النّصّ الأدبيّ افاضل الناس أغراض المتنبي
العصر العباسيّ عصر ألبسه رجاله ثوب الحضارة و رصّعوه بجواهر الأدب كالشّعر مثلا و المتنبّي شاعر الطّموح والبطولة ، واحد من بينهم إذ يُعدّ أكبر رموز الشّعر العربيّ وأكثرها تداولاً بين النّاس هذّب الشّعر فتذهّب العصر .
أفــاضِلُ النّـــاسِ أَغْــراضُ لَدى الـزَّمَنِ |
يَخْلـــــو مِنَ الهَـــــمِّ أَخْــــلاهُـمْ مــــِنَ الفِـــطَنِ |
و إنّمــــا نَحْــنُ فــــي جيـــلٍ سَواســــِيَةٌ |
شـــرٌّ على الــــحُرِّ مِنْ سُــــقْــــمٍ عَلـــــى بَــدَنِ |
حَـــــوْلي بِكُلِّ مَكــــانٍ مِنْهُــــمُ خِـــلَـــقٌ |
تُخْطــــي إِذا جِئْــــتَ فـــي اسْتِفْهــــامِهـــا بِمَـنِ |
لا أَقْـــتَـــري بَــلَـــداً إِلّا عَلــــى غِــــرَرٍ |
و لا أَمُــــــرُّ بِخَــــلْــــقٍ غَيْــــرِ مُضْـــطَـغِـــنِ |
و لا أُعـــــاشِـــرُ مِنْ أَمْـلاكِهِـــمْ مَلِــكـــاً |
إِلّا أَحَــــقَّ بِـــضَــــرْبِ الــــرَّأْسِ مِـــنْ وَثَـــنِ |
إِنِّـــي لأغْــــذِرُهُـــــمْ مِمّــــا أُعَــنِّـفُـــهُــمْ |
حَتَّـــى أُعَــــنِّــــفَ نَفْســـي فـــيــهِــــمْ و أَنـــي |
فَـــقْـــرُ الـجَهــــولِ بِـــلا قَــلْبٍ و لا أَدَبِ |
فَــــقْــــرُ الـحِـمــــارِ بِــــلا رَأْسٍ و لا رَسَـــــنِ |
و مُدْقِــعــيـــــنَ بِسُبْــروتَ صَحَــبْــتُـهُـــمُ |
عاريــــنَ مِـــنْ حُــلَـــلٍ كـــاســيـــنَ مـــِنْ دَرَنٍ |
خُــــرَّابُ بـــادِيَــــةٍ غَــــرْثى بُطونُـــهُــمُ |
مَــكْــنُ الضِّـــبـــــابِ لَـــهُـــمْ زادٌ بِــلا ثَــمَـــنِ |
يَسْتَــخْبِــــرونَ فَلا أُعْطيـــهِــمُ خَبَـــري |
و مـــا يَطيـــشُ لَهـــُـــمْ سَهْـــمٌ مِـــنَ الظَّـــنَـــنِ |
و خُــلَّــةٍ فــــي جَلـــيسٍ أَلْتَــقـــيهِ بِهـــا |
كَيْما يَـــــرى أَنَّنا مِـــثْـــــلانِ فــــــي الــوَهَـــنِ |
لا يُعْجَــبَـــنَّ مَضـــيــمـــاً حُسْـنُ بِزَّتِــهِ |
و هَـــلْ تَــــروقُ دَفــيـــناً جَـــوْدَةُ الــــكَــــفَــــنِ |
للهِ حـــــالٌ أُرَجّيـــهــــا و تُخْـــلِفُــنـــي |
و أَقْتَضــــي كَوْنَــهـــا دَهْــــري و يَـمْـــطُـلُنـــي |
- الأغراض : جمع غرض و هو الهدف يُرمى بالسّهام .
- سواسية : متساوين .
- أقتري : أتّبع .
- غرر : عرض النّفس على التّهلكة .
- مضطغن : حاقد .
- وأني : أفترّ .
- المدقع : اللّاحق بالأرض ذلّا .
- سبروت : القفر ، الأرض الّتي لا نبات فيها .
- الدّرن : الوسخ .
- الخرّاب : جمع خارب ، و هو الّذي يسرق الإبل خاصّة ثمّ سُمي به كلّ لصّ .
- غرثى : ضامرة جوعا . ا
- لضّباب : جمع ضبّ ، دُويبة من الزّواحف و مكنها : بيضها .
- طاش : السّهم إذا انحرف عن الرّمية .
- الخلّة : الخصلة .
- العلى : جمع عليا ، اسم للمكان العالي ثمّ استعملت بمعنى الرّفعة و الشّرف .
- المضيم : المظلوم .
- البزّة : اللّباس .
- من هم أفاضل النّاس في نظر الشّاعر ؟
- أفاضل النّاس هم الكرماء و الشّرفاء الّذين يتعرّضون للأذى .
- إذا كانوا أكثر من غيرهم اهتماما بنوائب الدّهر ، فكيف يعيش الّذي يخلو من الفطنة ؟ لماذا ؟
- يعيش الّذي يخلو من الفطنة مطمئنّا خالي البال من الهموم .
- " مَن " أداة استفهام للعاقل ، لماذا لا يجوز استعمالها مع هؤلاء ؟
- لأنّ الشّاعر لا يعتبرهم من جنس البشر ، بل من البهائم ، كونها لاتعقل ، لا يجوز الاستفهام عنهم ﺑ " من " .
- ما الخطر الّذي يهدّد الشّاعر حين يسافر ؟
- الشّاعر مهدّد بالتّهلكة فهو لا يسافر إلّا على خطر و خوف على نفسه من الحسّاد و الأعدء و لا يمرّ على واحد إلّا و هو حاقد عليه لأنّهم جهّال أعداء لذوي العلم و الفضل أمثاله .
- كيف وجد المتنبّي الملوك الّذين عاشرهم ؟
- وجد " المتنبّي " الملوك الّذين عاشرهم جهّالا بلا عقل و لا أدب و كأنّهم أوثان .
- كيف يتعامل الشّاعر مع النّاس ؟ و لماذا ؟
- إنّ المتنبّي يحاول إخفاء أخباره عنهم خوفا من غيرتهم و حسدهم و كم من جليس جاهل جالسه فأظهر له الجهل و الضّعف حتّى ظنّ أنّه مثله .
- ماذا يجني الشّجاع الّذي يواجه المهالك ؟ و ماذا يجني الجبان المُحْجِمُ عنها ؟
- يخوض المخلص الشّجاع المهلكة فيخرج منها سالما و يُقتل الجبان المُحجِم عنها و يجني فضلا عن ذلك ذمّا و إهانة .
- ما المظاهر الّتي أثارت غضب المتنبّي و سخطه ؟
- المظاهر الّتي أثارت غضب المتنبّي و سخطه هي : الجهل ، الحقد ، فساد الأخلاق ، تنكّر الدّهر للكبار و العظماء .
- اُذكر الأسباب الّتي أدّت إلى ظهور الظّلم و الفساد في العصر العبّاسيّ الثّاني .
- من الأسباب الّتي أدّت إلى ظهور الظّلم و الفساد في العصر العبّاسيّ الثّاني : فساد السّياسة و رجالها ، فساد الاقتصاد ، ممّا أدّى إلى فساد الأخلاق و انتشار الآفّات .
- لماذا لا يحتاج الجهول إلى عتاب ؟ و ما الدّليل الّذي جاء به الشّاعر ؟
- الجهول لا يحتاج إلى عتاب لأنّه بلا قلب و لا عقل ، و قد شبّهه الشّاعر بالحمار الّذي لا رأس له إذ يستحيل وضع الرّسن " الحبل " عليه ليُقاد .
- اشرح الصّورة البيانيّة الواردة في البيت ما قبل الأخير
في قول الشّاعر :
لا يُـــعْـــــجَــبَـــنَّ مَضـــيــمـــاً حُسْـنُ بِزَّتِــهِ | و هَـــلْ تَــــروقُ دَفــيـناً جَـــوْدَةُ الكَــــفَــــنِ |
- تشبيه ضمنيّ : شبّه حالة المظلوم و هو لابس لباسا جميلا بميّت مكفون في كفن جميل .
- اعتمد الشّاعر على السّرد و الوصف ، دلّ على ذلك من النّصّ .
من أمثلة الوصف : توظيف الجمل الاسميّة : أفاضل النّاس أغراض .
من أمثلة السّرد توظيف الأفعال الماضية : صحبتُهم .
- هل ترى علاقة بين الآفّات الثّلاث : الجهل و الفقر و الخوف ؟ علّل .
- نعم ، فالآفّات الثّلاث تجمع بينها علاقة السّببيّة و المسبّبيّة فالفقر يؤدّي إلى الجهل و الجهل يؤدّي إلى الفقر ، و كلاهما يولّد الخوف .
- ما علاقة الحكمة في البيت الأوّل بالنّصّ ؟
- الحكمة مفادها أنّ الإنسان الفطن يتعرّض لنوائب الدّهر بينما يعيش الغافل مرتاح البال و هي بمثابة تمهيد لبقيّة الموضوع و قد أيّد الحكمة بمثال حيّ فهو نفسه تعرّض للأذى بسبب علمه و فطنته .
- ما هي الأدوات الّتي استعملها الشّاعر في البيت الأخير للرّبط بين شطري البيت ؟
- استعمل حرف العطف الواو مكرّرا ثلاث مرّات :
- الإحالة القبليّة بالضّمير " هي – ها " العائدة على مؤنّث و هي الحال : أرجّيها – تُخلف
- الإحالة القبليّة بالضّمير " الياء " العائدة على المتكلّم المفرد و هو الشّاعر : أقتضي – دهري – يمطلني
- الإحالة القبليّة بالضّمير " هو " العائد على مذكّر و هو الدّهر : يمطل .
- ما طبيعة الموضوع الّذي عالجه الشّاعر ؟
- عالج الشّاعر موضوعا اجتماعيّا .
- بم تعلّل ظهور الشّعر الاجتماعيّ بشكل واضح في العصر العبّاسيّ ؟
- شاع الشّعر الاجتماعيّ بشكل واضح في العصر العبّاسيّ بسبب تدهور الحياة السّياسيّة و الاقتصاديّة و انتشار الآفّات الاجتماعيّة بمختلف أنواعها .
- اُذكر بعض القضايا الّتي عالجها الكتّاب في العصر العبّاسيّ .
- تطرّق الأدباء و الشّعراء و على رأسهم " ابن الرّوميّ " إلى معالجة القضايا الاجتماعيّة المنتشرة في ذلك العصر و منها : الفقر، الجهل ، الشّقاء ، البخل ، الطّبقيّة .