان العربي وكسله و بتضييع الوقت فيما لا يسمن و لا يغني من جوع ، و بجدب الأرض العربية وخرابها ، و ، بينما توحي الثانية بإمكانية الثورة على كل هذه الأوضاع .
- على أي نمط نصيّ اعتمد الشاعر في تصويره : النمط الوصفي أم الإخباري ؟ أم هما معا ؟
-
المتأمل في النص يجد الشاعر قد اعتمد على النمطين الوصفي والإخباري ، فالأول في مواقف وصف أحوال العرب وأوضاعهم الحياتية والثاني في نقل أخبارهم ، ومن مؤشرات النمط الوصفي استعمال الظروف مثل ( المقاهي ، الملاهي ) والجمل الاسمية ( فراغ زمان بلادي فراغ ) . وأما مؤشرا النمط الإخباري فنلمسها في استعمال الجمل الفعلية ذات الفعل الماضي مثل : ( غمّس ، رصع ، أنكر ) . و من خلال أساليب التحضيض نلمس نمطا ثالثا هو النمط الأمري
- ما مدى مساهمة تكرار لفظة ( فراغ ) في البناء العضوي للقصيدة ؟
- من الخيوط التي ساهمت في بناء القصيدة بناء عضويا تكرار كلمة ( فراغ ) فهي محور المعاني التي تدور حولها القصيدة فكل صورة و كل مشهد تعرض له الشاعر يمثّل حالة من حالات الفراغ، و هي الكلمة التي نجدها تتكرّر بعد كل فقرة تقريبا .
- في كل فقرة من النّص رباط يوثّق أسطرها، كيف نسمي هذه الرابطة ؟
- التزم الشاعر بتكرار اللفظ لربط المشاهد بهذه الصورة صورة الفراغ و تسمى مثل هذه الألفاظ التي تتكرر بعد كل مقطع أو بعد كل فقرة ( اللازمة ) وهي مقطع يلتزم به الشعراء في بعض الأحيان عند كل مقطع .
- هل ترى ترابط بين أول السطر وآخر السطر من القصيدة ؟ علل .
-
إذا كانت بداية القصيدة تعطي صورة قاتمة عن الوضع بلاد العرب وهو وضع خرب فارغ ، فإن نهاية القصيدة تلوح بتباشير الثورة الممكنة التي يدعو إليها الشاعر ويرغب فيها بل يحضّ عليها فهي علاقة الداء بالدواء.
- كيف يظهر لك أدونيس من خلال النص ؟ هل استطاع من خلال النص تشخيص الداء الذي تعاني منه الأمة العربية ، اشرح ؟ استخلص بعض القيم الفنية من النص ؟
-
أدونيس شاعر ملتزم ، صاحب موقف إنساني ذي أبعاد حضارية، وهو يعالج قضايا مجتمعه ويتفحص بعمق آفاته المصيرية ، وقد استطاع تشخيص لبّ الدّاء واقتراح أنجع الدواء للتخلص منه. ولقد عرف بخبرته وذوقه الفني وقدرته على المزج بين الموقف الشعري والصورة الشعرية، كما استطاع المزاوجة بين بساطة اللغة وعمق دلالتها المعنوية .