نصّ أنموذجيّ قال المتنبي
إذا غــــامَــرْتَ فـــي شَـــرَفٍ مَــــرومٍ | فَـــــلا تَـــقْــنَــــــعْ بِمــــــا دونَ الـــنُّـــــجـــــــومِ |
فَــــطَـــعْــــمُ المَوْتِ فـــي أَمْرٍ حَقيــــرٍ | كَـــطَــــــعْــــمِ الـــمَــوْتِ فـــي أَمْــــرٍ عَــــظـيـــمِ |
سَتَبْكـــي شَجْـوَهــــا فَرَســـي و مَهــري | صَــفــــائِــــحُ دَمْـــعِـــهـــــا مــــاءُ الجَـــــســــومِ |
يَــرى الجُــبَــنــــاءُ أَنَّ العَــجْــزَ عَــقْــلٌ | و تِــلْـــكَ خَــديــــعَـــةُ الــــطَّـــبْــــعِ الــلَّـــئـــيـــمِ |
و كُـــلُّ شَــجـــاعَةٍ فـــي المَـــرْءِ تُغْنــي | و لا مِثْــلَ الشَّـجـــاعَـــــةِ فـــــي الـــحَــــكـــيــــمِ |
و كَــــمْ مِنْ عــــائِبٍ قَـــوْلاً صَحـــيـــحاً | و آفــــتُـــــهُ مِــــنَ الفَــــهْــــــمِ السَّـــــقــــيــــــــمِ |
و لَـــــكِــــنْ تـــــأْخُـــذُ الآذانُ مـــــــِنْـــهُ | عَلــــــى قَــــدْرِ القَـــــرائِـــــحِ و الــــعُــــلـــــومِ |
إلام يدعو الشّاعر في مطلع قصيدته ؟
يدعو الشّاعر في مطلع قصيدته إلى أن يكون كلّ إنسان بقدر المكانة الّتي يريد تحقيقها ، فلا يهاب شيئا في سبيل تحقيق طموحه ، لأنّ الموت واحد و عليه فالأحرى به أن يموت عظيما .
إلى أيّ مدى يعكس هذا النّصّ ملامح شخصيّة الشّاعر ؟
يعكس هذا النّصّ شخصيّة المتنبّي المحبّة للرّفعة و المكانة العالية ، فلطالما رأى أنّه ذو شأن عظيم، و خير دليل على ذلك طريقة وفاته إذ كان سيفرّ من أعدائه فلمّا قيل له أ لستَ القائل :
الخَــيْـــلُ و اللَّــيْـــلُ و البَيْــداءُ تَــعْرِفُـنـــي | و السَّـــيْــفُ و الـــرُّمْحُ و القِرْطـــاسُ و القَلَــمُ |
واجه أعداءه و مات عزيز النّفس شجاعا .
يقول " الإمام الشّافعيّ " :
تَــرومُ الـــــعِــــزَّ ثُــــــمَّ تَـــنــــامُ لَــــيْـــلاً ! |
يَــغــــوصُ الــبَـحْــرَ مَــنْ طَــلَـبَ الــــلَّآلــــي |
أيّ الأبيات يتجلّى فيها هذا المعنى ؟
يتجلّى هذا المعنى في البيت الأوّل .
عمد الشّاعر إلى استعراض مجموعة من الدّلائل ، ما فائدتها ؟ و علام يدلّ هذا ؟
عمد الشّاعر إلى استعراض مجموعة من الدّلائل حتّى يكون مقنعا ، فهو بذلك يكون قد بنى أحكامه على أساس منطقيّ .
و هذا يدلّ على حكمة الشّاعر الواسعة و على خبرته في الحياة .
استخرج من السّند محسّنين بديعيّين مختلفين و بيّن نوعيهما و أثرهما .
- المحسّن البديعيّ الأوّل : التّصريع في مطلع القصيدة : مَروم – النّجوم .
- أثره : إحداث نغمة موسيقيّة تطرب لها الآذان ، لأنّهم محسّن بديعيّ لفظيّ .
- المحسّن البديعيّ الثّاني : طباق الإيجاب : حقير ≠ عظيم .
- هو محسّن بديعيّ معنويّ ، أثره توضيح المعنى ، إذ بالتّضاد تتّضح المعاني .
ما نمط النّصّ ؟
نمط النّصّ حجاجيّ .
استخرج أسلوبا خبريّا و بيّن ضربه و غرضه مع التّعليل .
البيت الثّاني :
فَــــطَـــعْــــمُ المَوْتِ فـــي أَمْرٍ حَقيــــرٍ |
كَـــطَــــــعْــــمِ الـــمَــوْتِ فـــي أَمْــــرٍ عَــــظـيـــمِ |
أسلوب خبريّ ، ضربه ابتدائيّ ، لأنّه يخلو من أدوات التّوكيد ، غرضه التّسوية .
استخرج من النّصّ ثلاث قرائن لغويّة أسهمت في تحقيق اتّساقه و انسجامه .
- توظيف أسلوب الشّرط " كما جاء في البيت الأوّل :
-
إذا غــــامَــرْتَ فـــي شَـــرَفٍ مَــــرومٍ فَـــــلا تَـــقْــنَــــــعْ بِمــــــا دونَ الـــنُّـــــجـــــــومِ
- توظيف حروف العطف : فلا تقنع ، فطعم ، و كلّ ، و كم ...
- توظيف حروف الجرّ : في شرف ، في أمر ...
- الإحالة القبليّة بالضّمير المتّصل : و كم من عائبٍ ... و آفتُهُ .
ضمن أيّ غرض شعريّ تضع النّصّ ؟
النّصّ من شعر الحكمة .
عرّف بهذا الغرض الشّعريّ و اذكر سبب ازدهاره في العصر العبّاسيّ .
الحكمة. لغة : من الحكم وهو المنع . سُميت الحكمة بذلك ، لأنّها تمنع صاحبها من أخلاق الأرذال .
اصطلاحا : هي قواعد إنسانيّة عامّة فضلها وفائدتها التّنبيه والإعلام والوعظ .
من أسباب ظهورها : أباطيل المجتمع ، خزعبلاته و تُرّهاته ، الدّعوة إلى الإصلاح ، التّأثّر بالفكر الفلسفيّ اليونانيّ .